نيروز الإخبارية : جلسة حوارية حول "التحول المجتمعي عبر نهج التعليم الشمولي"
الرزاز يؤكد أهمية مشاركة المجتمع بالتحول نحو الثورة الصناعية الرابعة
اكد وزير التربية والتعليم عمر الرزاز أهمية أن يكون المجتمع المحلي شريكا اساسيا في التحول نحو التعليم الشمولي والثورة الصناعية الرابعة التي يشهدها العالم، بخاصة في مجال التكنولوجيا التي لم تعد هدفا، وانما وسيلة وركيزة اساسية في هذه الثورة.
وقال إن "هناك حاجة كبيرة للتعامل مع ما يواجهه النظام التعليمي من تحديات وفجوات، للوصول إلى النهضة الشمولية في التعليم، بإيجاد توازنات تحافظ على الموروث الوطني ومتطلبات النهضة، وفق رؤية حقيقية مبنية على الحوار والتشاركية".
جاء ذلك في جلسة حوارية عقدتها أمس المدرستان: الأهلية للبنات والمطران للبنين، بالشراكة مع مركز "ترانسفورم" للتنمية المتكاملة حول التحول في التعليم، بعنوان "التحول المجتمعي عبر نهج التعليم الشمولي".
وأضاف الرزاز أن الفجوات في نظامنا التعليمي، منها ما هو سلبي وما هو ايجابي، بخاصة ما يتعلق بتدريب المعلمين قبل الخدمة، ورياض الأطفال، والبيئة التعليمية في المدارس، جراء تداعيات أزمة اللجوء السوري.
وأوضح أن الوزارة تسعى لإعادة تعريف مفهوم المواطنة الفاعلة، وتعزيز مفهوم انتماء الطالب لمدرسته ومجتمعه، بحيث يصبح مشاركا بصنع القرار في المدرسة والمجتمع، ومنخرطا في القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ولفت الرزاز إلى مشروع بصمة، والذي جاء كمبادرة مشتركة، اهدافها تتبلور في تعزيز سلوك الطلبة الايجابي نحو مجتمعهم ووطنهم، وتحصينهم ضد الظواهر السلبية.
وتهدف الجلسة الحوارية التي شارك فيها نخبة خبراء وأكاديميين ومعنيين محليين وعرب واجانب، للخروج بتوجهات جديدة في التعليم تحاكي حاجات الفرد والمجتمع، واستنباط مجموعة أفكار مبتكرة ومبدعة، للوصول إلى خطة عملية واضحة، تدعم النهج الشمولي في التعليم.
المدير العام للمدرسة العين هيفاء النجار، قالت إن هذه الجلسة جاءت لحاجتنا الملحة لمراجعة الانظمة النمطية الحالية في العملية التعليمية، وأهمية كسر عزلة النظام التعليمي عن المجتمع، وانطلاقا من إيماننا بحاجة الأردن والعالم العربي والعالم، لتبني نظرة شمولية تنويرية في التعليم، تخلق تغييرا جذريا وحقيقيا في مجتمعاتنا.
وأضافت النجار أن التعليم الشامل، يتجاوز التركيز أحادي البعد على المعرفة والفكر للتعليم، بحيث يعالج أبعاد حياة المتعلم، أكانت روحية أو بدنية أو اجتماعية أو فكرية، ويسهم باعداد الطلبة، ليصبحوا صانعي التغيير ومبادرين في مجتمعاتهم.
بدورها؛ اشارت الرئيسة التنفيذية لأكاديمية الملكة رانيا للتنمية والعلوم هيفاء العطية، إلى ان الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، والتي سلطت الضوء على الانظمة التعليمية المعقدة، انطلقت من الرؤية الملكية لتطوير التعليم، ودمج محاورها في مسيرة الطالب.
ودعت العطية لدراسة ابعاد النهج الشمولي في التعليم، بتطوير منظومة التعليم الاساسي والثانوي والتعليم المهني والتقني، وصولا لسوق العمل.
وبينت ان النظرة الشمولية بحاجة لتخطيط استراتيجية جودة التعليم، والاخذ بالاعتبار ايجاد نهج ابتكاري، واشراك المعلمين واؤلياء الأمور باعتبارهم جزءا من النهج الشمولي.
من جانبه؛ اعتبر مؤسس "ترانسفورم" الدكتور الكسندر شيفر، ان قيمة التعليم الشمولي، تكمن بمعالجة التباينات والتنافر بين الفرد والمجتمع، لافتا إلى أن التوجه نحو الشمولية في التعليم، يجب أن يمر بمرحلة تحويلية، تؤثر على نحو حقيقي في معالجة قضايا المجتمع.
ودعا شيفر إلى أهمية الانتقال من التعليم بشكله الحالي، وبما يحتويه من مهارات ومحتوى، إلى نهج اكثر شمولية للتعليم، والابقاء على ارتباطه بالثقافة والمجتمع وعاداته وتقاليده، واعداد طلابنا لخلق سبل عيشهم وليس للوظائف.
وناقش المشاركون في الجلسات، تشكيل الأفكار للخروج بمقترحات تدعم النهج الشمولي في التعليم، وعناصر تجديد التعليم، والنظرة المستقبلية للتعليم والتطوير التربوي في الأردن.
المصدر الغد