تحت رعاية وزير الدولة لشؤون الإعلام جمانة غنيمات، إنطلقت صباح اليوم الثلاثاء ٢٠١٩/٦/١٨م في عمان أعمال المؤتمر الدولي الأول " الإعلام ودوره في الدفاع عن الحقيقة "، والذي نظَّمه مركز بطاركة الشرق الكاثوليك والمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام ومنصة الحوار والتعاون بين المؤسسات والقيادات الدينية المتنوعة في العالم العربي بحضور دولي غفير .
وفي حفل الإفتتاح وبعد السلام الملكي إستعرضت غنيمات في كلمتها دور الإعلام في إبراز الحقيقة، وذكرت أن هنالك ثَمَّةَ علاقة بين الإعلام وتزييف الوعي والحقائق أحياناً ، ولذلك على الجميع أن ينتبه لها ويعي خطورتها.
وأضافت أن المعركة اليوم إعلامية ، ويحتاج الإنتصار بها إلى وعي وإدراك من نوع مختلف ، وإنتباه للمعلومات التي فيها إشاعات وأخبار كاذبة ، لكي لا يتم تشويه الوعي والتأثير على الثوابت والقيم.
وهذا يتطلَّب تقوية الإعلام المؤسسي في مواجهة الإعلام الإجتماعي .
وأضافت قائلة، عندما نتحدث عن الإعلام ودوره في الدفاع عن الحقيقة فإننا نلامس الرسالة السامية للإعلام ، ألا وهي تقديم الحقيقة كما هي دون تزيين أو تزييف. وأداء الإعلام لرسالته في طرح الحقائق يرتكز إلى قاعدتين أساسيتين متلازمتين هما، الحرية والمسؤولية.
وهذا يُحتِّم علينا بالتالي الإلتزام بدعم الحريات الإعلامية وتمكين الإعلاميين من أداء واجبهم تجاه المجتمع. وفي المقابل يتحتَّم على وسائل الإعلام والإعلاميين الإلتزام بالمسؤولية ، والوقوف عند الضوابط الموضوعية والأخلاقية التي تحكم عمل وسائل الإعلام.
وفي كلمته الترحيبية قال الأب د. رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، بعد الترحيب بالمشاركين وضيوف الأردن والحضور ، علينا الإعتراف بأن الإعلام ، والإعلام الحديث تحديداً يصنع الخير للعالم، مشيراً إلى أن مشكلتنا مع الإعلام، أن جيل الإنترنت بات يخلط الأوراق.
وأضاف قائلاً، أن فكرة المؤتمر جاءت بين رسالتين، الرسالة الملكية لجلالة الملك عبدالله الثاني، بمقال منشور مع نهاية العام الماضي، بعنوان" وسائل التواصل أم التناحر؟"، والرسالة الثانية للبابا فرنسيس مع بداية العام الحالي، وحملت عنوان " العودة من الجماعات الإفتراضية إلى الجماعات الإنسانية".
فنحن بذلك نقول، نعم للإعلام الصحي والصحيح، ولا نريد أن نقول الحقيقة أو نُصغي إليها، وإنما كذلك أن نُدافع عنها.
وقد قدَّمَ المطران وليام الشوملي كلمة المدبر الرسولي نيابة عنه، حيث قال فيها،
أُحيي كل المشاركين في هذا المؤتمر بعنوان" الإعلام ودوره في الدفاع عن الحقيقة".
وأشكركم لحضوركم وأرحب بكم جميعاً في عمان بهذه المناسبة، يعتقد قداسة البابا فرنسيس بأن وسائل التواصل توحِّد البشر وتُساعدهم على تبادل المعرفة والتعلُّم من بعضهم البعض.
وشجَّع قداسته العاملين في مجال الإعلام كي يُقدِّموا طرقاً ووسائل " من أجلي تبادل إعلامي حر ومنفتح يرافقه تفكير عميق وتحليل دقيق"، وهذا كله يخلق جماعات بشرية فيها يعكف الرجال والنساء والشباب على حوار بنَّاء وتلاقٍ مثمر وتعاون وتفاهم وإحترام أعظم لكرامة الآخر.
أطلب من الله أن تحققوا في اليومين القادمين إدراكاً أفضل وتقديراً أعظم لدور وسائل التواصل في عالمنا الحاضر، أمنيتي هي أن نكتشف معاً أن أدوات التواصل الإعلامي هي نعمة لنا جميعاً، وفرصة لنرحب ونقدر ونتجاوب مع ما يقدمه كل منا للآخر.
وخلال كلمة الأمين العام لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك ، قدس الأب خليل علوان، المُرسَل اللبناني، قال فيها..
كان لموضوع الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي حيزاً كبيراً مِن المناقشات ، حيث تكوَّنت خلالها لدى أصحاب الغبطة ضرورات ثلاث:
الأولى، هي مواكبة الكنيسة للتطورات السريعة لوسائل الإعلام في العالم والإفادة منها في نشر الرسالة الإعلامية الصحيحة.
الثانية، هي توحيد الرؤى والسياسات الإعلامية في الكنيسة في مختلف بلداننا العربية، وهذه الضرورة تصب مباشرة في أهداف المجلس الذي شاء أن يكون واحة تلاقٍ للكنائس الكاثوليكية الشرقية.
والثالثة، هي تطبيق عملي لما جاء في الوثيقة الختامية للجمعية العامة العادية الخامسة عشرة لسينودس الأساقفة .
وأنهى كلمته بتوجيه أخلص عبارات الشكر والإمتنان لصاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم .
يُشار إلى أن المبدعة فرح زحالقة قد أدارت الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر.
وبعد إنتهاء الجلسة تم التوقيع على مدونة الإعلام الأخلاقية من المشاركين والحضور .