بكل الإيمان بالله والتسليم لأمر الله وبصبر المؤمنين وإيمان الصابرين أنعى أمير الإنسانية وشيخ الدبلوماسية الأمير العربي القومي المؤمن الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة الذي انتقل الى رحمة الله صابراً راضياً مؤمناً وهذا هو حكم الله وهذا أمر الله.
وإنني إذا أحتسب عند الله تعالى فقيدنا الغالي فقيد الأمة والوطن أدعو الله تعالى أن يشمل الفقيد بعظيم الرحمة وأن يلهم الأشقاء في الكويت وأبناء الأمة العربية والإسلامية وجميع المحبين له في العالم من القادة والشعوب الصبر وحسن العزاء.
فالشيخ صباح الأحمد يكفي أن تكتب أسمه فقط في محركات البحث لتحصل على عشرات الألقاب التي يسموا كل واحد منه على الأخر، إلا أن لقب أمير الإنسانية يختزل كل تلك الألقاب . وسطي الموقف، قوي المنطق، صلب وحازم في الحق، رفيق ولين في المحن، كلمات كبيرة تنحني تواضعا أمام رجل لم يكتف بأن يكون راعيا أمينا لشعبه فقط، بل حارسا عروبيا ينتفض لنصرة ومساندة أي شقيق له بالدم واللغة. فمنذ توليه مقاليد الحكم في دولة الكويت غدى فقيد الأمة رمز عربيا ودوليا في تسوية الخصومة بين الفرقاء، ومد يد العون لكل من قال أنا عربي، كان رحمه الله محبا للأردن وشعبه، وتجسد هذا الحب بعلاقات ثنائية قل نظيرها عربيا وحتى دوليا.
لم تكن الوساطة بين أطراف النزاع هي وحدها ما ميزت الشيخ صباح عن غيره من قادة العالم، فالمبادرات السياسية التي ساهمت في حل الكثير من الخلافات بين الدول إقليميا وعالميا كانت ولا زالت شاهدة حتى اليوم على حنكة وحكمة قائد عربي فذ.
أما إنسانيا فيد دولة الكويت البيضاء بقيادة أميرها الشيخ صباح امتدت وما زلت في كل بقعة عربية تشهد أزمات انسانية أو أمنية، فلا يخلو على سبيل المثال لا الحصر مخيما للاجئين أو النازحين في الدول العربية من مساعدات كويتية صحية كانت أو غذائية أو تعليمية ليس ذلك وحسب بل كانت تلك المساعدات تحظى باهتمام الأمير الراحل.
رحم الله ابو ناصر الأب والأخ والقائد والإنسان, وسوف تبقى روحه معنا وبيننا ولن يغيب عن قلوبنا وأرواحنا .