يزور الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، مرسيليا «جنوب فرنسا» من أجل اللقاء بالبروفسور ديدييه راوول لمعرفة فعالية دواء «كلوروكين « المضاد للملاريا، ومدى إمكانية استخدامه لمكافحة فيروس كورونا بعد التجارب الناجحة التي قام بها راوول.
وسبق أن استخدم الدواء في أميركا ودافع عنه الرئيس دونالد ترمب ودول أخرى.
وكان البروفیسور ديديي راوول رئیس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى مارسیلیا في فرنسا، أول من تحدث عن فعالیة ھذا الدواء لعلاج المصابین بفیروس كورونا المستجد.
وتعد هذه الزيارة بمثابة بداية اعتراف فرنسا الرسمية بجهود هذا الطبيب الذي أثار الكثير من الجدل في البداية لكن الرأي العام والهيئات الصحية الدولية والفرنسية لم تعد تستبعد فرضية نجاح اللقاح الذي يقترحه.
من هو راوول الذي أثار جدلاً؟
وبرزت شخصية البروفسور ديدييه راوول إعلاميا بشكل واسع مع تفشي فيروس كورونا، وأثارت الجدل داخل الرأي العام الفرنسي والعالمي. يعتبره البعض من أهم الباحثين في فرنسا ومرجعا عالميا في مجال الأمراض المعدية، لكن آخرين يشككون في منهجيته العلمية. أما هو فيجزم أنه اكتشف اليوم دواء لوباء كورونا يستند على مادة الكلوروكين ويطالب بوصفه للمرضى وسط رفض رسمي لذلك. لكن يذكر أن وزير الصحة الفرنسية بآخر تصريحاته سمح باستخدامه للحالات الحرجة جدا فقط بناء على رأي الهيئة العليا للصحة.
وفي معهد المستشفى - الجامعي للأمراض المعدية في مرسيليا، قام فريق البروفسور راوول بتجربة على 24 شخصا مصابين بفيروس كورونا مستخدما علاج الكلوروكين. وقد أتت النتائج إيجابية حيث شفي 75% من المشاركين بهذه التجربة تماما بعد 6 أيام من خضوعهم للعلاج. بيد أن وزارة الصحة الفرنسية اعتبرت أن التجربة صغيرة، ولا يمكن الاعتماد عليها للبدء بوصف العلاج. فيما أشارت الهيئة العليا للصحة إلى أن استخدام الكلوروكين لعلاج الكورونا لا يزال غير مسموح به حتى الساعة إلا لعلاج الحالات الحرجة فقط. كما أن منظمة الصحة العالمية لم تبدِ حماسا كبيرا لاستخدام الكلوروكين، محذرة من آثاره الجانبية السلبية.
وخطفت هذه الشخصية الجدلية اهتمام الإعلام الفرنسي عقب نشره للدراسة حول معالجة فيروس كورونا من خلال الاعتماد على مادة الكلوروكين.
وينعت اليوم بأنه مغرد خارج السرب. فضلا عن إصراره على بدء اعتماد الكلوروكين كعلاج ضد فيروس الكورونا رغم التحذيرات الكثيرة من استخدامه. وأعلن راوول امتناعه عن المشاركة في المجلس العلمي الذي يقدم المشورة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمكافحة الفيروس.
فقد وجه البروفيسور انتقادات كثيرة على الطريقة الحكومية المتبعة في مواجهة الوباء، معتبرا أن الحجر الصحي هو من الوسائل التي كانت تعتمد في العصور الوسطى. وعوض عن ذلك، يشدد راوول على ضرورة إجراء فحوصات مكثفة على الأراضي الفرنسية لاكتشاف الحالة المرضية ليتم عزلها ومعالجتها، مستندا على التجربة الكورية الجنوبية.
لكن منتقديه شككوا بالمنهجية العلمية التي يعتمدها راوول، مشيرين إلى أن تجربة أقيمت على 24 مريضا فقط، وبالتالي فهي غير كافية لاستخلاص نتائج علمية ثابتة. كما تم اتهامه بالسعي للحصول على شهرة إعلامية، قائلين إن التجارب العلمية لا تنشر في الصحف والأسبوعيات، بل في مجلات علمية مخصصة بعد اتباع المسار العلمي المخصص قبل النشر.
كلية الطب، لأن والده رفض تمويل دراسته في أي اختصاص آخر. وبالفعل، تمكن «الطالب السيئ» من التخرج في الكلية حائزا على شهادة دكتوراه. إنجازات ديدييه راوول في المجال العلمي كثيرة ومتعددة، مما مكنه من نيل جائزة «إنسيرم» الكبرى، التي تعطى لأشخاص حققوا نجاحات لافتة في مجال البحوث الفرنسية في مجال الصحة. فقد تركزت أبحاثه بداية على نوع من البكتيريا يسمى «الريكتيسيا»، وأسس عام 1983 فريقا مخصصا لدراسة هذه البكتيريا. والجدير بالذكر أن هذه البكتيريا تسبب مرض التيفوس.
إلى ذلك قام راوول «بفك شفرة» الخريطة الجينية للبكتيريا التي تسبب داء «ويبل». وأطلق على البكتيريتين: «راوولتيلا بلانتيكولا» و»ريكتيسيا راوولتي» نسبة إلى اسمه روول. (Raoultella planticola , Rickettsia raoultii).
ولراوول أيضا إنجازات نوعية في مجال الفيروسات، فقد تمكن فريقه من نشر عدد كبير من الدراسات حول أنواع جديدة من الفيروسات التي كانت مجهولة سابقا.
وفي سنة 2018، استفاد البروفيسور من المنح الحكومية المخصصة للأبحاث العلمية لبناء معهد المستشفى - الجامعي للأمراض المعدية في مرسيليا، الذي يترأسه اليوم، حيث يقوم بتجاربه على مرضى كورونا. وكان قد ترأس سابقا عددا من الفرق العلمية المختصة بالأمراض المعدية.
ما هو «هيدروكسي كلوروكين»؟
تم اعتماد Hydroxycholorquine (الذي يباع تحت اسم العلامة التجارية Plaquenil)، والكلوروكين المرتبط ارتباطًا وثيقًا، في عام 1950 بشكل أساسي كعلاجات لمكافحة الملاريا. ومنذ ذلك الحين، تم استخدام الأدوية لمجموعة واسعة من الأمراض، بما في ذلك الذئبة الحمامية الجهازية (المعروفة باسم «الذئبة»)، والتهاب المفاصل الروماتويدي، ومتلازمة سجوجرن، وحتى بالنسبة لمضاعفات مرض لايم.
أحد الجوانب التي تم فهمها جيدًا نسبيًا هو أن هذه الأدوية تعمل على المستوى الجزيئي لتعطيل عمليات الخلايا الحرجة، مما يعطل الاستجابة المناعية للجسم.
وبما أن الاستجابة المناعية الطبيعية مسؤولة عن الالتهاب وأعراض الأمراض العامة الأخرى (مثل الألم والحمى والألم وما إلى ذلك)، فإن هذه العملية المضادة للمناعة تعمل على الحد من الأمراض الجهازية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
أما بالنسبة لعلاج الملاريا، على الرغم من أنه يمكن الإشارة إلى Plaquenil لعلاج الملاريا غير المعقدة، فإن الآلية الدقيقة التي يعمل من خلالها هذا الدواء على حل الملاريا غير معروفة إلى حد كبير.