منذ تأسيس إمارة شرق الاردن وتشكيل أول حكومة أردنية في عام (1921) برئاسة رشيد طليع وحتى حكومة الدكتور عمر الرزاز الحالية والتي تحمل الرقم (101)، ما زال ابناء الاغوار الجنوبية من اقصاه الى اقصاه يتساءلون مراراً وتكرارا عن سبب تغييبهم عن مواقع صنع القرار ولعب أي دور على الساحة السياسية، حيث يتم اقصاء الكفاءات العلمية والوظيفية من المواقع القيادية والمناصب العامة في مؤسسات الدولة الرسمية والوزارات مما يشكل احباطا تاما لدى الغالبية العظمى من أبناء اللواء,الذين كانوا وما زالوا في صف الوطن ولم يختبئوا خلف عباءات غيرهم ليكافئوا بالخذلان والحرمان.
ابناء الاغوار ... هم ابناء الوجع الذين ولدوا من رحم المعاناة ومع ذلك تحدوا ظروفهم وهزموا اليأس الذي جثى على صدورهم وواكبوا التطور العلمي والتكنولوجي مثلهم مثل غيرهم لا بل تفوقوا على غيرهم ولا يقبلوا لأحد أن يزاود على انتمائهم لوطنهم وولائهم واخلاصهم لقيادتهم الهاشمية الحكيمة.
ونحن نقترب من مئوية الدولة الاردنية ما زلنا نتساءل متى ستلتفت الينا الدولة الاردنية لنكون على خارطة الوطن السياسية ؟
لواء باكمله قست عليه الظروف والحكومات حيث حرم هذا اللواء من حصول اي من أبنائه على منصب مدير عام أو محافظ أو أمين عام أو عين أو وزير او سفير ولا حتى عضو مجلس ادارة في احدى المؤسسات الرسمية الا في حالة واحدة ويتيمة في منتصف التسعينات أسندت لأحد أبنائه حقيبة وزارة دولة مما عزز قناعاتنا بأن المناصب توزع بالوراثة لا بالكفاءات.
ابناء الاغوار الجنوبية كانوا وما زالوا دوماً مع الوطن وفي صفه مؤمنون بأن لهم حقوق وعليهم واجبات ولكن كل ذلك لم يشفع لهم على مر العقود حتى بدأو يشعرون بالخذلان.