اختتمت في عمان اليوم الأربعاء، أعمال ورشة عمل "واقع وآفاق المعادن المستخدمة بتقنيات الطاقة النظيفة"، التي عقدت بمشاركة عربية واسعة، وبتنظيم من وزارة الطاقة والثروة المعدنية، وهيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين.
وشهدت فعاليات اليوم الثاني للورشة انعقاد جلستين حواريتين و3 جلسات رئيسية.
وأكد مدير الإنتاج في شركة الشرق الأوسط للتنمية الإقليمية/ أكبر مصدر لرمال السيليكا في الأردن الدكتور هاشم الزعبي خلال حديثه في الجلسة الحوارية، أن الشركة توصلت إلى نتائج مخبرية مُشجعة لرمال السيليكا في الأردن للانتقال إلى استخدامه كمدخل جديد في تقنيات الطاقة المتجددة.
وأضاف، أن الأردن يحظى بكميات كبيرة ومميزة من خام السيليكا الذي يمتاز بالنقاوة العالية واحتوائه على أحجام حبيبية متعددة بمعدل 16 نوعا منها، مشيراً إلى أن الخام يستخدم في صناعة الحاويات الزجاجية الشفافة، والزجاج المسطح في النوافذ والسيارات، والألياف الزجاجية، ومسحوق الكوارتز، والرخام الصناعي، وكربيد السيليكون.
ودعا الزعبي الحكومة إلى إيجاد ميناء خاص بتصدير خام السيليكا، والتأكد من جودة ونقاوة الخام الأردني المصدر للخارج، للحفاظ على السمعة الطيبة للخام في الأسواق العالمية.
من جهته، قدم مدير مركز تطوير ومعالجة المعادن في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية المهندس نادر بن ساجد اسكندر شرحاً عن مادة "الكوارتز" في السعودية، مؤكدا أنها تتواجد على هيئة بلورات كبيرة في مواقع ترسبات الشقوق والصخور المعدنية، وفي الصخر الناري المتبلور، لافتاً إلى وجود مركز متخصص في السعودية لمعالجة المعادن بهدف الوصول إلى أعلى مستوى من النقاء والتركيز.
من جانبه، قال مدير الأبحاث المعدنية في المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن في المملكة المغربية المهندس عثمان صدقي، إن بلاده تمتلك إمكانيات معدنية واعدة، وخبرة كبيرة وقوة عمل ماهرة، وتاريخ التعدين فيه طويل ويحظى ببنية جيولوجية متنوعة، ومشهود له بثرائه في المواد المعدنية.
الانتقال الطاقي، ومخاطر العرض والطلب على الصعيد العالمي.
وأضافت سدواي أنه ارتفع الاستثمار في التعدين بنسبة 30 بالمئة للعام الماضي، ومن المتوقع أن تكون هناك حاجة إلى أكثر من 1.7 تريليون دولار بين عامي 2020 و2035، ويبلغ متوسط المهل الزمنية العالمية لاكتشاف وتطوير مشاريع التعدين أكثر من 16 عاماً، لافتة إلى ضرورة تحقيق التوازن والأخذ بعين الاعتبار المحافظة على الموارد الطبيعية والبيئية في ظل البحث والتنقيب عن المعادن، واستعرضت نسب توزيع إنتاج بعض المعادن حسب أداء الحوكمة وتأثيرها على الانبعاثات البيئية.
وعرّجت على التحديات التي تواجه المنطقة العربية في تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاعتماد على الصناعات الاستخراجية المتمثلة بافتقارها للتنوع الاقتصادي وتشوه أسعار الطاقة ونقص المعلومات الجيولوجية والتقنيات المتقدمة لتحديد الموارد المعدنية، وغياب التخطيط الطويل الأجل والتنسيق بين القطاعات، والافتقار الى الاستثمار الاجتماعي والبيئي والأطر التنظيمية والقوانين الموائمة للاستثمار، وضعف الحوكمة ونقص الشفافية المالية والإدارية، مثمنة ضرورة بذل الجهود لتحقيق مقاصد الهدف السابع للتنمية المستدامة.
المواصفات والمقاييس الأردنية، دور المؤسسة في دعم آفاق الطاقة النظيفة وتطوير ونشر تقنياتها، ووضع المعايير والمواصفات الفنية الموحدة، ودور المؤسسة الرقابي في ضمان تطبيق هذه المعايير.
بدوره أكد المهندس علاء ابو خرمة من غرفة صناعة الأردن أهمية كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة كمتطلبات أساسية في قطاع الصناعة " ثالث أكبر مستهلك للطاقة" لدورها في خفض تكلفة الطاقة وزيادة القدرة التنافسية وتقليل الانبعاثات حفاظاً على البيئة، مستعرضاً مشاريع الطاقة الشمسية الكهروضوئية وتطبيقات التدفئة الشمسية لأغراض الصناعة.
يشار إلى أن الاجتماع الثاني للجنة العربية لمبادرة المعادن المستخدمة في الطاقة النظيفة، سينعقد غدا الخميس على هامش الورشة، بهدف الخروج بتوصيات وأفكار واقعية سعيا لتنمية قطاع التعدين وتحفيزه وتشجيع الاستثمار فيه ليحتل المكانة المنشودة في تحقيق التنمية الاقتصادية.