نيروز _ كان الواجب العسكري للشهيد يعقوب في معركة الكرامة مراقبة تحركات العدو لتمرير مواقعه للقوات الأردنية لرميها. ولدقته المتناهية برصد مواقعه في معركة الكرامة وتمريرها ومن ثم قصفها من قبل الجيش العربي، إرتأت قوات العدو أنه لابد من التخلص منه، فكشفوا موقعه، وتم تطويق "التلة" التي إتخذها مركزا له.
ضيقوا عليه الخناق، وكان برفقته جنديان، فاشتبك ثلاثتهم بالأسلحة الفردية مع قوات العدو حتى نفذت ذخيرتهم. لم يبقى لديهم سوى وقت قصير، آثر فيه أن يحث رفاقه على الشهادة في سبيل الله والوطن.
وكان هدفهم تخليص الأرواح، عبر عملية استشهادية نبيلة. وفي حين وصل إليه العدو، وكانوا أكثر من فصيل، أتلف كل مالديه من أجهزة وخرائط ومايلزم لعمله كضابط ملاحظة. ولم يبقي لديه سوى جهاز واحد مرّر من خلاله مكانه للقوات الاردنية كهدف.
حاصروه أكثر فأكثر، حتى وصلوا إليه تماما، فأوعز لكتيبة المدفعية برمي الموقع قائلا: "موقعي محاصر، اقصفوه حالا". تلك الضربة التي أسهمت بتحقيق النصر المؤزر للجيش العربي على العدو الصهيوني في موقعة الكرامة.
ومما هو جدير بالذكر أن هذه العملية التي تسمى عسكريا بـ"هدف تخليص الأرواح" كانت الأولى من نوعها في تاريخ حروب العالم.
رحم الله الشهيد البطل خضر شكري يعقوب ورفاقه الذين قضوا معه..