نيروز الإخبارية : نيروز ـ اكد رئيس المركز الوطني لتطوير المناهج الدكتورعدنان بدران أن المناهج ستكون مناهج وطنية تنبع من تراث هذا البلد ومن ثقافته وحضارته وعقيدته، وستكون العقيدة من ضمن المناهج في تحسين الأخلاقيات والسلوكيات لدى الفرد وقبول الآخر وقبول الإختلاف، وعدم إستخدام الدين للتطرف وللعصبية والعمل ضد العقائد الأخرى، ويجب أن نتعامل مع الآخرين لأننا نعيش في قرية كونية وعالم متغيِّر، ولا يجوز أن نحارب الآخرين لأنهم اختلفوا معنا في المذهب أو اللغة أو العقيدة.
وأضاف رئيس الوزراء الأسبق أن الدول المتطورة والدول الصناعية والتي تتطور دائماً، مناهجها في عملية تطوُّر دائم ولا تقف، فتطوير المناهج يجب أن لايكون "فزعة"، والمناهج يجب أن تطوَّر تدريجياً مع متغيرات العصر ومتغيرات العالم، وهذه التغيرات العلمية والتكنولوجية بحاجة لقوى بشرية مؤهلة، وهذه في تطور، والتنافس يتطور بين الدول، لذلك فالمناهج يجب أن تكون في عملية تطوُّر مستمر ويجب أن لا تقف، أنا أفكر إذاً أنا موجود، إذا وقفت عن التفكير فأنا عملياً توقفت عن النمو وعملية التطوُّر، وتوقفنا في هذا البلد وسيسبقنا الآخرون. لذا فعملية تطوير المناهج عملية متطورة، لذلك جاءت الإرادة الملكية السامية بتأسيس المركز الوطني لتطوير المناهج، الذي هو في الواقع تكامل وليس تنافس ولا يحل محل مديرية المناهج في وزارة التربية والتعليم.
وأضاف الدكتور بدران: أنا اجتمعت مع وزير التربية والتعليم وجميع العاملين في مديرية المناهج ومديرية الكتب المدرسية والإمتحانات وناقشنا جميع الموضوعات في إجتماعات مطوَّلة، وهناك سيكون تكاملاً بيننا وبين العاملين في وزارة التربية والتعليم لنعمل معاً كفريق في عملية تطوير المناهج، حيث تطوير المناهج يأتي من التطوُّر العالمي، فدول كثيرة تعتمد على قواها البشرية، ولولا أنها لا تطور مناهجها لما استطاعت أن تصل إلى ما وصلت إليه الآن مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وفنلندا وايرلندا ودول كثيرة، سكانها أقل من سكاننا وإمكاناتها أقل من إمكاناتنا.
وأكد رئيس المركز الوطني لتطوير المناهج أنه يجب أن نبني مناهجنا على احترام الإختلاف، وعدم تحويل هذا الإختلاف إلى خلاف "هذا مهم جداً"، ويجب أن نعتمد في مناهجنا أساس التسامح، ونعتمد على إحترام الشعوب الأخرى، واحترام الثقافات والحضارات الأخرى، فنحن نعيش بشراكة الإنسانية هي الأساس.
وأضاف رئيس الوزراء الأسبق: نحن الآن ندرس الواقع دراسة مقارنة، كيف استطاعت شعوب أخرى من خلال مناهجها أن تتقدم وتتطوَّر، وكيف نستطيع أن نبني مناهجنا على أساس التفكير النقدي واحترام الإختلاف، وأيضاً كيف نستطيع أن نبني مناهجنا لتحويل هذا الإنسان إلى رأسمال بشري يستطيع أن يعمل ويستطيع أن يُنتج، وكيف نستطيع أن نحوِّل مجتمعاتنا العربية من مجتمعات ريعية إلى مجتمعات إنتاجية؟، كل ذلك يصب في المنهاج، ويصب في الكتاب المدرسي، ويصب أيضاً في كيف ننمي الإستقصاء والتساؤل، فنحن ضعيفون في البحث العلمي، لأننا لم نبني التفكير الذي يؤدي إلى الإستقصاء وحل المشكلات وكيف نستطيع أن نتعامل مع مشكلاتنا وحلها، وكيف نستطيع أن نخترع وأن نبحث علمياً بحيث نجيد القراءة والكتابة والإستقصاء والتساؤل وأيضاً نبيني على معارف جديدة وننتج المعرفة.
وأشار الدكتور بدران إلى أن الفرق بين الشعوب المتقدمة والشعوب المتأخرة هو في إنتاج المعرفة، فإذا امتلكت المعرفة واستطعت أن تحوِّلها إلى تكنولوجيا وإلى سلع خدماتية وسلع صناعية تستطيع أن تكون في القيادة لدول العالم بحيث تستطيع أن تنافس الدول الأخرى، فنحن أثرياء بامتلاك القوى البشرية.
وتساءل: لماذا لا نخرِّج المخترعين والمنتجين؟، السبب واضح جداً، في وسائل التدريس وطرائق التدريس طرائق تلقينية، وبدلاً من أن تكون طرائق حديثة باستخدام التقنيات التربوية الحديثة، وكيف تستطيع أن تُشارك الطالب من خلال النقاش والحوارات.
وقال د. بدران: قبل أربعة أسابيع قمنا ووزير التربية والتعليم بزيارة إلى دولة الإمارات العربية، وهي أكثر دولة تقدمت في هذا المضمار، ولديها مناهج حديثة وتستخدم أفضل الكتب واستعانت بشركات عالمية متخصصة، وسيكون هناك تعاون بيننا وبينهم، وقد وجدنا من خلال زيارتنا وتفقدنل للعديد من المدارس والكليات والجامعات أن أغلب المدرسين هم أردنيون وهذا فخر لنا. مشيراً إلى وجود قوى بشرية لدينا لكن لم نستطع أن نستغلها ونوجهها للإنتاج. والأردن كان دائماً مشهور بتقدمه في التربية والتعليم وساهمنا في تطوير مناهج سلطنة عُمان وتدريب معلميها.
وبشأن رفع الدعم عن مادة الخبز وارتفاع الأسعار، قال رئيس الوزراء الأسبق أن الدعم يجب أن يوجه إلى مستحقيه، إن كان في دعم النفط أو في دعم الخبز أو دعم الأعلاف أو المياه أو الكهرباء. وأثناء حكومتنا في عام 2005 واجهنا تحديات في عجز الموازنة حيث خفضنا النفقات الجارية، وارتفاع أسعار النفط حيث قمنا بتحرير الأسعار. والحكومة الحالية تفكر بتأمين الخبز لمستحقيه من الطبقتين الفقيرة والمتوسطة. ويجب أن تتوجه الضريبة لرفع الإقتصاد الوطني وليس لتهريب الصناعات إلى الخارج.
وحول استخراج البترول، ذكر د. عدنان بدران أنه لدينا غاز في يكفي الأردن إذا تم استخراجه، ولكننا دائماً نتأخرفي الإنجازلا أعلم لماذا. ونحن الآن نسير في موضوع الصخر الزيتي وإن شاء الله تكون النتائج ممتازة.