إن الدول والمجتمعات الراقية عادة ما تولي الشباب الرعاية الفائقة وذلك لأهمية هذه الشريحة في المجتمع ولخصوصية المرحلة التي يمر بها الشباب، فهم أحوج ما يكونون لمن يرعاهم ويرشدهم الى الاتجاه الصحيح ويتابع تقدمهم وتطورهم ويستثمر طاقاتهم بما هو نافع ومفيد لنجعل منهم معاول بناء وأدوات تغيير .
الشباب في مجتمعنا الاردني يشكلون السواد الأعظم فهم بحاجة الى من يلتفت اليهم وأن تأخذ بيدهم مؤسسات الدولة الرسمية والشعبية وأن تبذل كافة الجهود لتنمية قدراتهم للانخراط في العمل السياسي والديمقراطي ودعم وتوسيع قاعدة مشاركتهم في صنع القرار بشكل واضح وملموس على أرض الواقع خصوصا وأننا مقبلون على استحقاق دستوري صيف هذا العام يتمثل في اجراء الانتخابات النيابية لمجلس النواب التاسع عشر.
إن جميع المؤسسات والتي هي على تماس مباشر وغير مباشر مع الشباب معنية بالدرجة الاولى بالاستماع للشباب وتبني مبادراتهم وافكارهم ودراسة التحديات التي تواجههم وتحول دون تحقيق طموحاتهم في مختلف نواحي الحياة والعمل على تذليلها لنمهد الطريق أمامهم للدخول الى مرحلة جديدة عنوانها الانجاز.
قد يسأل سائل لماذا التركيز على فئة الشباب دون غيرهم ؟ لأن الشباب هم الأكثر جرأة على قبول التحدي ومواجهة الصعاب والبحث عن فرص النجاح وتحقيق الانجازات، فهم مقياس لتقدم أي مجتمع أو تأخره عن ركب الحضارات، فلا نستغرب أو نستهجن اذا ما علمنا أن الشباب قد يكونون سببا في تغيير تاريخ الأمم والشعوب، فالتخلي عنهم يعني أن تقدمنا سوف يكون بطيئا لذا علينا أن ننظر اليهم على أنهم الحلقة الأقوى وليست الأضعف فهم من يقع على عاتقهم مسؤولية التقدم والبناء.
إذن لا بد من تهيئة الظروف ومنح الفرص للشباب وفتح المجال لهم لإطلاق إبداعاتهم وابتكاراتهم ليتركوا بصمة واضحة في الريادة والتنمية والتطوير.