بقلم العقيد المتقاعد صلاح النعيمات __الإمارات العربية المتحدة
يأتي الاحتفال بعيد الاستقلال في الخامس والعشرين من أيار كل عام ذكرى عزيزة على قلب كل أردني، تاريخ مفصلي في عمر الدولة الاردنية، وحدث تاريخي حين استقلت المملكة الاردنية الهاشمية من مخططات الوصاية والتبعية والاستغلال ومن قرارات المستعمر وحكمه.
الاستقلال كان ارادة اردنية بحته بعدم قبول الاستمرار بذلك الوضع والتبعية وهي ارادة قد تم الإيمان بها وتضافرت كل الجهود الوطنية المخلصة من أجل تنفيذها والخلاص من وصاية الأجنبي... إرادة لم تركن إلى داعم خارجي ليتبناها ويساعد في تحقيقها وإنما كانت قراراً سياسياً سيادياً مدعوماً شعبياً يجسد معنى كرامة وعنفوان وعز وشجاعة الأردني الذي يعشق وطنه ويضحي من أجله ويبذل كل ما يستطيع في سبيل رفعته وتقدمه وازدهاره.
الاستقلال بعد أن تحقق كرغبة وإرادة أردنية محقه... تطلب انجاحه توفر الامكانيات والقدرات على إدارة البلاد في ظل الجو السياسي السائد في العالم وأهمية واستراتيجية الموقع الجغرافي للاردن وتاريخه الحضاري العريق بشكل يدفع بها إلى أن تكون بلداً فاعلاً ولاعباً رئيساً في رسم سياسة المنطقة والتأثير فيها... تطلب ذلك وجود كل مؤسسات الحكم والسلطات من تشريعية وتنفيذية وقضائية والمؤسسات والدوائر الخدمية الضرورية لضمان توفير العيش الكريم والإعتماد على الذات في إدارة وحكم البلاد.
ومفهوم الاستقلال بالنسبة للمملكة الاردنية الهاشمية ليس بالجديد فقد ارتبط ذلك بثوابت الثورة العربية الكبرى والتي أطلقها ونادى لها المغفور له الشريف حسين بن علي ثائراً على الظلم والاستبداد والاستغلال العثماني ذلك الوقت مطالباً بالاستقلال وإنهاء التبعية وقد استمر هذا النهج مع الحكم الهاشمي للاردن منذ عهد الملك المؤسس طيب الله ثراه.
يأتي الاستقلال وقد جسدت هذه المناسبة قدرة الأردنيين في البناء والعطاء وإدارة شؤون بلادهم معتمدين على أنفسهم منطلقين إلى تحقيق المزيد من الانجازات علىى المستوى السياسي والتعليمي والصحي والقضائي والزراعي والأمني وكافة القطاعات الأخرى ليثمر هذا العمل وتلك الجهود عن توفير القوى العاملة والماهرة في شتى المجالات للأستمرار في البناء والعطاء ولتنطلق في كافة الدول المحيظة والعالم خبرات اردنية ساهمت وما زالت تساهم في بناء قطاعات حيوية وهامة في تلك الدول. هذه الخبرات والقدرات التي يُشار إليها بالبنان ولا يمكن نكران ما حققته في مختلف المجالات بتلك الدول
لقد كان استقلال المملكة الاردنية الهاشمية إرادة اردنية جازمة بأن نقول الأجنبي كفاك وارحل وعد إلى ديارك فنحن أردنيون عازمون وقادرون على إدارة بلدنا وسنثبت للعالم ذلك وهو ما تحقق فعلياً على أرض الواقع.
ابارك للقيادة الهاشمية المظفرة وللشعب الأردني الباسل الأبي بعيد الاستقلال الرابع والسبعين والدعاء بأن يحفظ الله قيادتنا وأرضنا وشعبنا
من كل شر ومكروه وتحية اعتزاز وتقدير لقواتنا المسلحة والاجهزة الأمنية