قدم نقاد قرآءة في ديوان "نزف بريء" الصادر حديثا للشاعر سعد الدين شاهين مساء امس الخميس في المقر الجديد لرابطة الكتاب الاردنيين بعمان.
وفي امسية احتفائية بالديوان الشعري واعتبرت بوصفها باكورة فعاليات الرابطة في مقرها الجديد قدم الناقد الدكتور عمر اربيحات القراءة النقدية الاولى والتي قال فيها" انه يوما بعد يوم تتأصل التجربة النقدية لاعمال شاعر كبير يتحفنا بشعر من طبقة الفحول الكبار، شاعر واسع الثقافة عميق الرؤيا، متأصل التجربة".
ولفت الدكتور اربيحات في الامسية التي ادارها الناقد محمد المشايخ؛ الى العتبات النصية في الديوان والمتمثلة بالعنوان والاهداء والاسلوب(الانزياح) والتبئير (بؤرة الرؤيا) والاقتراب، مبينا كل منها في ديوان "نزف بريء".
وبين ان هناك عتبة التناص التي لم يسعفه الوقت للحديث عنها، لافتا الى ان الديوان بحاجة لدراسات مستفيضة نظرا لكونه مكثفا بالشعرية والاسلوبية والايقاع والرؤية وهو جدير بالقراءة والتحليل.
بدوره قال الناقد الدكتور عماد الضمور انه عندما نقرأ لسعد الدين شاهين ننتقل من دور المتلقي للشعر الى دور المشارك في طرح الاسئلة والمعاناة، مبينا ان شاهين يختزل الالفاظ دون ان يفقدك الرغبة بالاستمرار، اذ ان المعنى جامح والاسئلة في انبعاث مستمر.
واستعرض الدكتور الضمور في عدد من قصائد الديوان فلسفة الشاعر شاهين في فكرة الابداع الشعري بطريقته الخاصة.
وتطرق الى دلالات عنوان الديوان "نزف بريء"، مبينا انه يفيد التخصيص حيث الربط بين متجانسين يعد اولهما مؤثرا ونتيجة لفعل ما (نزف) والاخر نعتا دالا عليه (بريء)، وتابع انه "بعيدا عن الدلالة الحرفية للنزف فإنه يرتبط في علم الابداع بعالم الانكسار والتشظي والضياع الذي يمكن من خلاله نظم الشعر، لافتا الى انه يحمل دلالة بالغة التأثير قادرة على استنطاق الكلمة وحملها على أبعاد تأويلية خصبة بازياحات اللغة وتهويمات الصوفي ذات الابعاد الوجودية.
وقال إن اتجاه الشاعر الوجداني ينحاز الى التواصل الجمالي مع المتلقي وهو انحياز يحمل في ثناياه تفضيلا لحقل الطبيعة وسياقاته الدلالية التي تعتمد على التشخيص وتكوين الصورة المركبة التي جعلت لغة الديوان تميل لتصعيد الخطاب الوجداني مع المتلقي وتعبر عن حالة وهج وجداني يحتفل بالحياة ومفرداتها.
وبين ان قصائد الديوان تمتاز بانها محملة بمشاعر الحزن والاسى والانكسار لما حل بالامة العربية.
من جهته نوه رئيس الرابطة الشاعر شاهين بجهود رؤساء الرابطة السابقين في السعي للحصول على المقر الجديد للرابطة وذلك اثر مطالبات متعددة.
وقرأ عددا من قصائد الديوان ومنها "الشاعر جرعة ماء" و"سمني ما شئت" و"نزف بريء" التي اتخذ الديوان اسمه منها.
كما قرأ في الامسية التي حضرها عدد من اعضاء الرابطة ومهتمين، قصيدة جديدة بعنوان "حنظلة.