كتب الأستاذ الدكتور محمد سالم الطراونة رثاء بزميله الدكتور عوض الذنيبات:
ليته حِلْمًا لا عِلمًا يا عوضُ، ليت خبريّة البلاغة تقول لي لا تصدّق كلَّ خبر فأوقِف سلسال الحزن والدّموع السّواجم عليك يا عوض، وهل نَفادُ الدّمعِ من جفنيّ يفيك حقّك يا توأم روحي، ويا صديق العُمرِ، ما خَطْبُكَ يا عوض، هل سِئْمتَ من سِفْر الحياة، وأردت اللَّحاق برّكْب الرَّاحلين إلى الحياةِ الأزليّة حيثُ لقاءُ الأحبّة الّذين أودعناهم عند الحيّ الّذي لا يموتُ ماذا أقول يا عوضُ، وهل فراقُك سهلَّ أيُّها الصّديق الصّدوق الصّادق، ليتني لم أعرفِك يومًا يا نقيّ السّريرة، وهل لي من عِوَض عن عوض؟!، فراقُك عطّل حروف توازني فإخالُ نفسي في صحراء الضياع أنادي وأصرخ بأعلى صوتي عوض عوض عوض لماذا أصررت على فتح دفاتر أحزاني لِمَ لا تنتظر قبلةُ الوداع الأخيرة على محيّاك البسّام لأطبعَ توقيع الأخوّة والصّداقة الحميمة. كيف أسلوك وأنساك وأنت المروءة والقيمة الخُلُقيّة في أبهى تفاصيلها، كيف لي أنَّ أطوي صفحة الذكريات، وقد تجذّرت في حنايا روحي، بفقدك فقدتُ نصفيّ الآخر، عوض يا حكاية مودة كركريّة على أنغام تموسقات الشيّخ والأقحوان والدّحنون، عوض أرى طيفك في قاعات الدّرس ورُحاب جامعة مؤتة، ما زالت حروفُك تترى في مسامعي وفيها نبُل ووفاء فكيف لي أنْ أُقابل وفاءك، ليتني أنساك، لكنني أستدرك وأقول مهلًا يا محمّد: نسيان عوضٍ خيانة، وعدم نسيانه أمانة لقاء وفائه وطيب نفسه، عوض أرجو المعذرة فصدمة الخبر وإيقاع الحزن أوقعني في معرّة الصّياغة اللُّغويّة الّتي تصوغها دموعي الحرّى بمداد الحزن المعتّق على الرَّاحلين، وعزائي بك أيُّها الحبيب الغالي ذكرك الطّيب فصاحب الذكر الطيّب يعيش حياتِّيْن رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جنّانه فلا تبتئس أيُّها الصّديق فلقد حللت على أكرم ضيف هو الله سبحانه وتعالى أكرم به من مضيف، تغمدّك الله بواسع رحمته وإلى جنان الخلد بإذن الله تعالى يا أبا معاذ.