أسماء جديدة بدأت تأخذ مكانها على مقاعد المدراء الفنيين لفرق الكبار في أوروبا، وفي المقابل بدأت أسماء كبيرة بالانحسار شيئا فشيئا، وقد يعني غيابها طويلا عن المشهد العام في ساحة المنافسات، نسيانها سريعا وتحول أسطورتها لمجرد ذكريات للنجاح والفشل.
الداهية أو السبيشال وان..المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، اقترب من عامه الأول بلا عمل، بعد أن أقيل من منصبه في مانشستر يونايتد، إثر تقهقر نتائج العملاق الإنجليزي ووصوله للمركز الخامس، وأنهت الإدارة عامين ونصف من العمل على إعادة التألق للشياطين، ولكن أكثر ما تم إنجازه لقب الدوري الأوروبي ودرع الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة.
مورينيو ما زال بلا عمل حتى الآن، رغم حاجة عديد الأندية إلى المدرب وإنجازاته، فمثلا بايرن ميونخ يعاني محليا، وآرسنال يقارع الأمواج مع المدرب الإسباني إيمري..وهناك في إسبانيا يطرح اسمه مع كل هفوة ترتكب في العهدة الثانية للريال مع زيدان..وأحاديث عن اليابان والصين، وحتى بعض المنتخبات الكبيرة، لكن كل ذلك يبدو أنه جعجعة بلا طحنة.
مورينيو بدأ بشكل مثالي بتحقيق أول ألقابه مع بورتو في عام 2003 بالتتويج بلقب الدوري ثم دوري أبطال أوروبا، مما شجع تشيلسي لإستقطابه بعد عامين، فكان بالموعد بتحقيق لقب الدوري الإنجليزي مرتين ومثلهما في كأس الرابطة ودرع الاتحاد، وأغرى هذا النجاح السريع انتر ميلان لاستقطاب مورينيو، ليحقق ثلاثية تاريخية، لكن بعد عامين فقط، دخل في صراعات مع الإعلام الإيطالي، وقال أكثر من مرة إنه لا يحب أجواء إيطاليا، وأطلق تصريحاً مستفزاً بأن من لم يدرب ريال مدريد كأنه لم يعمل بمهنة التدريب، ليتلقى فلورنتينو بيريز الإشارة، ويدفع تعويضا كبيرا للإنتر في سبيل التوقيع مع."الداهية"
وصوله لمدريد كان بداية هز صورته، ورغم أنه أطلق على نفسه لقب "السبيشال وان" إلا أنه لم يكن مميزا بالقدر الكافي مع الميرنجي، حيث فشل معه في تحقيق لقب دوري الأبطال، واكتفى بلقب واحد لكل من الدوري والكأس والسوبر الإسباني، وبعد صراعات مع أبرز نجوم الفريق وخاصة الحارس كاسياس والقائد راموس وابن بلاده رونالدو، أعلن بيريز عن قرار إنهاء العلاقة مع مورينيو، وهي المرة الأولى التي يطرد فيها من وظيفته.
عاد مورينيو لتشيلسي من جديد في 2013، وتوج معه بلقب الدوري الإنجليزي في نفس الموسم، ثم كأس الرابطة لكن في الموسم التالي، عاد لصراعاته مع لاعبي الفريق الكبار وبخاصة هازارد وكوستا وماتا وديفيد لويز وحتى طبيبة الفريق لم تسلم منه ليضطر إبراموفيتش لإنهاء عقد كان يفترض استمراره 4 سنوات، فتكون تجربة الطرد الثانية للسبيشال وان.
لم ينتظر مورينيو طويلا، حيث أعلن أكثر من مرة أنه ذاهب إلى مانشستر يونايتد رغم وجود فان جال، وبالفعل تسلم القيادة لفترة استمرت عامان ونصف فقط، حقق خلالها لقب الدوري الأوروبي وكأس الرابطة ودرع الاتحاد الإنجليزي، لكن ما فعله في ريال وتشيلسي، تكرر من جديد مع الشياطين، بدخوله في صراع مع عدد من نجوم الفريق وفي مقدمتهم بول بوجبا، ليضطر ملاك النادي لإعلان فسخ التعاقد مع في 18 ديسمبر 2018.
الأندية يبدو أنها بدأت تتجنب الركض وراء مورينيو، بعد 3 تجارب قاسية، دخل خلالها مورينيو في صراعات مع الإعلام والإدارات واللاعبين والجمهور وحتى بعض المدربين المنافسين مثل فينجر وجوارديولا، يضاف إلى ذلك راتبه الضخم وشروطه فيما يتعلق بالصفقات والصلاحيات.
المثير في موضوع بطالة مورينيو، أن جميع الأندية التي ارتبط اسمه بها نفت الأمر وبشدة في بعض الأحيان، خوفا على تماسك الفريق، وحتى قائد ريال مدريد سيرجي راموس خرج ببيان شديد اللهجة محذراً إدارة النادي بإعادة مورينيو من جديد للفريق الذي صنع عداوات كثيرة بين جدرانه، فهل نستمر بمشاهدة مورينيو في الاستوديوهات التحليلية ونتابع تصريحاته على الصحف، أم يفاجئنا بتقلده لمنصب جديد؟