في سيرة حياته رائحة البارود وإخلاص الأمين وصورة الفارس الشجاع وشموخ العقاب فيما تحمل ذكرياته صور القدس وحيفا وفلسطين ومعها ذكريات لأربعة ملوك وتاريخ مشهود منها صورة الملك الشهيد المؤسس عبداللّٰه بن الحسين وهو يجهز الجيش العربي للدفاع عن فلسطين والقدس.
من الشوبك التي ولد فيها وتدرب على حمل السلاح وهواية الصيد وحب وعشق وتراب الوطن.
انتقل إلى ميادين القوات المسلحة في الجيش العربي في ١٩٤٤/٣/٢٦ وقد اصطحبه العميد المرحوم محمد مطلق الهباهبة للتجنيد فتلقى تدريبه العسكري الأولي في صرفند بفلسطين ثم بعدها تم إلحاقه بالحامية الأولى في حيفا والتي كان يقودها أحمد صدقي الجندي لكفاءته ألحق بدورة تدريبية في فنون الرماية وحاز فيها على المركز الأول على اثرها تم ترفيعه إلى رتبة عريف.
والرماية هي إحدي الفنون التي اتقنها وبكفاءة عالية وقد كان محط اهتمام القادة بالرعاية والاهتمام ، ومن هذه الصور ان اللواء عبدالقادر الجندي مساعد كلوب باشا قد اطلع على سيرته ( إضبارته الشخصية) ولكفاءته قرر نقله من معسكر _خو_ في الزرقاء إلى الكتبية الهاشمية في بيت لحم وعندها نشبت حرب عام ١٩٤٨ كان حابس علي ذياب يرابط في القدس وقد كانت منطقة مسؤوليته حماية المنطقة من باب الخليل وحتى باب الساهرة وفيها أبلى بلاءً حسناً يده على الزناد وتطلق الرصاص على كل من اقترب من أسوار القدس وجوارها وتحقق له ذلك فقط سقط على يديه الكثير من الغزاة الذين حاولوا اقتحام أسوار القدس.
ومرة أخرى ولكفاءته في الرماية فقد تقرر نقله إلى مجموعة الحرس الشخصي للملك المؤسس رحمة اللّٰه وفيها يعتبر الشوبكي ذكرياته من أحلى سنوات الخدمة العسكرية. بما فيها من ذكريات محببة على قلبه، فعلاوة على شرف الخدمة هنالك الدروس والمهام التي اقتبسها من جلالة المغفور له الملك عبداللّٰه الأول ويقول تعلمنا منه الصلابة في طلب الحق وسداد الرأي ولمحافظة على الصلاة وقد كنا نصلي الجماعة مع جلالته وكان يتفقدنا في صلاة الفجر وتعلمنا منه ركوب الخيل وحب الشعر العربي وكراهية التدخين.
وفي مطله خمسينيات القرن العشرين ونظراً لكفاءته ونشاطه المتميز فقد الحق بدورة المرشحين وتخرج فيها بالترتيب الثاني على الدورة وحصوله على جائزة الرماية والتعبئة العامة ثم نقل بعد التخرج إلى الكتيبة الثامنة التي كان يقودها المقدم كامل عبدالقادر وقد كان عسكرياً محترفاً واقتبس منه كثيراً من الأصول والتقاليد العسكرية.
ولسمعة الشوبكي وكفاءته وأمانته فقد نقل إلى كتبية الحرس الملكي الآلية الأولى وبطلب من المغفور له الشريف ناصر بن جميل وبقي فيها حتى عين قائداً لها.
كان الشوبكي حاضراً لحظة اغتيال الملك المؤسس في المسجد الأقصى وقد دخل إلى المسجد بعد سماع الطلقات وشاهد الشهيد وهو مسجى فيما كان شاب يصوب المسدس نحو الأمير الشاب ( الملك الحسين) وعلى الفور رد عليه حابس بالرصاص فأرداه قتيلاً بخمس عشرة رصاصة سقط على أثرها قتيلاً، بعد تفتيشه وجد في جيبه حجاباً مكتوباً عليه ( اقتل إنك من الآمنين).
وفي ذكريات العقيد حابس علي ذياب الجميلة ليلة ميلاد جلالة القائد الأعلى الملك عبداللّٰه الثاني، فيقول ليلة ميلاده وجه المغفور له الملك الحسين خطاباً إلى الشعب الأردني والأمه العربية أعلن فيها إنه رزق( بعبداللّٰه) لخدمة شعبه وأمته وقد نذره لأداء هذا الواجب العظيم وقد احتفل أبناء الجيش العربي بالوحدات العسكرية والتشكيلات وفي عمان والمدن الأردنية بميلاد الملك عبداللّٰه الثاني.
ويضيف الشوبكي وهذا اليوم قد جاء ونحن نحتفل به وهو يتولى المسؤولية الأولى وقد وفى النذر الذي نذر له ونتمنى له العمر المديد والحياة السعيدة مباركين له بهذه المناسبة.
تمتلئ الصفحات بذكريات كثيرة وتفاصيل عديدة مليئة بالدروس والعبر وحقائق التاريخ الذي يمتد قاربة ثمانين عاماً من تاريخ الأردن وقواته المسلحة.