وردت أحاديث نبوية صحيحة أشارت إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام طلب من المسلمين عدم بيع الثمار في موعد طلوع العاهة (نجوم الثريا) الذي يتوافق طلوعها في فصل الربيع من كل عام، حيث تشرق نجوم الثريا الشهيرة عند العرب منذ عصر الجاهلية وما زالت معروفة حتى الآن، في فصل الربيع وتحديدا في الفترة الواقعة ما بين 12-25 شهر أيار /مايو حسب موقع الجزيرة العربية.
وبحسب هذه الأحاديث المروية، فلا يجوز بيع الثمار في هذه الفترة التي تستمر 12 ليلة، فقد روى أحمد في مسنده (٥١٠٥) بسند صحيح على شرط البخاري عن عثمان بن عبد الله بن سراقة قال:
سألت ابن عمر عن بيع الثمار؟ فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة. قلت: ومتى ذاك؟ قال: حتى تطلع الثريا.
وبحسب الأنواء والمطالع عند العرب، فإن طلوع الثريا يتوافق مع بداية الحر الشديد في الجزيرة العربية وانتهاء موسم المطر، وعلى ما يبدو من خلال الأحاديث النبوية فإن الحر الشديد يؤدي إلى تلف الطعام وبالذات الفواكه وما شابهها، كما يقتل الوباء والطاعون بإذن الله تعالى.
فقد أشارت هذه الأحاديث إلى أنه إذا ظهر وباء في بلد فإن الوباء يرفع عن الناس بإذن الله في وقت طلوع الثريا (العاهة) فقد روى أحمد في مسنده (٢٢٨٦) عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ما طلع النّجم (الثريا) صباحًا قطّ وبقوم عاهةٌ إلّا رفعت عنهم أو خفّت. قال أبو العباس: وهو حديث حسن بمجموع طرقه وشواهده.
وقال القرطبي في تفسيره (٧/٥١): وهذا الينع الّذي يقف عليه جواز بيع التّمر وبه يطيب أكلها ويأمن من العاهة هو عند طلوع الثّريّا بما أجرى اللّه سبحانه من العادة وأحكمه من العلم والقدرة.
والثّريّا النّجم لا خلاف في ذلك. وطلوعها صباحًا لاثنتي عشرة ليلةً تمضي من شهر أيّار، وهو شهر مايو.
وقال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر (٥/٢٤): وأراد بطلوعها طلوعها عند الصّبح، وذلك في العشر الأوسط من أيّار.
قال أبو العباس: قد ذكر أكثر أهل العلم أن المراد بالعاهة في الحديث هي العاهة التي تصيب الثّمار خاصّةً، بينما ذهب بعض أهل العلم إلى أن العاهة في الحديث عامة وتشمل العاهات التي تصيب بني آدم.
قال السمعاني في تفسيره (٦/٣٠٦): وقد ورد عن النّبي أنه قال: إذا طلع النّجم رفعت العاهة عن كل بلد، وذلك مثل الوباء والطواعين والأسقام وما يشبهها.
قال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (٢/٣٥٢): ما طلع النّجم يعني الثريا عند الصّبح وبقوم عاهة في أنفسهم من نحو مرض ووباء أو في مالهم من نحو ثمر وزرع إلا رفعت عنهم بالكلّيّة أو خفت أي أخذت في النّقص.
وقال أبو العباس: وبعد تتبعي لأخبار الأوبئة والطواعين في كتب التاريخ والتراجم ترجح لدي أن الحديث عام ويشمل كذلك الطواعين والأوبئة فإنها إن أصابت الناس ووافق انتشارها بينهم طلوع الثريا في العشر الأواسط من شهر مايو/ أيار فإنها غالبا ما تخف وتنقص أو ترتفع بالكلية وذلك بما أجراه الله من العادة، والله أعلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(ما طلَعَ النَّجمُ صباحًا قَطُّ، وتَقومُ عاهَةٌ، إلّا رُفِعتْ عنهم، أو خَفَّتْ.)
هذه الأحاديث النبوية الشريفة التي رويت على لسان عدد من رواة الحديث لهو دليل يقوي الحديث، ومختصرها أنه إذا انتشر الوباء والطاعون، فإن الله تعالى يرفعه في فترة طلوع الثريا في الأيام العشرة الوسطى من أيار/مايو 2020 القادم، وهي الأيام التي ستكون في منتصف شهر رمضان الفضيل 1441 هجرية ان شاء الله تعالى.