غريب وجميل في الوقت ذاته أن يمرر المواطن المصري شتمه ويتقبّله غصبًا عنه، ويرفض نهائيا وقطعيا شتم مصر وحاله يقول: ” إنت بتتكلم عن مصر ، دي مصر أمُّ الدنيا”. وفي مقابلة لجلالة الملك عبد الله حفظه الله —استشهد بذلك خلال لقاء اذاعي سابقا — وقال: "المصري سُبّ والده ولا تسب مصر” … نعم هذه حقيقة نراها في الشعب المصري ..وأتمنى أن تنتقل هذه العدوى الى شعبنا الأردني ..
في الحقيقة أرى أن مصر لم تقدم لشعبها أكثر مما قدم الأردن لشعبه، ولم تحتضن مصر هجرات الدول العربية، كالهجرة الفلسطينية والعراقية واللبنانية والسورية كما احتضنها الأردن …ويعد الأردن ثاني أكبر مستضيف للعمال المصريين بعد السعودية..، ولم تقدم دولة عربية تضحيات للقضية الفلسطينية سواء بالدماء أو بالمواقف السياسية كما قدم الأردن …ولن يتخلى الأردن برغم امكاناته المتواضعة عن دعم الأشقاء العرب في الدول العربية وتقديم العلاج لهم .
وقد دفعت المستشفيات الخاصة ثمنا بعدم تسديد فواتير العلاج مؤخرا ،، وها هي طواقم المستشفى الميداني.. الأردني في غزة الذي يستقبل يوميا مئات المرضى يشهد له القاصي والداني ، وهل يمكن إغفال الدور التأريخي للأردن في الدفاع عن المقدسات والقدس ومواقفه المشرفة ، ولاءات جلالته النارية الثلاث، إذا من هي أحق أن تكون أم الدنيا ..
في حقيقة الأمر، أردت أن أشير إلى موضوع في غاية الأهمية خاصة في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الأردن وحتى عالمنا العربي ،، ولكن ما يهمني هو واقعنا الحالي .. أؤكد للقراء الأعزاء ليس رياء ولا لأعين أحد .. فقط لأعين الأردن وحبي له ،،.السؤال الذي أكره الإجابة عنه ،.. أنت مِن وين ..أنا أردنية ..لا لا لا ..قصدي أصولك من أين ..أرد وأقول وأنا أعتز أن أصولي فلسطينية ..وهو واقع .ولكن لا أدري أيهما أغلى على قلبي ” الأردن أم فلسطين ،، وكلاهما في القلب ،. وليس ذلك ببيت القصيد ..
مؤخرا ومن خلال متابعتي لمنصات التواصل الاجتماعي وحضوري الندوات والمنتديات الثقافية … لاحظت أن بعض المتحدثين يقومون بجلد وطنهم بشكل سافر وكأن الوطن أصبح المكان غير الدافىء لنا ، وليس الوطن الذي عشنا في حضنه وأمنه .. وليس الوطن الذي شربنا من مائه .. نحن لا نختلف مع أحد بأن الحكومات المتعاقبة والمسؤولين وأصحاب الذوات ومجالس النواب كلهم أجحفوا بحق وطنهم ..ولا ننكر بوجود فاسدين ومفسدين ومغرضين وحاقدين ، وهناك أزمات وفقر كلها أمور نعلمها ،،. ولا أرى أنها أزمات خاصة بالأردن بل إن الوطن العربي يمر حاليا بأزمات أكبر حجماً ،،.وحتى دول البترول لم تسلم من الأزمات .. لكن لا تصل الأمور إلى جلد الذات أكثر من اللازم ، وأن نخلط الحابل بالنابل ، ،، وطننا أكبر من أي شيء وهو أجمل من كل الأوطان ،، والأفكار السلبية تذهب إلى مهب الريح ،،،أبناء قطر والكويت ليسوا أغلى من أبنائنا ،، الوطن مسؤولية الجميع ، وحبه فرض عين لا فرض كفاية ، وإعادة ترميم أي عطب ليس بالكارثة ، ولتبقى الأوطان لنا فخرا وليبقى لنا الأردن أجمل مكان ..الأردن في القلب ..وعمّان أم الدنيا.