بحسب دراسات منظمه الصحه العالميه WHO ارتفع عدد الأشخاص المصابين بالسكري من 108 ملايين شخص في عام 1980 إلى 422 مليون شخص في عام 2014 وقد ارتفع معدل انتشار السكري على الصعيد العالمي لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم على 18 سنة من 4.7% في عام 1980 إلى 8.5% في عام 2014.
أي أن خلال ربع قرن فقط تضاعف وجود مرض السكري في العالم ! .
وتتوقع منظمة الصحة العالمية بإن داء السكري سيصبح سابع عامل مسبب للوفاة في عام 2030 وبحد ذاته هذا مؤشر خطير لمضاعفات المرض ويمكننا القول بأنه أحد أسوء الأمراض وجوداً.
السكري هو إضطراب أيضي يؤدي في النتيجه إلى إرتفاع سكر الدم بسبب إما نقص الإنسولين الذي يصنعه البنكرياس أو وجود إنسولين كافي لكن هناك نقص حساسيه للإنسولين أو كلا الأمرين .
هناك ثلاثة أنواع رئيسيه للسكري :
١- نقص هرمون الإنسولين DM1 الذي يُفرز من خلايا بيتا في البينكرياس هذا النوع عادة يصيب الصغار في السن لكنه قد يصيب الأشخاص في عمر متاخر بنسبه قليله ما يعرف ب LADA وعادة ما تبدأ الأعراض بالظهور فجأه وبشكل حاد مثل دخول المريض في حاله حموضه الدم الناتجه عند ارتفاع السكر الشديد (DKA)
النوع الأول يمثل السكري المناعي أي أن الجسم نفسه يهاجم خلايا البنكرياس حتى يصل في النهايه الى فشل الخلايا في انتاج الإنسولين.
سبب هذا النوع من السكري غير معروف إلى الآن ولكن هناك إشاره لدور العوامل الوراثيه والبيئيه في حدوثه.
٢- نقص حساسيه الإنسولين DM2 وهو النوع المُرتبط بالوراثه على عكس السائد مُجتمعيا وعادة يصيب الكبار في العمر والذين يعانون من سُمنه وقد يصيب أيضا هذا النوع الصغار في السن ويكون بنسبه قليله فيما يُعرف ب MODY
٣-سكري الحمل ويحث هذا بسبب إفراز المشيمه لهرمونات تقلل من حساسيه الخلايا للإنسولين ولعدم مقدره البنكرياس على زياده الإنسولين للتغلب على ارتفاع الغلوكوز أيضا دور في ارتفاع غلوكوز الدم مما يؤدي إلى سكر الحمل والذي يختفي بعد فتره النفاس بالعاده وقد يستمر مع السيده ويصبح سكري من النوع ٢ .
سكري الحمل يحمل مضاعفات كثيره على الجنين وعلى الأم أيضا .
الأعراض
تختلف أعراض مرض السكري اعتمادًا على مقدار ارتفاع سكر الدم بعض الأشخاص خاصة المصابين بمقدمات داء السكري أو داء السكري من النوع الثاني، قد لا يعانون من الأعراض في البداية ولكن الأعراض بشكل عام لأغلب الأمرضى تكون :
زيادة العطش
كثرة التبوُّل
الجوع الشديد
فُقدان الوَزن
وجود الكيتونات في البول (الكيتونات هي نتيجة ثانوية لانهيار العضلات والدهون التي تحدث عندما لا يكون هناك ما يكفي من الأنسولين المتاح)
الإرهاق
التهيُّج
تَغَيُّم الرؤية
القروح بطيئة الشفاء
الالتهابات المتكررة، مثل الالتهابات الجلدية أو الالتهابات المهبلية وغيرها .
وجود عوامل الخطوره التي سنذكرها بالأسفل تجعل الشخص إفتراضياً أكثر حرصاً على طبيعة الأكل والتقليل من النشويات والدهون والسكريات او الحلويات بشكل عام
هذه العوامل اذا تواجدت تشير الى نسبه الإصابه بداء السكري بنسبه كبيره وهي:
-الوراثه حيث تلعب الدور الأول ولذا يتم سؤال المريض عن التاريخ العائلي في العاده عند الزياره الأولى الى الطبيب المختص .
-العوامل البيئيه "مثل الإصابه بداء فيروسي "
-الوزن وقله النشاط ..زياده الوزن تُعتبر من أهم عوامل الخطوره للإصابه بالنوع الثاني من السكري .
-أكياس المبايض المتعدده عند النساء حيث أنها فسيولوجيا تزيد من مقاومه الخلايا للإنسولين ولذا ترتبط بحدوث داء السكري .
-العمر ،حيث تزاد نسبه الإصابه بشكل عام مع العمر بتوافر العوامل الأخرى .
الكثير لا يعرف ماذا نعتمد لتشخيص السكري ؟
وكيف يتم التشخيص وما هي القراءات التي تُؤخذ ؟
لتشخيص السكري يتم بأخذ قراءتان مما يلي بحسب منظمه WHO
فحص السكري التراكمي HbA1c أكثر من ٦.٥
فحص سكر الدم FBG أكثر من ١٢٦ وتعتبر القراءه ما بين ١٠٠ الى ١٢٦ مرحله ما قبل السكري .
فحص سكر الدم العشوائي RBG اكثر من ٢٠٠
فحص تحمل الجلوكوز OGTT بعد ساعتان أكثر من ١٩٩ وتعتبر القراءه ما بين ١٤٠-١٩٩ مرحله ما قبل السكري.
يجب الوقايه من مرض السكري لأنه يعتبر الآن مرض العصر وذلك من خلال تقليل الوزن وممارسه الأنشطه الرياضيه على الأقل لمده ٤ ساعات أسبوعيا والتقليل من أكل السكريات وعدم الإفراط بتناول الحلويات والمصادر التي تحتوي النشا بنسب عاليه .
ما هي المضاعفات ؟
مريض السكري يُعتبر طبيب نفسه قبل الطبيب المُختص ،
يجب أي شخص مصاب بمرض العصر أن يكون مدركا للمخاطر التي قد تلحق به إذا لم ينتبه او يتابع قراءات السكر لديه ويراجع بشكل دوري ومنتظم عيادات طب الباطنيه أو عيادات الغدد الصماء .
يؤثر السكري على :
١-تلف عصبي ، حيث يبدأ المريض يعاني من خدران ونمنمه في الأطراف ما يسمى (stock and gloves) حيث يسبب ارتفاع السكر الى تلف في جدران الأوعيه الدمويه وإذا لم ينتبه المريض تزداد تدريجيا حتى يفقد المريض الإحساس بأطرافه وهذا ما يؤدي بالمطاف إلى القدم السكريه التي سيتم الشرح عنها في الأسفل.
٢-تلف الكلى ارتفاع السكر يؤدي الى تلف في شبكه الشعيرات الدمويه الدقيقه المسؤوله عن عمليه الفلتره في الكلى ففي البدايه تبدأ وظائف الكلى في الإرتفاع ثم في نهايه المطاف تؤدي الى فشل كلوي وان يضطر المريض للغسل او زراعه الكلى .
٣-تلف في العينين واعتلال في الشبكيه حيث يبدأ المريض يعاني من غباش في العينين .
٤-القدم السكريه والتي تحدث نتيجه تلف في الأعصاب وبالتالي فقد الإحساس عند التعرض لأي جروح او كدمات وضربات مما يؤدي الى الإهمال بها وكما ذكرنا ضعف ونقص في الترويه حيث تصل الأطراف الى حاله الغرغرينا وبنهايه السلسله الى البتر للجزء الذي أصبح غير حيوي .
٥-حدوث التهابات متكرره غالبا ما تكون في المسالك البوليه وضعف التئام الجروح او مكان الإصابات .
٦-الإكتئاب ،الزهايمر وضعف في السمع .
في نهايه الأمر مرض السكري مرض مزمن لا علاج له
أُكتشف الى الآن بإمكاننا السيطره عليه والحد من مضاعفاته او على الأقل تأخيرها لابعد وقت ممكن بالإلتزام بالحميه المناسبه والأهم مراجعه الطبيب بشكل دوري كل ثلاثه أشهر وقياس السكري التراكمي وفحص سكر الدم وعمل فحوصات الكلى كل سته أشهر ومراجعه طبيب العيون والأعصاب كل سنه .
كُن طبيب نفسك وساعد طبيبك على أن تأخذ الطريقه الطبيه الصحيحه في العلاج مسراها