*بقلم الدكتور قاسم جميل العمرو منذ الاعلان عن أول اصابة بـ فيروس كورونا في منتصف ديسمبر 2019 في مدينة ووهان وسط الصين، ظهرت تخوفات على لسان الاقتصاديين والسياسيين من تداعيات تفشي المرض في دول العالم، حتى اعلنت منظمة الصحة العالمية على لسان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي في جنيف قبل يومين، ان كورونا " كوفيد 19" اصبح وباءً عالميا ظهر في 124 دولة وقد ارتفع عدد المصابين الى 120 الف مصاب قضى منهم اكثر من اربعة الاف شخص كان للصين وايطاليا وايران النصيب الاكبر من عدد الاصابات والوفيات. حالة الهلع والخوف والتحذير منه دفعت بكل الدول الى اتخاذ تدابير احترازية وقائية تمثلت باغلاق الحدود امام المسافرين خصوصا من الدول التي ظهر فيها المرض، مما أدى الى شلل تام في قطاعات النقل وخصوصا النقل الجوي مما يراكم خسائر تقدر بالملايين على هذا القطاع الحيوي والذي تعمل به شركات خاصة توفر الاف الوظائف . اما القطاع السياحي كان الاكثر تضرراً، اذ بلغت نسبة الغاء الحجوزات في الفنادق أكثر من 60% وهذا أدى الى خسائر كبيرة في هذا القطاع ، وبالتالي خسارة اقتصادنا الوطني مئات الملايين من الدولارات التي يوفر قطاع السياحة جزءاً كبيراً منها خصوصا في فصل الربيع الذي يُعد وجهة للسياح لما يمتلكه الاردن من طبيعة خلابة وأماكن تاريخية يقصدها السياح من كل دول العالم خصوصا البترا جوهرة الاردن. مواجهة هذه الاخطار يتطلب جهودا جبارة وخطط تمنع انهيار الشركات مثل تجميد فوائد القروض والاقساط المستحقة وتخفيض كلف التشغيل خصوصا الطاقة . السيطرة على هذه الجائحة يتطلب تضحيات وجهود جبارة من قبل الدول والافراد لاتخاذ كل الاحتياطات اللازمة للحد من انتشار الفيروس ومحاصرته بسبب آثاره الكبيرة والمدمرة للاقتصاد. العالم كله يمر في حالة ذهول وركود ولا يوجد شخص بمأمن من الاصابة رغم ان نسبة الوفيات بسببه لا تتجاوز 2% من الاصابات ولكن التدابير التي تتخذ لمحاصرته هي التي تفرض حالة قلق وركود مما يؤدي الى تعطل القطاعات الانفة الذكر واصابتها وشللها وتحميلها خسائر تقدر بمئات المليارات من الدولارات على مستوى العالم فما بالك بدولة مثل الاردن يشكل قطاع السياحة العمود الفقري لاقتصادها؛ إذ تقدر عوائد السياحة بـ خمسة مليارات دولار سنويا وهذه الاموال تخلق فرص تشغيل حقيقية للاردنيين في قطاع السياحة. الامر يحتاج صبر وروية وقرارات من جانب الحكومة تحافظ على الاستثمارات الموجودة في قطاع السياحة حتى تزول هذه الجائحة ومحاصرتها والتقليل من آثارها ليعود العالم كما كان. *استاذ العلوم السياسية جامعة البترا