نيروز الإخبارية : نيروز_يميل رياديو الأعمال، في كثير من الأحيان، الى "التخصص” في مضمار معين، أو في استهداف شريحة معينة من الناس في أعمالهم، وهو توجه وسلوك يقود الى مزيد من التركيز والتحكم، وهو الأمر الذي يعزز فرص النجاح، وهذا ما فعلته الريادية هلا سامي صاحبة تطبيق "يامو” التي استهدفت النساء في مشروعها الريادي لمساعدتهن على الحصول على خدمات عامة وهن في بيوتهن، أو لتوفير فرص عمل لأخريات يمتلكن المؤهلات لتقديم هذه الخدمات.
وتقول الريادية سامي، إن تطبيقها الذي أطلقته مع شريكها المؤسس وصاحب الفكرة داوود أبو قشة هو "مشروع نسائي خالص” جاء لخدمة النساء من خلال النساء اللواتي يمتلكن مهارات ومؤهلات متنوعة، ليكون التطبيق منصة من النساء الى النساء، ولذا فهو لا يستقبل الرجال ولا يتيح لهم الدخول والتسجيل والاستفادة من خدماته.
وتبين سامي أن "يامو” -الذي انطلق رسميا في الشهر الأخير من العام الماضي ويتواجد اليوم على المتاجر الالكترونية لنظامي تشغيل اي اوه اس واندرويد- هو تطبيق للهواتف الذكية يحمل واجهتين: الأولى للمستخدمات أو الباحثات عن خدمات عامة مثل رعاية الأطفال والتعليم والتجميل، والواجهة الأخرى هي لمزودات الخدمة ممن يبحثن عن فرص للعمل في هذه المجالات؛ حيث يعمل التطبيق على تشبيك الطرفين ببعضهما بعضا لتقديم الخدمة في الوقت والمكان المناسبين للمستخدمة.
وتزيد قائلة: "إن فكرة التطبيق عبارة عن منصة تندرج تحت مفهوم الاقتصاد التشاركي مثل تطبيقات النقل الذكية؛ حيث يرتبط ويستفيد من التطبيق أكثر من طرف، وهو يمكن المرأة من تقديم خدماتها لنساء مجتمعها في 4 تصنيفات (العناية بالأطفال، العناية بالحيوانات الأليفة، الصحة والجمال، والحصص والدروس الأكاديمية وغير الأكاديمية) مما يتيح لها العمل في وقت فراغها بناء على شروطها وظروفها وكسب دخل إضافي، ومن جهة أخرى يمكن المرأة من طلب الخدمات نفسها من النساء المقدمات للخدمة بمقابل مادي”.
وتؤكد سامي أن التطبيق يهدف الى تمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا، وقد جرى تطويره وتصميمه ليكون سهلا وجذابا للاستخدام من قبل مجتمع السيدات، مشيرة الى أن العمل على المشروع وإطلاقه تم بتمويل ذاتي، فيما جرى احتضانه مؤخرا من قبل دارة الريادة وهي المبادرة التي أطلقتها جمعية "إنتاج” بالتعاون مع وزارة الاتصالات وغرفة تجارة عمان في العام 2016 لدعم رياديي الأعمال وتوفير مساحات عمل لهم وإرشاد وتوجيه وتشبيك مع مستثمرين.
وتضيف سامي أنه جرى تسجيل الشركة مؤخرا تحت اسم "شركة أمي التقنية”، مؤكدة أن التطبيق مجاني للاستخدام وأن إدارة التطبيق حاليا لا تتقاضى أي عمولة عن أي حركة أو طلب يتم تنفيذه، فيما سيكون هناك عمولة بنسبة معينة لن تتجاوز 10 % سيتقاضاها التطبيق من مقدم الخدمة في المستقبل.
وتقول سامي، إنها تدير التطبيق اليوم بجد واجتهاد مستفيدة من دراستها الجامعية في نظم المعلومات الحاسوبية وخبرة تمتد لسبع سنوات في مضمار تطوير تطبيقات الهواتف الذكية؛ حيث عملت لشركة سعودية تعمل في هذا المجال وشاركت في حوالي 50 مشروعا لتطبيقات ذكية خلال هذه الفترة.
وتشير الى أن استقبال طلبات الانضمام للعمل مع التطبيق تجري متابعته بجد مع الانتباه الى وجود المؤهلات لدى السيدات اللواتي يسعين الى تقديم الخدمات.
وعن خطة عمل التطبيق خلال المرحلة المقبلة، قالت سامي: "سنمضي حاليا في تسجيل الشركة ومن ثم سنعمل على تصميم وإطلاق حملة تسويقية قوية لزيادة عدد المستخدمين من جهة وعدد الجهات المزودة للخدمات عبر التطبيق وزيادة عدد الحركات والطلبات من خلاله”.
وتقول "إن الخطة تتضمن أيضا التوسع ونشر التطبيق في عمان وعدد من المحافظات مثل إربد والعقبة”.
وتؤكد أن هناك خطة طويلة الأمد تتضمن التوسع خارج الأردن وخصوصا في السعودية؛ حيث جرى الحديث مع حاضنة أعمال ومستثمرين سعوديين، كذلك هناك حديث مع جهات مختلفة للتواجد في كل الإمارات ولبنان ومصر، وجميعها تعد من الأسواق الرئيسية والكبيرة في المنطقة.
وترى سامي أن المرأة "قادرة” على ريادة الأعمال مثل الرجل لأن الإبداع والابتكار والتطلع لإنشاء مشاريع خاصة هي أمور لا تقتصر على الرجال، لافتة الى أن هناك العديد من الرياديات الأردنيات وقصص النجاح التي برزت في الأردن والمنطقة خلال السنوات الماضية.
وتبين قائلة: "إن إمكانيات المرأة لا تقل عن إمكانيات الرجل”، مشيرة الى تميز المرأة بالقدرة على إنجاز مهام متعددة.
وتقول "إن دعم الأهل والمحيط مهم للمرأة في ريادة الأعمال”، مشيرة الى دعم والدها لها في التعليم وفي توجهاتها وعملها وكذلك زوجها، ما أعطاها دفعة قوية للعمل بجد وتأسيس هذا المشروع الخاص مع شريكها.
وعن وجود تطبيقات ومشاريع ريادية أخرى مشابهة أو منافسة لتطبيق "يامو”، قالت سامي "إن هناك مشاريع ريادية وتطبيقات تقدم خدمات الرعاية الصحية وحدها، أو خدمات توفير معلمين وحدها، أو خدمات تجميل، فيما يتميز تطبيق "يامو” بأنه شامل يربط المستخدمين بمزودي الخدمات في كل هذه المجالات”.