بقلم : الدكتور محمد سلمان المعايعة /أكاديمي وباحث في الشؤون السياسية.
لا شك بأن جائحة كورونا من الظواهر الغامضة التي حيرت العلماء في كل دول العالم المتقدمة، فأخذ العلماء ينخرطون في ماراثون علمي وإنساني عظيم ويعتكفون في مختبراتهم من أجل إنقاذ الأرواح البشرية والتخفيف من آثارها ومخاطرها الاقتصادية والاجتماعية، فقد إجتاحت العالم بشكل متسارع وفرضت نفسها كعنوان رئيسي للمرحلة القادمة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فالجائحه هي دولية واقليمية وعربية وهي شاملة تتناول الحياة بمعانيها المختلفه وإبعادها الواسعة، فهي أزمة متحركة ومتحولة صحياً وجغرافيا واقتصاديا، وتعد أزمة كورونا وتداعياتها أزمة متحركة لأنها تحمل تغيرات جوهرية ومفاجئة وتشكل تهديدا للوضع القائم وتهديدا لبقاء الدول واستقرارها وإمكانية فقدان السيطرة على نتائجها، فمن تداعياتها عالمياً وضعت العالم أمام تحديات كبيرة وغير مسبوقة حيث فاجأت الأزمة الكثير من دول العالم بسرعة تفشيها وانتقالها من دوله إلى أخرى عبر النقل الدولي...أما فيما يتعلق ببعدها السياسي فقد ألقت الضوء على التعامل السياسي للدول مع الأزمةٍ عالمياً وإقليمياً حيث تعاطت الدول معها تبعا لاختلاف البيئة الأيديولوجيةالسياسية السائدة فيها وطبيعة التحالفات والعلاقات الدولية التي تحكم العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول. .فكل الأزمات التي مر بها العالم أثرت على النظام الدولي، وهياكله، وقواعده، ومؤسساته
وبالنظر إلى الحالة الدولية والإقليمية بعد تفشي وباء كورونا فهي ليست مستقرة وآمنه ،فهناك مستجدات وأحداث مؤلمة دخلت على العالم أجمع إجباريًا ، فهي حدث مدمر على مستوى العالم لا يمكننا أن نتخيل عواقبه بعيدة المدى ولا نستطيع حتى اللحظة إلا التنبؤ ببعض الأمور البسيطة.....فأزمة كورونا ستظل من القضايا الحيّة التي ستشغل العالم ولو بدرجات متفاوتة ولها أثار سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية محيرة على العالم ، فقد أثبت وباء كورونا هشاشة النظام العالمي، وأدخل العالم في أزمة عالمية ودائرة خطر غير مسبوقة في العلاقات الدولية، الاقتصادية والجغرافية والسياسية، فأصبح فيروس كورونا فاعلاً مؤثراً في السياسة الدولية باعتباره يضع النظام العالمي أمام تحديات كبرى ناتجة عن قصور هذا النظام.
فأزمة كورونا تختلف عن غيرها من الأوبئة التي شهدها العالم من قبل من حيث سرعة انتشارها وقوة تاثيرها على الإنسان وعدم توفر العلاج المناسب والمطاعيم التي تساعد جهاز المناعة في جسم الإنسان على مقاومتها، ولا توجد معلومات أو تجارب سابقة يمكن اعتمادها والقياس عليها للتواصل إلى تقديرات ذات مصداقية عالية لتداعياتها وآثارها السلبية على الاقتصاد...وعليه فقد أبحر الفلاسفة وعلماء السياسة وعلم النفس وعلماء الاجتماع في جميع التحليلات والمراحل التي شهد العالم فيها تحولا نتيجة لهذه المستجدات والمتغيرات لوباء كورونا، فكان الفلاسفة وأهل الفكر والحكمة حاضرين يصيغون النظريات ويفسرون التحولات ويضعون التجربة الإنسانية في أطر مقنعة يمكن بناؤها وتفكيكها ومراجعتها ونقدها واستخدامها لفهم ما يجري على الأرض فهي توحّد رؤى ومفاهيم وتصورات الجميع وتحدد نوعية العلاقات التي تنشأ وتتطور داخل هذه الأنظمة انطلاقاً من المفاهيم الأيديولوجية والسياسية التي يلتزم بها ويتقيد بها رجال السياسة والمفكرون إلى درجة كبيرة، بحيث تؤثر على حديثهم وسلوكهم السياسي، وتحدد إطار علاقاتهم السياسية بالفئات الاجتماعية المختلفة، لذلك تواصلت الجهود المبذولة من قبل الباحثون والعلماء إلى التعرف على طبيعة وأسباب وطرق العدوى والانتقال والتأثير في محاولة لاكتشاف العلاج الذي قد يمكن البشرية من القضاء عليه أو الحد من انتشاره وتأثيره.
وإذا كانت الإيديولوجيا هي المعتقدات والخصائص الذاتية التي تميز شعبا عن شعب آخر فإنها بذلك تكون جزءا لا يتجزأ من التاريخ باعتبار أن المعتقدات والأفكار والتصورات تشكل جوهر شخصية كل شعب بكل أبعادها الثقافية واللغوية والدينية والإجتماعية عبر مراحل التاريخ والأحقاب الزمانية المتتالية...
فالاتجاهات الفكرية تتعدّد في المجتمع، ويكون تعددها نابع من التغيرات والأحداث السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية التي تحدث في المجتمع، فالاتجاهات الفكرية هي التي تشكل الأيديولوجيا المتنوعة ، فالأيديولوجيا قد لا تكون محصورة في مجتمع واحد، بل تتخطى في الغالب الحدود الوطنية للدول، وتنتشر من دولة إلى أخرى، وهذا الانتشار يجعل هذه الدولة تتكيّف لتلائم ثقافة المجتمع، وقيمه التاريخية، وقد تكون الاتجاهات الفكرية التي تشكل الأيديولوجيا سببًا في سيطرة الدول على بعضها أو على الأفراد فيها. كذلك فأن البيئات تساعد على نشوء الأفكار بسبب سوء الظروف فالأفكار التي خرجت لم تنشأ في بيئات سويه، فالاضطرابات والثورات التي حصلت على مر التاريخ غيرت من بنية النظام العالمي...لذلك فأن مصطلح أيديولوجيا يُستخدم في أغلب الأحوال باعتباره سلاحاً سياسياً لإدانة أو انتقاد مجموعة الأفكار والقيم العقائدية المنافسة التي تنطلق منها الكثير من الدول لتثبت مصداقية مذاهبها ونهجها السياسي والاقتصادي والاجتماعي .تُنبئ هذه الجائحة بإحداث تغيرات جيوسياسية عميقة على المستوى الدولي، ستنعكس مفاعيلها على بنية النظام العالمي، فقد تصعد فيه قوى وتهبط أخرى، مُغيِّرة ربما مفاهيم وأيديولوجيات اقتصادية وفلسفات ثقافية قد تكون فكرة العولمة والنيوليبرالية أولى ضحاياها...لذلك كان لابد من هذه المقدمة لتعريف بمفهوم الأيديولوجية السياسية والاتجاهات السياسية التي تحكم العلاقات الدولية لكي نتمكن من قراءة مشهد العلاقات الدولية مابعد فيروس كورونا بأبجديات جديدة تختلف عن الأبجديات القديمة التي لا تنفع لهذة المرحلة، فنحن بحاجة إلى أبجديات ورؤى جديدة تتناسب مع مرحلة ما بعد جائحة كورونا وتداعياتها واستشراف مخاطرها ، فقد بشرت أثارها بأن هناك متغيرات ومستجدات ستطال مختلف المجالات السياسية والاجتماعية الاقتصادية انطلاقاً من الاختلاف بين الأيديولوجيات والمصالح ومراكز القوى التي تحرك الأمور المتنازعة عليها في العالم . لذلك لا يمكن إنكار بأن الأزمة العالمية التي استدعاها تفشي وباء فيروس كورونا تنطوي في داخلها على فرصة لتغيير أساسي نحو مساواة أكبر أو استبداد أكبر، أو لا تغيير على الإطلاق.فهل أثرت جائحة كورونا على تغير في الأيديولوجيات والاتجاهات السياسية بمعنى هل هناك تراجع في الاتجاهات السياسية التي تؤمن بالمذاهب الليبرالية أو الاشتراكية أو المذاهب الأيديولوجيا الإسلامية...هل هناك توبة سياسية في تغير بعض السلوكيات الخاطئة في التعامل مع الآخرين سواء كان ذلك على الصعيد العالمي أو الإقليمي.. أم سيظل شكل العالم بعد الوباء خاضعاً للإرادة السياسية والقيادة، وقدرة الجهات الفاعلة الدولية على التعاون وحسب مصالحها وإن العالم لن يتغير نتيجة هذه الجائحة...هل يعيد كورونا تشكيل العالم؟ لقد تشعبت وتنوعت التحليلات بين ما هو تحليل اقتصادي مستند على المصالح والمنافع ؛ وبين التحليل السياسي ؛ وتسارعت وتيرة الشائعات والتوقعات في التنبؤات بمخاطر هذا الوبا، وتعددت الزوايا الفكرية التي حللت وفسرت هذا الموضوع، فحسب ما نسمع ونقرأ فأن هناك الكثير مما قيل حول تأثير أزمة كورونا العالمية ،فلكل علم من العلوم نافذة يطل علينا بها ليقول كلمته فيها من حيث التفسير والتحليل والتنبؤ ، فهناك تيار من المختصين في الشأن السياسي والاقتصادي يفسر ويضع تصورات وتنبؤات حول تأثير الأيديولوجيات والتوجهات السياسية التي تحكم العلاقات الدولية وكلاً يفسر من منبره الأيديولوجي وطبيعة الأحداث والمستجدات التي فرضت نفسها على العالم وغيرت الكثير من المفاهيم في العلاقات الدولية. فهناك فريق ينطلق في تحليلاته وتصورات وتنبؤاته من عنوان التغير المفروض ، فيرى بأن..
ظاهرة الكورونا ستحدث تغييرات عميقة في الدول والمجتمعات وستكشف المستور في الأنظمة الصحية والادارية وكفاءة أجهزة الطواريء في الدول على هذا الكوكب، فالتقدم التكنولوجي او الثراء المالي او التسلح النووي لم يعد هو معيار القوة والكفاءه في مواجهة هذا العدو غير المرئي بالعين المجرده الفيروس . كما أظهرت هذه المستجدات والتطورات قصوراً إلى حد كبير في جهود التعاون العالمي في مجال السياسات بشكل صارخ في النهج العالمي غير المسبوق لأحتواء أزمة فيروس كورونا وكشف كفاءة الحكومات فإنه سيؤدي إلى تحولات دائمة في القوة السياسية والاقتصادية بطرق لم تكن تخطر بالبال.
ولمعرفة ما الذي سيحدثهُ الوباء من تغيرات سياسية واقتصادية
وعتمادا على هذة المنطلقات الفكرية فأن هذة الدراسة تهدف إلى إستشراف كيف سيؤثر فيروس كورونا في تغير بعض المفاهيم للأيديولوجيات السياسية الحالية التي تحكم طبيعة العلاقات الدولية وأين سيظهر التأثير الأقوى في العلاقات الاقتصادية أم في التحولات السياسية والتحالفات والتكتلات السياسية وتغير في هيكلة النظام الدولي وتغيير موازين القوى ومناطق النفوذ..بمعنى هل سيغير فايروس كورونا النظام العالمي في جوانبه السياسية والإقتصادية والاجتماعية والثقافية رأساً على عقب؛ وهل سنرى في المستقبل القريب تغييرات جذرية في تربّع الدول العظمى للهيمنة على العالم وستتغير الأحلاف السياسية وسيظهر لاعبون جدد في الساحة الدولية وهل سيظهر فشل الأيديولوجيات والمذاهب المعاصرة التي تحكم العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بين الدول اعتماداً على مستوى مؤشر مخاطر فيروس كورونا في هز الشباك للنظام الدولي.
وللوقوف على هذه الفرضيات والتساؤلات والتنبؤات والتغيرات في الأيديولوجيات والمذاهب الفكرية المعاصرة التي هدفها بالأساس هو تغيير النظام القائم أو تعديله أو إصلاحه ، فكل الأيديولوجيات كما نعلم هدفها تبرير النظام القائم وإعطاء الشرعية للنظام القائم لأنه لا بد للنظام السياسي من خطاب سياسي يبرر وجوده ويضفي علية ثوب الشرعية القانونية اللازمة لبقائه. وبالرجوع إلى الحقبّ التاريخية للأوبئة لمعرفة أثر قوتها في إحداث بعض التغيرات في الأيديولوجيات والاتجاهات والسياسية والتغير في سلوكيات الدول من حيث إعادت ترتيب أولوياتها في التعامل مع بعضها البعض بما ينسجم وأسس القانون الدولي واحترام المعاهدات والمواثيق الدولية بينهم . وبالنظر كذلك إلى تاريخ الأوبئة التي ضربت العالم قبل مائة عام فكان هناك اكثر من خمسة اوبئة أسوأ من جائحة كورونا ومع ذلك بقي العالم كما هو لم يتغير، والنظام العالمي مستمر كما هو رغم التباطؤ في الأداء ، ومن الشواهد التاريخية التي تدلل على ذلك عندما تفشى الطاعون في فلسطين وبعض بلاد الشام كان من العوامل التي أدت إلى هزيمة
نابليون بونابرت عند حصاره لمدينة عكا في بداية القرن التاسع عشر. وفي العقدين الأولين من القرن العشرين، أهلك وباء الكوليرا "الهواء الأصفر" مئات الآلاف في البلاد العربية على دفعتين ضربتا بلاد الشام في عامي 1901 و1913م. كذلك الأمر فأن من
أشهر الأوبئة العالمية في القرن العشرين كان وباء "الأنفلونزا الإسبانية"، الذي تزامن انتشاره مع نهاية الحرب العالمية الأولى سنة 1918م. لقد أيقظت جائحة كورونا ذكريات العالم حول الأوبئة القديمة، وعلى مرّ التاريخ البشري التي ضربت الحضارات والمجتمعات القديمة منذ أول تفش الوباء عام 430 قبل الميلاد خلال الحرب البيلوبونيسية بين حلفاء أثينا وحلفاء إسبرطة وحتى تاريخ تفشي فيروس كورونا عدو الإنسانية جمعاء الآن.
أن لأزمات الكبرى والمفاجئة التي تمر بها الدول تمثل فرص لاختبار فاعلية السياسات العامة القائمة، وهذا بالذات ما نتج عن فيروس كورونا الذي أختبر، بكل قوة، مدى فعالية منظومةالحمايةالاجتماعية المعمول بها في العالم أجمع. وهذا ما ظهر أيضاً خلال أزمة كورونا الذي كشف طبيعة الاختلافات الفكرية في الأيديولوجيات السياسية التي تؤدي إلى صراعات فكرية التي هي أحد التجليات لما يحصل في المجتمعات والهدف منه لخلق مفاهيم جديدة في الشؤون السياسية وهذا بدوره أيضاً يؤدي إلى النزاعات والحروب بسبب الاختلافات الأيديولوجية بينهما، فطبيعة النزاعات القائمة اليوم بين القوى المختلفة في العالم اتخذت صوراً وأشكالاً مختلفة، فإذا كان الصراع الديني والعشائري القبلي سمة العصور الوسطى، والصراع الطبقي والمصالح سمة العصر الحديث والصراع على السلطة والنفوذ في تاريخنا المعاصر سمة ما نعيشه اليوم فإن البعد الأيديولوجي والطائفية الدينية والمذهبية، هو الذي كان ولا يزال يحرك كل تلك الصراعات السياسية، وكما نرى الصراع الدائر بين أمريكا والصين كل منهما يسعى لإثبات مصداقية إيديولوجيته وقوة نظامه فكراً ومنهجاً في العالم .
ونظرا لقوة تأثير هذا التنافس بين الدولتين على زعامة العالم، فإننا أمام انفجار سياسي واقتصادي وعسكري قد ينشب في أية لحظة في أية بقعة من العالم لتفريغ تلك الشحنات الزائدة من التوتر العالمي فيها لتحريك عجلة دوران الاقتصاد الذي لا يمكن فصله عن السياسة بأي حال من الأحوال.
فالصين متجهة إلى محاولة إنزال أمريكا عن عرش الكون اقتصادياً.
ويبدو أن كورونا وتداعياته ستُجبِر بعض الدول على التراجع من تواجدها ووقف حروبِها هناك.
ولكي نفهم الصراعات السياسية الجارية التي هي صراعات دولية في الإرادات وهذا بدوره يؤدي إلى صراع سياسي وإقتصادي ، وتكنولوجي ،ودعائي. وصار هناك أدوات لتحقيق هذا الصراع، واصبح كل من الدولتين تعمل لفرضه على أرض الواقع من خلال الضغوطات ، المفاوضات الشاقه ، التهديد ، الاحتواء ، التنازل، ومن خلال العديد من المداخل التي تؤدي إلى الصراع الدولي مثل المدخل السياسي ..وجود تكتلات لفرض تحقيق التوازن الدولي ولكن قد يؤدي أحيانا إلى الصراع الدولي لقوة التنافس ...وعموما في القرن الحادي والعشرين الأيديولوجيات هي التي تتحكم في الصراعات الدولية بالإضافة أن الذي يحكم العلاقات الدولية عاملين هما ، القوة والشرعية الدولية، وكما نرى أيضا بأن هناك تنوع في الإحتياجات والندره لدى البعض من الدول مما جعل التصارع ما زال قائماً على مناطق النفوذ والمناطق التي فيها مكامن الطاقة كالبترول لأنه عملة نادرة بالنسبة للبعض من الدول.. كما وإن الغالبية العظمى من الدول الصغيره لا تملك حرية الدبلوماسية وان إختلاف الأيديولوجيات والشعارات والقوميات والاراء الدينية والسياسية في مرجعياتها المذهبية زاد من أسباب الصراعات في المنطقه وسبب اندلاع الكثير من الأزمات وزاد الأمر تعقيداً. كما أن هذا الوباء العالمي أنتج أزمة عالمية وفرض تغييرات عديدة في السياسات الاقتصادية والصحية، الأمر الذي دفع بالعديد من حكومات الدول نحو الاعتماد على القطاع الخاص بشكل كبير لتجاوز تبعاته وآثاره...
فالتحديات الملفته التي تركتها الأزمة أنها تركت تداعيات عالمية، أدت إلى انكماش في الاقتصاد العالمي، فلم تبقى دولة بالعالم لم تتأثر بها.وتداخل أثر هذا الوباء مع فرصة لتصدير الإيديولوجيات كما وترك المشهد في حال هلع وخوف في انتظار الدواء لوقف النزيف في الثقة وفي المنطق حيث تمرُّ الأنظمة الإقليمية والدولية حاليًا بعملية إعادة تشكيل تزامنًا مع مخاطر هذه الأزمةٍ التي يشهدها العالم أجمع.
فقد أعادت أزمة كورونا الكثير من الحسابات للسياسات العامة في العالم خاصة في إدارة القطاعات الصحية ثم تليها ولا تقل عنها أهمية السياسات الاقتصادية وأهمها المتعلقة بتعزيز وتوفير الأمن الغدائي الذي يوفره بشكل أساس القطاع الزراعي بكافة مكوناته النباتية والحيوانية. الأمر الذي دعا إلية أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى مطالبة دول العالم بالتضامن في مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد كون أن العالم يواجه عدواً مشتركاً، بعد أن أصبح في حالة حرب مع فيروس يقتل الناس، ويهاجم الاقتصاد الحقيقي والتجارة في الصميم. فصار لزاما على المجتمع الدولي أن يحيل المثاليات إلي مبادئ قانونية ملزمة لكافة عناصر الجماعة الدولية ، ويجب أيضا و بعد أن تضع الجائحة أوزارها أن تعيد الدول و المنظمات الدولية صياغة نظاما عالميا جديدا يكون عمود الرحي الذي يدور حوله ذلك النظام، وهو التضامن الإنساني الحقيقي الذي نود الوصول إليه من خلاله التعافي الاقتصادي والنهوض من حالة الشلل الاقتصادي ومن حالة الإغماء الاجتماعي ، وأن يعلو في ذلك النظام في حفظ الجنس البشري علي إرادات الدول .ويبرر أصحاب هذا التيار الذي يقول بأن هناك تغير في العالم سيحدث مستندا في ذلك على الخبرة التاريخية بأن كل عقد من العقود الماضية اتسم بالاتجاهات الأيديولوجية والاستقطابات ما رسم مستقبل المواجهات في القرن الحالي، حيث تم تحديد الاستقطاب في العالم العربي من خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) والخوف من تمدد التطرف الشيعي، فالنظام الإيراني مستمر في استغلال الطوائف الشيعية داخل لبنان و سوريا لإبقاء نفوذه في الدول العربية
الهدف من عمل التحالفات هو خلق التوازن بين الأطراف الأقطاب، فتلك التحالفات لا تزال العنصر الحاسم والحاكم في العلاقات الدولية.فهذة شواهد تاريخية كانت مؤشرات في بورصة التغيرات في طبيعة الأيديولوجيات والاتجاهات السياسية في العالم.
وهناك تيار ثاني تبنى وجهات نظر مغايرة لتأثير كورونا في التغير فأخذ يحلل ويفسر آثار أزمة كورونا ويقول بأن
أزمة كورونا لن تكون السبب المباشر في التغيرات والتحولات المرتقبة على النظام العالمي، ولكنها قد تكون لحظة فارقة في هذه التحولات، فالتغيرات الكبيرة لا تحدث فجأة وإنما هي نتيجة تحولات طويله الأمد في النظام العالمي، والإقليمي،..فقد تؤدي الجائحة لتغير ولو بشكل جزئي في صورة الاقتصاد العالمي مما قد يقود إلى التراجع عن العولمة حيث سنشهد تراجعاً آخر من العولمة المفرطة، وسيتطلع المواطنون إلى الحكومات الوطنية لحمايتهم، بينما تسعى الدول والشركات إلى الحد من نقاط الضعف المستقبلية.
و يتوقع بأن فيروس كورونا سيخلق عالمًا أقل انفتاحًا وأقل ازدهارًا وأقل حرية، فما كان يجب أن نصل إلى هذه النتيجة ولكن أن السبب هوالجمع بين فيروس قاتل وتخطيط غير ملائم وقيادة غير كفؤة وضعت البشرية على مسار جديد ومثير للقلق.
وهناك الكثير من فقهاء وفلاسفة السياسية الذين لهم باع طويل في التحليل والتقويم السياسي والاستشراف واستطاعوا أن يشخصوا واقع الأحداث لفيروس كورونا اعتماداً على مفهوم الأيديولوجيات والاتجاهات السياسية والاقتصادية القائمة ومستوى الأحداث التي عصفت بالعالم نتيجة تفشي فيروس كورونا، ومن هذة النخب الأستاذ الدكتور جمال الشلبي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الهاشمية في المملكة الأردنية الهاشمية من خلال
التحليل السياسي في استشراف الاحتمالات الممكنة لمسارات التفاعلات بين القوى السياسية في المجتمع وتفسير علمي واضح لنوع العلاقات بين هذه القوى السياسية الداخلية والخارجية، وهو الطريقة التي نحكم بها على الظواهر والأحداث السياسية محلياً وإقليمياً وعالمياً، من خلال فهم الواقع السياسي، وما له علاقة بالظواهر والأزمات المختلفة ولعل أبرزها تداعيات أزمة كورونا، حيث نسمع باستمرار
بأن عالم كورونا لن يكون مثل قبله، وهذا كلام غير دقيق وغير واقعي ولن يتحقق على الأقل على الآمد القريب والمتوسط؛ فالإنسان إنسان قبل وبعد كورونا
فالرغبة في الهيمنة والسيطرة السياسية والاقتصادية والتكنولوجية لشعب أو لدولة أو لحلف على المقابل لن يتغير أبداً.
هكذا هي "الطبيعة البشرية” التي أفاض مفكروا العقد الاجتماعي توماس هوبز، وجان لوك، وجان جاك روسو في مناقشتها وتحليلها وبناء تصوراتهم نحو العقد المبرم بين الحاكم والمحكوم بل وأكثر من ذلك أن سمة الإنسان الأساسية وشبه الدائمة أنه لا يتعلم بسهولة من ناحية، ولديه قدرة عجيبة على”النسيان” من ناحية ثانية؛ وإلا كيف نفسر الثورات الأمريكية، والبريطاينة، والفرنسية، والبلشفية، والمصرية، والإيرانية. والحروب الدينية الثلاثين منها والمائة، والحرب الأيديولوجية الأولى والثانية، وحروب الإرهاب مع القاعدة وداعش… وغيرها؟ وما حجم أثارها في التغير في سلوكيات الأفراد والدول.
من هنا لا نتصور أن تختفي الأمم المتحدة بأعضائها الخمسة المسيطرين، وستبقى الولايات المتحدة الأمريكية هي الرقم الأول على خارطة العالم لخمسين سنة قادمة اللهم إذا لم تحصل مفاجأة تغير موازين القوى ومناطق النفوذ ، ولا نتوقع كذلك أن ينهار الاتحاد الأوروبي سريعاً، كما يعتقد البعض، رغم وجود حالة من عدم الرضا والتحفظ الإيطالي والإسباني على مؤسساته البطيئة في التفاعل والتعامل مع الفيروس في بلدانهم
باختصار نؤيد ما يتصوره الدكتور الشلبي بأن الواقع السياسي والاجتماعي المحلي والدولي لن يتغير بسهولة، بل ربما تتغير طبيعة العلاقات ومستوياتها المختلفة نسبياً؛ وستكون هناك ارتدادات للذات الوطنية والذات الفردية. فالعالم لن يتغير بسهولة كما يتنبأ به دعاة التغير من المحللين السياسيين ، لأن الأنسان لن يتغير في سلوكياته بسهولة ، ولأن الطبيعة البشرية واحدة منذ الخليقة وإلى الآن، وعدم التعلم والنسيان سمتها البارزة . لذلك يجب أن لا ننتظر تحولات كبيرة لها تأثير في العلاقات والبناءات على المستوى الفردي، أو الاجتماعي، أو الدولي ولن يتمكن العالم من التعرف على مسبب فيروس كورونا ولن يشهد العالم تغيرا في موازين القوى الدولية ومشهدا جديدا في العلاقات الدولية على حساب دول الاستعمار والصهيونية العالمية ؟:
فجائحة كورونا قد تكون واحده من الأحداث الفاصلة والكاشفة في آن واحد ؛ فهي من ناحية تفصل بين عالمين؛ عالم ما قبل كورونا بتقاطعاته وتداخلاته وتشعباته، وعالم ما بعد كورونا المملوء بالمتغيرات والتحولات المتوقعة على الصعد كافة، لا سيما في ما يخص السياسة الدولية والنظام الاقتصادي العالمي، ومن ناحية أخرى تكشف عن هشاشة النظام العالمي، وعجزه أمام مراعاة قضايا الصحة والسلامة والوعي البيئي.
نقول ذلك فلو تتابعنا بدقة كل التصريحات التى تصدر عن الخبراء والعلماء والسياسيين وصناع القرار عن فيروس كورونا وتأثيره على مستقبل العالم نجدها مجرّد تخمينات وتوقعات وآمال وأحلام وبعد تفنيد وجهات النظر للتيارات المؤيدة والغير مؤيدة لتغير، لذلك فأن العصر الحالي لم يعد عصر الأيديولوجيات الشمولية أبداً وإنما سيكون مناهج جديدة تحمل طابع التغير في سلوكيات معينه وخاصة الاقتصادية منها ، إنه عصر التقدم العاصف في كل مجالات الحياة، عصر التغير اليومي في نمط العيش وصوره، عصر التنوع الفكري والجمالي، عصر مواجهة المشكلات مواجهة علمية موضوعية. وليس عصر الأوهام، أوهام الأيديولوجيات الشمولية.الذي يقود العالم اليوم هو الاكتشافات العلمية والتقدم التكنولوجي والقوة الناعمة والتصنيع، والمصالح والمنافع.. فالاتجاهات السياسية والايديولوحية لن تشهد تغير في سلوكيات الدول من حيث التراجع بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولن نشهد صور واضحة في بنية النظام العالمي نحو ممارسات تغير التوجهات في طرق التعاون الدولي النظيف القائم على المباديء الإنسانية التي نادت بها جميع الأديان السماوية، فالأديان السماوية لم تأتي لتكون أدوات للتطرف والإرهاب ، بل كانت دائماً رمزاً للسلام والإنسانية والمحبة وأثر يدل على الأخلاق، ولن نجد هناك أيضا جوانب إنسانية كتوبة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية لتراجع عن ممارسات خاطئة سابقة لسلوكيات بعض الدول التي لا ترى إلا مصالحها فقط ، وحسب ما هو متوقع نتيجة تداعيات فيروس كورونا الجغرافية والسياسية، والظّروف التي مر بها العالم والمنطقة نتيجة انتشار فيروس كورونا التي أثرت بشكل كبير على جميع القطاعات الاقتصاديّة المحليّة والعالميّة ورغم كل هذة التداعيات
فمازال عدد من الدول العربية تعاني من صراعات عسكرية وانقسامات سياسية أصبح كثير من قراراتها السيادية مرهونة لقوى إقليمية ودولية في ظل غياب واضح للتعاون العربي فنجد مثلاً بأن الصراعات مازالت قائمة في ليبيا واليمن وسوريا والعراق لصالح قوى دولية واقليمية تحرك الفئات المتصارعة لتحقيق أهدافها وبهدف اضعاف هذه الفئات لتبقى تحت سيطرتها الكاملة بحثاً عن سفينة نوح للنجاة وحسبي بأنهم لن يجدوها في ظل هذا الضعف والانقسامات التي طالت معظم الدول العربية .. وكذلك ما زال هناك صور من الجهل الذي يعتبر المسبب والعامل اﻷول في كثير من القضايا كالتطرف واﻹرهاب واﻹشاعة والعنف وحوادث السير والصحة والفقر وغيرها، ومطلوب التبصر والمعرفة باﻷشياء للقضاء على هذه الفيروسات الفكرية التي تنمو بداخل الفئة القليلة والفايروسية المؤثرة في عالمنا!وكذلك فأن منطقة الشرق الأوسط مازالت تشهد صراع طويل وتحدّيات وأزمات متنوعة في ظل ما تشهده كذلك من عدم استقرار سياسي أثر بشكل مباشر على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني. وما زالت الكثير من الدول تتهم بعضها البعض في التدخل في شؤونها الداخلية لبسط نفوذها وسياساتها العدوانية وكذلك مازال هناك صراع دولي بين القوى السياسية العظمى على مناطق النفوذ في العالم قد يكون ذلك من خلال تغذية المنظمات الإرهابية للقيام بأعمال إرهابية كورقة سياسية واقتصادية ضاغطة أو القيام بحروب بالوكالة كما هو الحال الآن حاصل في الدول العربية التي تعاني من نزاعات وصراعات نتيجة التدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية، لذلك فأن علاج فيروس كورونا السياسي مهم بدرجة كورونا الآخر، إن لم يكن أكثر أهمية... ولكن من الضرورة بمكان أن يتم الاتفاق على الحد الأدنى من التعاون الإنساني والأخلاقي البناء ليكون بمثابة مسطرة عالمية حاكمة ومعايير متفق عليها ومرجعيات للثوابت التي يُحتَكَم إليها ويعمَل بها، لكي ننطلق منها وبها ونبني جميعاً عليها ونعالج بها القضايا الإنسانية التي تؤثر على الأنسانية جمعاء.
وخلاصة الحديث أنّ هذه الجائحة يجتمع فيها عنصران: الأول هو أنّها مرض يمثّل تهديداً للجميع في العالم، والثاني هو أن تأثيرها الاقتصادي سيؤدّي إلى ركود لعلّنا لم نر مثيلاً له في الماضي القريب،
فوسط هذه الأزمة فقد هبت الأمم على امتداد القارات على مواجهة هذة الأزمة المشتركة حيث بذل الجميع أقصى ما بوسعهم لمجابهة الأخطار التي تهدد الجنس البشري وتلوح بالقضاء عليه. إلى جانب الجهود الوطنية التي تقوم بها الأقطار التي يتطلع الجميع بالأمل والرجاء لما قد يتولد عن جهد عالمي من إيجاد علاجات أو أمصال أو تكنولوجيا طبية تساعد في السيطرة على أخطر جائحة واجهها العالم منذ قرون، ومع اجتياح فيروس كورونا في مختلف دول العالم، فقد لاحظنا في البدايات بأنه قد غابت السياسة وأجندتها وملفاتها بكل تفاصيلها عن المشهد، ليبقى الوباء الشغل الشاغل لزعماء ورؤساء وقادة الدول، والذين يواكبون ويتابعون هذه الأزمة التي تطغى على ما عداها سواء في الأردن أو في دول الإقليم والعالم برمته.وطبقاً لهذا الوضع المضطرب الذي الذي خلفته جائحة كورونا وحيرت العالم معه حيث أكد العديد من المحللين المراقبين والباحثين، أن العالم يعيش تحديا غير مسبوق مع انتشار فيروس كورونا، الذي فرض على كل دولة تغيير الأولويات وإعادة ترتيب المشهد السياسي والاقتصادي لديها حسب إمكانياتها لهذا العدو مجهول النسب والهوية. فمازالت خطورة الفيروس قائمة حاليا لدى الكثير من الدول هي تسعى لمحاصرة الفيروس قدر المستطاع والتخفيف من التدعيات الاقتصادية والاجتماعية له، ولو أحياناً على حساب الملفات السياسية. وستتبنى الحكومات بجميع أنواعها إجراءات طارئة لإدارة الأزمة طالما أن هناك مخاطر لهذا الوباء الذي الأرواح والاقتصاد معاً.
وبعد تحليل وتقيم وجهات النظر التي تناولت أثار أزمة كورونا وأثرها على إحداث تغييرات في الاتجاهات الأيديولوجية السياسية السائدة حالياً ومعرفة أن هناك اتجاهين يمثلان تيارين كلا منهما له حججه ومبررته التي ينطلق منها، فأحدهما يرى بأنه سيحصل تغير على نمط الأيديولوجيات والاتجاهات السياسية والاقتصادية والثقافية، والفريق الثاني الذي يرى بأنه لن يحصل تغيرات جوهرية ومفاجئة على بنية النظام الدولي وإنما ستكون أزمة كورونا نقطة فارقة في التاريخ السياسي الحديث تضاف إلى سجل الأوبئة العالمية السابقة التي ضربت العالم قبل مائة عام تقريباً وما قبل ذلك من ثورات كبيرة حصلت ولم تغير في طبيعة الإنسان ولا في الاتجاهات الأيديولوجية السياسية، ولم تنهِ الأوبئة السابقة التنافس بين القوى العظمى ولم تستهل حقبة جديدة من التعاون العالمي ولن تتغير الطبيعة المتضاربة بشكل أساسي للسياسة العالمية. فالأوبئة السابقة بما في ذلك وباء الإنفلونزا في 1918-1919 لم تنهِ تنافس القوى العظمى ولم تخلق حقبة جديدة من التعاون العالمي ووباء كورونا ليس استثناء، لأن هناك سر يجمع بين جميع دول العالم هو صراع من أجل البقاء وهذا ما ظهر بشكل واضح في تباطيء بعض الدول في التعاون عند بدايات تفشي فيروس كورونا بحجة عدم توفر المستلزمات الطبية اللازمة لمواجهة هذا الوباء ولعدم معرفة سر بقائه، فالجميع يتنافس ويتصارع إما نتيجة الاختلاف في الأفكار الأيديولوجية وهذا صعب تغيرها بسهولة أو نتيجة النقص في بعض الإحتياجات فتسعى الدول لسد هذا العجز في تلبية تلك الاحتياجات أو نتيجة لوجود الندرة في بعض الاحتياجات مثل عدم وجود مصادر الطاقة أو عدم وجود منافذ بحرية أو مواني تمكن بعض الدول من الاعتمادية على نفسها ليكون لها وزن فاعل في الخارطة السياسية والاقتصادية والثقافية في العالم، من هنا ولأهمية هذة المواضيع في السياسات الدولية تبقى دول العالم في تشاحن وسباق مع الزمن لتحقيق أهدافها ومصالحها ولن تثنيها أزمات عابرة وغير مستوطنة، ونحن نؤيد هذا التيار الذي يرى بأنه لن يحصل تغير في النظام العالمي وأنظمتهُ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وانما ستسجل محطة تاريخة جديدة مفاجئة بولادة وباء جديد عصف بالبشريه وأثر على شعوبها ودولها اقتصاديا وصحيا ونفسيا واجتماعيا، تضاف إلى سجل الأوبئة العالمية السابقة التي ضربت العالم قبل مئات السنين ولم تغير في طبيعة الأيديولوجيات والاتجاهات السياسية والاقتصادية السائدة آنذاك نظرا لطبيعة الأنانية الإنسانية وبعض المعتقدات والأفكار والتصورات المتأصله في النفس البشرية التي من الصعب تغيرها بسهولة لحادث عابر، بالإضافة إلى رغبة الدول في حب السيطرة والتوسع والنفوذ ... فهذة الهزات الوبائية والأزمات الاقتصادية لن تثنيها لتغير سلوكياتها لأنها في نظرها عابرة وغير مستوطنة لفترات طويلة .!!!!.
سائلاً الله أن يرفع البلاء والوباء والأمراض المعدية عن الإنسانية جمعاء ويعم السلام والأمن والأمان العالم أجمع.
حمى الله الأردن وأهله وقيادته الهاشمية العامرة من كل مكروة.