نيروز الاخبارية: أقيم في بكين عاصمة جمهورية الصين الشعبية مؤتمر (حوار الثقافات والحضارات)للدول الاسيوية والذي استمر على مدار أربعة أيام
حيث افتتح فخامة الرئيس،الصيني شي جين ينغ يوم الاربعاء 2019/05/15 هذا المؤتمر الذي حضره عدد من رؤساء الدول الآسيوية و مندوبين عن اغلب اتحادات الكتاب،ومؤسسات المجتمع المدني و الرسمي في البلدان الآسيوية واشتمل المؤتمر على عدة فعاليات ومن هذه الفعاليات ملتقى رؤساء اتحادات الكتاب الآسيوي الإفريقي، بمشاركة ما يزيد على ثلاثين رئيسا من مختلف دول العالم وكان للأردن كلمة مشاركة في هذا الملتقى قدمها رئيس،اتحاد الكتاب والأدباء الاردنيين عليان موسى العدوان قال فيها :
أود في البداية أن أتقدم بالشكر الجزيل لهذه الدعوة الكريمة من اتحاد كتاب الصين للحضور والمشاركة في هذا المؤتمر العالمي المهم "حوار الثقافات والحضارات في آسيا" وبصفتي رئيساً لاتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين, فقد كان لي الشرف بأن أطلقت مبادرة طريق الحرير الثقافي في عمّان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية وكذلك في مدينة شيآن مهد الانطلاقة الأولى للقافلة التجارية العربية, وتم ذلك بالتعاون مع اتحاد كتاب الصين خلال زيارات متبادلة أثمرت عن عقد ثلاثة مؤتمرات عام 2014, وعام2015, وعام2016, وأود أن أقول بأن الأوراق والبحوث التي تمخضت عن هذه الملتقيات قد تم إصدارها في كتاب بعنوان (طريق الحرير), وكذلك فقد تشرفت العام الماضي في كوانزو بحضور مؤتمر طريق الحرير البحري, حيث قدمت ورقةً بهذا الخصوص.
في الواقع الحديث عن الجانب التجاري والاقتصادي حديث طويل, ولكني أدخل هنا مباشرةً إلى الأثر الثقافي والحضاري الذي يتركه هذا الطريق الذي دعا إليه فخامة الرئيس "شي جين بينغ", وجلالة الملك عبدالله الثاني, وهنا فإنني أقول إن تكامل الحضارات والثقافات بين البلاد الآسيوية هي حجر الأساس في تكوين الفكر المشترك للعيش الإنساني الآمن, ونعترف بدور الصين كصديق للعرب ولشعوب آسيا منذ تاريخ طويل, ويزيد على ألفي عام, مع أن تاريخ الصين عريق ويعود إلى خمسة الآف سنة, والشاهد على ذلك حضارتها ومعالمها الكثيرة, مثل سور الصين العظيم والمدينة الصلصالية وغيرها.
إن الصداقة بين الصين والأردن تمتد إلى "42" سنة دبلوماسياً, ولذلك أقدم عدة مقترحات لتفعيل حوار الثقافات والحضارات مع الصين وهي:-
أولاً: زيادة الترجمة والاهتمام بأدب الرحلات في المكتبة الصينية وباقي بلدان آسيا ومن ضمنها العرب والأردن على وجه التحديد, وتفعيل تعليم اللغة الصينية في البلاد الآسيوية وفي الأردن لدينا معهد كونفوشيوس وست جامعات تدرس اللغة الصينية.
ثانياً: الاهتمام بالفنون المسرحية والسينمائية والموسيقية وكافة الموروث الشعبي لدى شعوب آسيا, وأعتقد أن الصين تمتلك الكثير ابتداءً من كلمة كونفوشيوس والفلسفة الطاوية وغيرها من المقومات الفكرية.
ثالثاً: المكاشفة بأهمية مجابهة الاختراق الفكري والثقافي لكل بلد, وأن يكون التحصين الثقافي للشباب سبيلاً لمواجهة القوى الضاغطة للنيل من الحضارات العريقة.
رابعاً: تقوية مراكز الدراسات المهتمة في قراءة الواقع الفكري والثقافي والسياسي الغربي, وإنشاء مراكز دراسات خاصة عربية – صينية في هذا المجال.
خامساً: أدعو إلى تكامل ثقافي صيني عربي على غرار التكامل الاقتصادي والتجاري لطريق الحرير.
سادساً: تعزيز الزيارات الميدانية التراثية الثقافية الحاضنة لطريق الحرير مثل البترا في الأردن على سبيل المثال والتي كانت تعد المرفأ التجاري الكبير وملتقى الطرق التجارية في بلاد الشام والجزيرة العربية, حيث كانت البتراء منفذاً تجارياً لمناطق آسيا إلى أوروبا.
سابعاً: مواجهة الفكر المتطرف الديني والثقافي وتجفيف منابعه, لما له من تأثير سلبي على تقدم البشرية, خصوصاً وأن بعض القوى الإقليمية تتخذ من الورقة الدينية وسيلة بلبلة وضغط على دول آسيا وشعوبها, وأعتقد أن هذا المحور خطير جداً حيث لا تنص شرائع الديانات جميعها على القتل والخراب والدمار الذي يلحق الأذى بالبشرية والإنسانية جمعاء. واختتم العدوان كلمته بالشكر لرئيسة اتحاد كتاب الصين رئيسة الملتقى السيده تاي جينغ ولسعاد سفير جمهورية الصين الشعبية في الاردن السيد واي فأي والملحق الثقافي سامي يانغ على ما يقدمون من تعاون ثقافي مابين اتحاد كتاب الاردن واتحاد كتاب جمهورية الصين الشعبية .