نيروز الاخبارية : وقفت ماريا ذات الثلاثة عشر عاما بحماس مرتدية زي نادي "ليغانيس" الإسباني لكرة القدم ضمن موكب فرق أطفال تحمل أسماء فرق الدوري الإسباني استعدادا لدخول ملعب في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن للمشاركة في التدريب على بطولة هي الأولى من نوعها في المخيم برعاية رابطة الدوري الإسباني "لاليغا".
وأعلن الأحد انطلاق البطولة الأولى لكرة القدم في مخيم الزعتري (85 كلم شمال شرق عمان) بحضور سمو الأمير علي بن الحسين مؤسس المشروع العالمي للتطوير الكروي و خافيير تيباس رئيس "لاليغا" التي ترعى البطولة بعد تأهيل مدربين وحكام سوريين من سكان المخيم و36 فريقا مشاركا حملوا أسماء نوادي إسبانية، باستثناء واحد حمل اسم "مخيم الزعتري".
ونادي "ليغانيس" الذي ارتدت ماريا وزميلاتها في الفريق زيه الأزرق، هو واحد من 33 ناد إسباني تبرعت بالملابس الرياضية والمعدات ضمن مشروع رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم "لاليغا" لبرنامج تعليمي مجتمعي أطلق في المخيم قبل عام.
واشتركت ماريا في برنامج "لاليغا" منذ انطلاقه. وقالت لفرانس برس "هو يعني لي وللبنات الكثير لأنه حسن موهبتنا"، مضيفة باسمة "الآن الفتيات يلعبن كرة القدم أفضل من الفتيان".
ووقفت الفتاة السورية ذات الشعر الأسود الداكن والعينين الخضراوين مع زميلاتها بينما رفعت إحداهن علم الفريق هاتفة "ليغانيس، ليغانيس أوه أوه". وقالت "نعشق كرة القدم، غيرت حياتنا".
وأضافت الطفلة التي فرت مع عائلتها من درعا في جنوب سوريا بعد اندلاع الحرب في سوريا إلى الأردن "عندما جئنا إلى المخيم قبل سنوات كان الوضع سيئا".
وابتسمت قبل أن تتابع "لكن عندما أصبحت هناك فرصة للعب كرة القدم، منح ذلك الفتيات الجرأة والقدرة على التعبير عن أنفسهن".
وتوافقها مواطنتها سيدرا الخطيب (14 عاما) المتحدرة أيضا من درعا، الرأي، معتبرة أن لعبة كرة القدم ليست حكرا على الذكور بل "كرة القدم تعني لي كل شيء".
وأضافت الفتاة المحجبة التي ارتدت زيا أبيض اللون كتب على ظهره "مخيم الزعتري"، "منذ انضممت الى البرنامج قبل سنة تقريبا، ساعدني على أن العب كرة القدم وأن أقدم نفسي وموهبتي للجمهور".
وأشارت إلى أن "الوضع كان سيئا، لم يكن أحد يهتم بكرة القدم في المخيم، فجاء البرنامج ليساعدنا على أن ننجح في تنمية هوايتنا ويعلمنا كيفية لعب كرة القدم بثقة بالنفس".
ويشكل الأطفال تحت سن 18 عاما أكثر من 55% من سكان مخيم الزعتري للاجئين السوريين الذي يأوي نحو 80 ألف سوري فروا من الحرب في بلدهم.
وقال الأمير علي خلال حفل الإعلان عن انطلاق البطولة في ملعب مخيم الزعتري الاحد إن "افتتاح هذا المشروع ومسابقة الدوري لحظة مهمة لأطفال الزعتري، من الجنسين من الفتيان والفتيات على حد سواء".
وأضاف أن "كرة القدم تمتلك القدرة على صياغة الشخصيات وتعليم الأطفال حول قيم العمل بروح الفريق الواحد وأهمية تحمل المسؤولية" مشيرا إلى أن "مشروع +لاليغا+ الزعتري الاجتماعي سيوفر فرصاً لتنمية الشخصية لا تقدر بثمن لمئات الشباب الذين يعيشون في الزعتري".
- "غرس القيم الإيجابية" -
ويهدف البرنامج، بحسب المنظمين، إلى "تعزيز جودة الحياة للاجئين الناشئين من خلال استخدام كرة القدم كأداة لغرس القيم الإيجابية".
وقال محمد المصري (15 سنة) اللاجىء من درعا الذي ارتدى زي فريق "غرناطة" إن "كرة القدم أصبحت جزءا أساسيا من حياتي. البرنامج جعلني أطوّر مهاراتي وأملأ وقت فراغي بالرياضة".
وأضاف أن البرنامج "بدل حياة الأطفال في المخيم. فبدلا من أن نلهو بأشياء غير مفيدة لنا، أصبحنا نقضي الوقت في التدريب".
وافتتح ملعب مخيم الزعتري لكرة القدم بمواصفات عالمية في أيلول/سبتمبر 2017.
وقال ايزات جندالي، وهو مدرب إسباني في مشروع "لاليغا"، "هذا المشروع رائع ومختلف عما سبقه في المخيم".
وأضاف "نعمل الآن مع 500 طفل وطفلة ضمن الفئة العمرية (الفتيات دون 13 عاما والفتيان دون 15 عاما)، وندرب آخرين أيضا ليصبح العدد الكلي 700 طفل".
وبحسب جندالي، فقد تم تدريب 35 مدربا و12 حكما من الذكور، و10 من الإناث. كما تم تدريب 36 فريقا للأطفال في المخيم، 16 فريقا للفتيات و20 فريقا للفتيان.
ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدّر عمّان عدد الذين لجأوا إلى البلاد منذ اندلاع النزاع في سوريا بنحو 1,3 مليون سوري.