رثا المقدم الركن فهد عوض الزبن، يوم أمس السبت ، على صفحته الفيس بوك، بكلمات مؤثرة و حزينة ، والده المرحوم عوض عضوب الزبن ابو هيثم ، الذي انتقل الى رحمة الله عز وجل ،قبل عامين ، وأشار الزبن من خلال الكلمات التي نشرها على شكل مقالة ، أن رائحة الموت لازالت عالقة في ذاكرته وهيبة العزاء ،والم الفقد وارتجاف الأيدي ، وانقباض قلبه ، مضيفاً أن خبر وفاته عالقاً لدى مسمعه وطنين الاصوات ، واليكم تفاصيل نص المقالة التي نشرها المقدم ركن فهد عوض الزبن على صفحته الفيس بوك :
الذكرى_الثانيه_لرحيل_سيد_الرجال والدي المرحوم عوض عضوب الزبن ابو هيثم ٠
رائحة الموت لازالت عالقة في ذاكرتي وهيبة العزاء وألم الفقد ونظرة الشتات وأرتعاش النبض وأرتجاف الأيدي وأنقباض قلبي مازال خبر وفاتك عالقاً في مسمعي وطنين الأصوات بأذني وصورة وداعك الأخير تحرق قلبي
لا شيء لا شيء على الإطلاق يشبه رهبة الموت ٠
لا شيء أبداً يشبه أن تفقد شخصاً إلى الأبد دون أن تخبرهُ على الأقل إلى أي حد أنت تحبهُ
هل هناك ما يوصف هذا التاريخ أو غصة هذه الذكرى أو هناك كلمة وصف بشاعة هذا اليوم أو صرخة تريح صدر أختنق من أهاته؟؟
ياريت هناك سبيل لرؤياك بعيداً عن السراب والأحلام يا والدي حقاً أشتقت إليك الشغف لرؤيتك لا يرحل عن قلبي أبدا ٠
عامين مضن مُراً مُظلماً موحشاً بطئياً ثقيلاً وأنت لست بيننا فيه ، عامٌ ليس كالأعوام مملاً طويلاً، وسنة كبيسة حبيسة مخيفة مرعبة ليست كالسنوات فيها الحزن والوباء والبلاء وإلابتلاء وكان أشدهُ على أُسرتك وأهلك فراقك يا تاج رؤوسنا ٠
عامين محملين بالآلام وحرقات الحنين إليك بعدما توسد جسدك الطاهر الثرى فارقتنا تاركاً فراغاً لا يملؤه أحد و حزناً في القلب لا تمحوه الأيام تاركاً ورائك أنفآساً أنهكها الشوق والحنين لرؤيتك وسماع صوتك والتفاؤل بصالح دعائك الجميل٠
أتذكر تفاصيل هذا اليوم جيداً و كأنه بالأمس صدمة .. بكاء .. ألم .. خوف .. همَ الناس حولي .. وجوه من كانوا يصفون الأحداث .. أتذكر كل شيء .. و أكره كل شيء ..أتذكر جيداً ذلك اليوم الحزين
سنة.. علمت فيها معنى كلمة حُزن أدركت ألم الفراق
سنة فقدت فيها كل شيء جميل بقت في قلبي غُصَّة وفي نفسي حسرة على فقدانه حتى وإن ضحكت وتحدثت وخالطت الناس ومارست الحياة فالحسرة والحزن مازالتا تعتصر قلبي!
فـ ليس بوسع أحد أن يملأ الفراغ الذي تركته في حياتي و لا أحد يمكنه أن يعوضني عن رحيلك و لا مواساتي و لا فهم ما أشعر به إلآ من ذاق طعم الفراق شئ فيّ مات بموتك
في غيابك تبدلت كل الحروف ومات الكلام ، في غيابك يا سيد الرجال حل ظلام حالك أرهق قلوبنا، في غيابك،تركت فينا ضجيج يطحن عظام صدورنا في غيابك، زلزال تقشعر له الأبدان ٠
أبا هيثم يا سيد الرجال وأشرفها
كُنا نرا فيكَ حاضرنا ومستقبلنا
كُنت لنا السند والعزوة والفخر
وجودك طمأنينة ورحيلك كسر وفجيعة
كُنت جباراً كاسِحاً وقائداً فذاً
شهد لك الجميع وكل من كان بقربك وكل من عرفك في وطننا الحبيب
تشهد لك أراضي الميدان يا فارسها أسمك كان كبيراً بحجم الوطن
إشتاق اليك الميدان يا ذاك الرُمح الأردني الأصيل الشامخ بافعالك وأقوالك
سموت في عطائك فوق كرم الكرماء وفي شجاعتك فوق شجاعة الشجعان
كبيراً عشت وكبيراً رحلت أنت الذي ما وقفتَ يوماً على قارعة المواقف؛ فقد كنتَ دائماً أنتَ الموقف.
ولذا رحلتَ واقفاً.. نظيفاً.. شريفاً.. عفيفاً ...طاهراً و جاء موتك خفيفاً بقدر خفة روحك كنت من تملأ البيت عطفاً و بهجة كـآن لا يضاهيه أيّ بيت
اليوم لم يبقَ فيه من بعدك إلآ طيفك و أثرك لا أجد كلمة تناسب حدث غيابك فقد رحلت على حين غفلة أيُّ موتٍ هذا الذي يستطيعُ أن يأخذك دُفعةً واحدة وكيف كيف يموت مَن كانت له قامة كقامتكَ وهامةٌ كهامتك
كيف يموتُ مَن كان قدوتنا و سبب فرحتنا
ولأنك سيد الكلمة وفارسها ؛ نكتب عنك واليك على خجل ...!
ولأنك في حضرة الملوك كُنت شهماً كريماً طيباً ؛ نستميحك العذر في أن نكون شيئاً ...!
لقد كُنت لنا بياضاً حين كانو سواداً حالكاً ، لكنك تعجلت الرحيل كثيراً ...!
ولكن إيماني بأننا ما نحن على هذه الأرض إلا ضيوف عابرون كثيرٌ هم الذين عبروا من هنا ورحلوا نسياً منسياً وقليلٌ من عبروا وتركوا أثراً طيباً أنبت من الشجر أنفعه فلا يمر به جائع إلا وشبع من ثمره ولا مستظل إلا وتفيأ كرمه وحنوه.. كثير من مروا على الأرض ودمروها، أو وكأنهم لم يمروا، وقليل هم الذين عمروها كرماً وطيباً وأنت أندرهم يا والدي
فمشاهد الصلاة عليك وذلك الجمع الغفير من البشر الذي فاضت به ساحة المقابر بشر لا أعرف كيف ملكتَ قلوبهم للحد الذي تفيض أعينهم من الدمع حزناً عليك وتسمو قلوبهم بدعوات لك
لم تترك فقيراً أو غنياً، صغيراً أو كبيراً، إلا وتركت في ذاكرته طيب الذكر والأثر والذين رافقوك
ألماً ودمعاً حتى دفنك.
عرفت حينها أنني كنت أعرف جزءاً يسيراً من طيبك
كم أتمنى يا والدي ، أن يعود بي العمر للوراء، لأعيش معك من جديد وأنعم بقربك أكثر و أكثر .لو تعود ولو للحظات لأخبرك كم أحبك، وكم أنت غالي في قلبي، وكم كنت نور الحياة و زينتها، وكم هي الحياة تعيسة في غيابك
ليتك تعود يا والدي فكم أفتقدك في حياتي .سئمت دوري في هذه الحياة تعبت من التمثيل عما هو حولي كرهت دوري في رسم البسمة على وجهي كي لا يشعر أحد بما بداخلي وأنا أضعف بكثير من كل هذا شعور فقدانك مؤلم
شكراً على كل شيء فعلته من أجلنا
ستبقى ذكرى جميلة معي و في قلبي دائماً أنت في جسد كل منا كائن موجود لم تمت أبداً
أخيرا لا أقول إلا ما يرضي الله والرسول صلّ الله عليه وسلم
إنا لله وأنا اليه راجعون
اللهمُ أبدلهُ داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وأدخلهُ الجنة واعذهُ من عذاب القبر ومن عذاب النار
اللـهـمُ عاملهُ بما انت أهله
ولا تعامله بما هو أهله
اللـهـمُ أجزهِ عن الإحسان إحساناً وعن الأساءة عفواً وغفراناً
اللـهـمُ إن كان محسناً فزد من حسناته وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته
اللـهـمُ ادخله الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب