نيروز الإخبارية رسمي محاسنة : في دورة اعادة الحياة والألق لمهرجان جرش، والعودة به الى موقعه الحقيقي كواحد من الروافد الثقافية والفنية والترفيهية المهمة في الحياة الاردنية، بعد ان تهاوى مستوى المهرجان، وانغلق على نفسه، وتراجع اسمه بشكل مريع، كان لابد ان تضع الادارة الجديدة للمهرجان استراتيجية تحمل أفكار ورؤى يتم ترجمتها على أرض الواقع، بشكل ينسجم مع الاهداف التي انشئ من اجلها المهرجان،وبروح عصرية متطورة تحمل المرونة التي تجعل من المدينة العتيقة واحدة من مشاعل الانجاز الاردني.
ولعل مشاركة الفنان الأردني بالمهرجان، كانت واحدة من المسائل التي لم تكن مفهومة في السنوات القليلة الماضية،حيث انها كانت مشاركة خجولة، ونوعا من ذر الرماد بالعيون،والوقوف على المسرح، والنزول عنه دون ان يكون هناك مردود معنوي للفنان الاردني، حيث الدعاية الضئيلة، والنتيجة توهان الفنان الأردني وسط تركيز على اسماء مطربين عرب، في غالبيتهم إما انه تكرر حضورهم، او انهم لايتمتعون بالقيمة الفنية، لانهم كانوا خارجين من معاطف وكلاء فنانين ضمن حسابات لامجال للعودة والخوض بها، فكانت نتيجة مشاركة غالبية الفنانين الاردنيين، الإحساس بالقهر، والمقارنة الظالمة بين ما يحصلون عليه ماديا ومعنويا ، مع ما يحصل عليه أشباه "مطربين ومطربات”، بعضهم لايستحق اكثر من ان يكون من ضمن جمهور المهرجان على المدرجات.
من هذه الاجواء،واحساس الادارة الجديدة بالمسؤولية تجاه الفن والفنان الاردني، كانت حزمة من القرارات، لتعديل اعوجاج معادلة الفنان الأردني والفنان العربي، وبالتالي فإن الدورة "34” للمهرجان ستشهد مشاركات متنوعة، بمعنى انه سيكون هناك عقود مباشرة مع بعض الفنانين الاردنيين، وهناك ميزانية تحت تصرف نقابة الفنانين الاردنيين،وهناك عقود مع فرق شعبية، وفرق غنائية، بحيث يكون مجمل المشهد، مشاركة واسعة، وغير مسبوقة للفنان الاردني في جرش.
مدير المهرجان ” ايمن سماوي”،يرد بالارقام، على بعض الأصوات هنا وهناك التي بدأت تعلو تحت "يافطة مشاركة الفنان الاردني” في جرش.
"سماوي يقول” ان المهرجان رصد مبلغ 260 الف دينار اردني، كاجور ومكافاّت من أجل حضور الفنان والفنيين الاردنيين ، بينما هناك مبلغ يقارب الـ 270 الف دينار اردني لمشاركة النجوم العرب في المهرجان”.
"سماوي” يقول” ان من هذا المبلغ هناك 120 الف دينار اردني، تحت تصرف نقابة الفنانين الاردنيين، باعتبارها شريك لنا،حيث ستضع النقابة برنامجها وفق هذه الميزانية”.
ويشير مدير المهرجان الى الفرق الشعبية، ويقول” سيكون هناك حضور للفرق الفنية الشعبية الاردنية، التي تقدم مختلف ألوان التراث والفلكلور الاردني، ومن مختلف مناطق المملكة،وهي مشاركة مهمة الى جانب بعض الفرق الموسيقية والغنائية الاردنية، وهؤلاء بعضهم أعضاء في نقابة الفنانين، وجزء كبير منهم غير أعضاء، والمهرجان حريص على تقديم مختلف ألوان الغناء والفلكلور الاردني في هذه التظاهرة الوطنية”.
"سماوي” يقول ” ان تواجد الفنان الأردني، سواء بالتعاقد المباشر معه، او من خلال نقابة الفنانين، يأتي من حرص وقناعة ادارة المهرجان، بأن هذا حق الفنان الاردني على مختلف المؤسسات الوطنية، وأنه لدينا كفاءات عالية، وجرش هو منصة للمساهمة بإطلاق نجوم جديدة، او تجديد نجومية الفنانين الموجودين على الساحة، لذلك كان الحرص على حضور الفنان الأردني على المسرح الجنوبي،إما منفردا، أو بمشاركة نجوم عرب، ونامل من هذه الدورة ان يلمس الجميع فيها مدى التغيير على مختلف المستويات بها”.
وبالطبع الى جانب الغناء والموسيقى والفلكلور، هناك أنواع أخرى من الفنون، ونشير الى واحدة منها، وهي مهرجان جرش السينمائي للأفلام القصيرة، حيث تم إطلاق اسم الناقد السينمائي "حسان أبو غنيمة” عليها.
ادارة المهرجان تضع اللمسات الاخيرة على برامج المهرجان، وسيعقد رئيس اللجنة العليا”د. محمد أبو رمان”، و مدير المهرجان” ايمن سماوي” مؤتمرا صحفيا يوم 17 من الشهر الجاري،للإعلان عن كافة التفاصيل والإجراءات.