حذر خبراء البيئة من أن الزيادة التي نشهدها في أعداد كمامات الوجه والقفازات المستخدمة لمرة واحدة، لمنع انتشار الفيروس التاجي، تزيد من التلوث البلاستيك الذي يهدد صحة المحيطات والحياة البحرية.
وكانت صور القفازات الزرقاء الساطعة والكمامات المتناثرة في الشوارع وعربات التسوق ومواقف السيارات والشواطئ والمساحات العامة حول العالم تصل وسائل التواصل الاجتماعي، أخيراً. تلك يترك أمرها في الغالب لعمال الصرف الصحي والعاملين في محال البقالة الذين يتقاضون أجوراً زهيدة، وبعض تلك القفازات قد تلتقطه الرياح أو يدخل المصارف الصحية، وينتهي الأمر به إلى المحيطات والممرات المائية، وفقاً لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.
احتمال الخطر على الصحة من رمي الكمامات والقفازات لا يقتصر على وقت الوباء فحسب، بل إن العديد من أنواع الأسماك تستهلك حطام البلاستيك، حيث تختلط عليها بأنها أغذية حقيقية، مثل الطيور والسلاحف والثدييات البحرية، وتقدر أن ما لا يقل عن 600 نوع من الحيوانات البرية مهددة بسبب التلوث. وهناك أيضاً خطر على صحة الإنسان من دخول البلاستيك إلى السلسلة الغذائية عن طريق استهلاك المأكولات البحرية كمصدر رئيسي للبروتين.
وكان التحذير الأول من هذا الاتجاه المثير للقلق قد انطلق في فبراير الماضي، عندما نشرت منظمة "أوشينزآسيا" صورة لعشرات الكمامات الجراحية تم اكتشافها على شواطئ هونغ كونغ، وتلك الكمامات مصنوعة غالباً من أقمشة غير منسوجة، بما في ذلك البولي بروبيلين.
ثم انطلقت حملة "تحدي القفاز" على وسائل التواصل الاجتماعي في 23 مارس الماضي، طالبت الناس بنشر صورهم كطريقة لتتبع القفازات المرمية ورفع الوعي بالقضية. تم إرسال 1200 صورة عن قفازات بلاستكية مرمية، في ميامي وأحياء مدينة نيويورك وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا ونيوزيلندا، كذلك من البرتغال وفرنسا والولايات المتحدة.
وقالت مسؤولة الحملة في الولايات المتحدة ماريا الغارا: "مع حملة "تحدي القفاز"، الأمر يتعلق بالتعليم. هذا المفتاح لنا للقيام بشي أفضل كمجتمع وبشر، إذ لا يمكننا أن نتوقع من الناس تغيير طريقتهم إذا كانوا لا يعلمون ما الذي يفعلونه خطأ"، محذرة بالقول: "ما إن تصل النفايات إلى المحيطات وتتكسر إلى قطع أصغر، من المستحيل استعادتها".