"ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون "صدق الله العظيم
راشد الحبيب
في مثل هذه الليلة وقبل أربع سنوات وتحديداً الساعة الثانية صباحاً بتوقيت (مسقط في عُمان) وردني نبأ استشهادك أيها البطل المقدام ؛ نعم ما زلت أسيراً لكثير من المشاهد، لم استطع ولن استطيع أن أنساها، حينما فاجأني المتحدث العسكري بنبأ استشهادك، وقائد المراسم عندما أعطى أوامره بأداء تحية الشرف العسكرية لروحك الطاهرة، وعندما كنت أمامي ترتدي بشرف (العلم الأردني) ولم تكن ترتدي زيك العسكري الذي أحببته، ورتبك التي تركتك بها عند سفري خارج البلاد في مهمة عسكرية، عندما وقف الشعب الأردني وعلى رأسهم ملك البلاد يودعونك بالدموع أيها البطل، عندها أيقنت أنك المضحي بدمك المحب لدينك ووطنك وشعبك وأمتك عاشقاً لآخرتك.
ولدي الحبيب وقرة عيني أبا جوان
يا نبض الفؤاد ويا نسيم الروح يا حبيب والدك (أبو الشهيد، وعم الشهيد، وخال الشهيد) يا حبيب أمك أم الشهيد وحبيب أخوانك وأخواتك وكل عائلتك وكل الأردنيين، يا ساكن داراً خير من دارنا، أيها الأكرم منا جميعاً ، هل يحق لي أن أرثيك وأنت الشهيد الذي رفع رأس الوطن،إنني لما سميتك (راشد) لم يكن محظ صدفة، فأنت راشد في الدنيا والآخرة ، وأن الله سبحانه وتعالى سماك (الشهيد)ولدي يا أول الأبناء في عمري.
راشد
ما زلت حياً ولم ترحل وإن واريناك الثرى فمن دمك ينبت زهر آذار ، أنت في ضمير الشرفاء وضمير التاريخ صفحة مشرقة وهاجة..ولكنك تركت جرحاً في قلوبنا لن يشفى ولكن هذا قضاء الله الذي اختارك إلى جواره ومن ايماننا بذلك فإننا نحتسبك شهيداً في عليين
ولدي الحبيب ...راشد
كنت مثالاً للإبن البار بوالديه والصديق الوفي والأب الحنون والتلميذ النجيب والضابط المحترف والقائد الشجاع والمقدام، وهذه صفات الأبطال عبر التاريخ.
أما أنت يا ابنتي (جوان ) فلا تهتمي كثيرا بالدنيا وعثرات الزمان فلك بعد الله أسرة أردنية كبيرة طيبة، وستكبرين يا بنتي وترفعين رأسك عالياً بين جميع زملائك فأبيك بطل مقدام شجاع تصدى لخوارج العصر بكل شرف وأنفة وكبرياء .
يا راشد
استودعك الله الذي لا تضيع ودائعة أيها البطل وستبقى حياً في قلوبنا وقلوب الأردنيين وإنا لله وإنا إليه لراجعون .