هي رسالة لا يمكن ان تشرحها لمن يرون بالوطن انها بقرة حلوب ، ولا يمكن فهمها ممن تورثوا المناصب والألقاب بعدما فقدنا أسودا للوطن وذئابا تخيف العفاريت والشياطين من اصحاب الدولة والمعالي والجونيات المارقين .
بتاريخ 2392017 ودع الأردن والقوات المسلحة رجلا بحجم وطن ، رجلا من عشيرة العموش من قبيلة بني حسن. رجلا علمنا معنى الرجولة والفداء ، رجلا عندما كان يبتسم كنا نرى في ابتسامته البرق الذي يتبعه الضوءوأمطار الخير .
المرحوم ابومؤيد عندما كان يعلمنا ويدربنا في جامعة مؤتة ، كان يمر علينا كما تمرّ فصول السنة الأربعة ، كان ممطرا خيرا وربيعا اخضرا لمحبي الوطن ، وكان خريفا مخيفا وشرساومنذرا حيث هواه للوطن كان مطيّرا لأوراق كل اعداء الوطن وحاسديه ، وكان ايضا مربعانية شتاء قارص ومميت لمن يحاول ان يفكر بأن يدنس كرامة هذا الوطن أوالمواطن الأردني .
المرحوم الحنش وكما كان يحب ان ينادى (عليه رحمة الله ورضوانه ) كان خريج الكلية العسكرية بالزرقاء ، وتدريبه وخدمته كانت معظمها في الصحارى والقفار وعلى حدود المملكة الاردنية الهاشمية ، المرحوم اذهل كل جيوش العالم التي كان يتدرب عندها بدورات او يتشارك معها بمناورات ،اذهلهم بشجاعته وإقدامة واتقانه لقيامه بواجباته .
هذا الجنرال الأسمر الذي يستحق حقا بأن يسمى بالجنرال الأسمر لأنه كان اسدا بالصحراء وقرشا بالبحار والمحيطات وذئبا بالبراري والقفار . هذا الجنرال لم يدرس بهارفرد ولا بجورج واشنطن او كامبرج ، ولكنهم سوف يتعلمون منه معاني الرجولة والكرامة والاقدام والشهادة في سبيل الله والوطن .
سامحونني يا أبناء واهل وعشيرة المرحوم واصدقاءه ومحبيه، سامحونني لأنني لا أستطيع أن ألِم بسيرة حياة هذا النشمي الحسِني كلها ، فمثله يحتاج الى زمن وأزمان، وجهد مضني وسهر ليال وليال ، لكنني مذ رأيت صورته تذكرته بعد مرور حوالي خمس وثلاثون عاما فأحببت ان استذكره للوطن في زمن قل فيه رجال للوطن من أمثاله .
لقد وصى المرحوم ابناءه بنشر ما كتبه ، وكان فيه قد ودع الاهل والرفاق والوطن وأستودعهم الله، لقد كان المرحوم مفتخرا بالكاب العنابي وبرفاق السلاح وبالوطن الذي أحب. كلماته كانت مؤثرة
وهذه هي كلماته المؤثرة والتي نشرها ابناء المرحوم :
... بسم الله الرحمن الرحيم ...
الى رفاق السلاح..الى الكاب العنابي الذي توج جباهنا بالعز ..القوات الخاصة...
الى الارض التي عرفت وطأتنا... الى الغيمات التي عرفتنا في السماء...
الى الوطن الحب الذي خبرناه....
الى العسكرية التي خبرناها الماء والهواء..السهول والوديان..الجبال في صولات المجد وحب الأوطان...
الى احبتي من صحبتهم مدى العمر والكفاح...
اليوم حين تنشر هذه الحروف اكتب اخر كلماتي..اخر همساتي و نبضاتي..اكتب وداعي و بقائي الى جانبكم في الذكرى و الذكريات..في المواقف الحرجة وحين تظهر فيها الرجال..
رفاقي..أبنائي ..بناتي..زوجتي الحبيبة و اخواني السند...اودعكم اليوم بأحر الحروف و ما تملكني من مشاعر..اواري الثرى هذا اليوم و وصيتي الى ابنائي ان تنثر هذه الوصايا معطره بالشيح والقيسوم..فوق الجبال وعند اشجار البلوط..وصيتي حافظوا على الوطن و التراب..حافظوا على بلادكم و اهليكم..حفظها وحفظكم الله..دافعو عنها صفا لا يفرقه احد و علما لا يدنس ابدا ابد...احبتي..انعي نفسي بنفسي، متصالحا مع الموت و الرحيل..فهو سنة الحياة و الوجود فلا يخلد عليها الا الكريم الودود...اودع الشوق والكد والتعب..ارتب كل ذكرياتي و دعائي ان تب علينا يا الله واحسن مثوانا امين امين امين.الراحل الى جوار الغفور الرحيم..العلي العظيم..العميد الركن المتقاعد قوات خاصة حسين عقلة عمير العموش....