من مدرسة قرية مرصع الثانوية لمع نجم الشاب الاردني المهندس سائد الخوالدة ليصل سماء جامعة هارفارد الاميركية.
30 بحثا علميا قدمها الخوالدة في مجال تصميم وتطوير تكنولوجيا الدماغ والاعصاب، الذكاء الاصطناعي، الهندسة الطبية، تكنولوجيا النانو وابحاث السرطان ليثبت للعالم اجمع ان الشباب الاردني قادر على الابداع في مختلف المجالات.
عمل الخوالدة على تطوير تكنولوجيا تمكن المصابين بالإعاقة من الطباعة على الكمبيوتر بالتفكير بالحروف والكلمات وبدون استخدام أي (كيبورد) عن طريق استخدام إشارات الدماغ للتحكم بالحاسوب وطباعة أحرف وكلمات.
في العام الماضي عمل الخوالدة كباحث في موضوع تصميم الأجهزة الطبية حيث قام بتصميم جهاز طبي بـ «المايكرو سم» يساعد على زراعة الخلايا السرطانية هناك ومن ثم تعريضها للأدوية المختلفة كي يشاهد تأثرها بها وكيف تقاومها عن طريق قياس كمية الأدوية التي تبقيها داخلها وكمية الأدوية التي تتخلص منها الأمر الذي يشير الى مدى مقاومة الخلايا السرطانية لنوع معين من الأدوية.
يحظى تصميم وتصنيع أجهزة الكترونية بـ»المايكرو» و«النانو سم» باهتمام الشاب الخوالدة والتي يوجد لها الكثير من التطبيقات الحالية مثل النانو روبوت التي تستطيع الذهاب في جسم الانسان الى الخلايا السرطانية فقط وتدمرها وتترك الخلايا السليمة بدون ان تحدث أي ضرر فيها.
وسينتقل الخوالدة إلى جامعة اكسفورد ليقوم بعمل بحث عن زراعة مجسات عصبية في الدماغ لتمكين مرضى الشلل الرباعي من التحكم بأطرافهم الروبوتية فقط من خلال التفكير.
ويبين الخوالدة لـ»الرأي الشبابي» انه عمل مدرباً وباحثاً في مركز ماكس بلانك الألماني لأبحاث الدماغ، حيث استخدم جهاز التصوير المغناطيسي والذي يساعد على الحصول على اشارات الدماغ الكهربائية مع الصور الدماغية ليساهم بفهم العلاقة بين إشارات الدماغ الكهربائية وتغير تدفق الدم بالدماغ عند قيام الأشخاص بعمل بعض الوظائف (تحريك اليد، إغماض العينين وفتحهما، التفكير في شئ معين).
ووفقا للخوالدة هذا البحث يساعد في استخدام ما يعرف بالكتابة في الدماغ عن طريق إرسال إشارات كهربائية أو مغناطيسية لأماكن معينة في الدماغ الأمر الذي «يمكننا من تعليم الأشخاص لمهارات معينة فقط عن طريق إرسال إشارات كهربائية أو مغناطيسية الى أدمغتهم؛ حيث يمكن ان تختفي الحاجة الى الدراسة أو التعلم».
مشروع آخر عمل عليه الخوالدة وهو زراعة خلايا دماغية حجمها بـ «المايكرو سم» ودراستها باستخدام التصوير المغناطيسي والمجسات الكهربائية، ما «يساعد على فهم كيف تتفاعل خلايا الدماغ مع بعضها البعض وكيف تترجم السيالات العصبية الى إشارات كهربائية نستطيع دراستها» بحسب الخوالدة.
حصل الخوالدة أخيراً على منحة كاملة لدراسة الماجستير في هندسة التكنولوجيا الطبية، ويعمل حاليا بمركز أبحاث فرنسي مختص بدراسة الدماغ البشري. وهو يعمل حاليا على تطوير تكنولوجيا طبية لتشخيص سرطان الدماغ بشكل أتوماتيكي كامل دون الإستعانة بعامل بشري.
الخوالدة خريج هندسة الحاسوب من كلية الهندسة في جامعة البلقاء التطبيقية، تم اختياره عام 2013 مع ١١ شاباً وشابة أردنيين من قِبل السفارة الأميركية في الأردن للمشاركة في زمالة احترافية عن ريادة الأعمال في جامعة إنديانا الاميركية.
يقول «خلال تلك الدورة تعلمنا الكثيرعن اقتصاد ريادة الأعمال، والتقينا برواد أعمال من مختلف بلدان العالم، وفي نهاية البرنامج قمنا بتقديم مشروع لتطوير قطاع الأعمال الأردني ودخلنا في المنافسة وحصلنا على المركز الرابع من بين ٣٠ فريقاً من مختلف بلدان العالم».
وفي عام 2014 شارك الخوالدة ممثلا عن مركز حكاية في ملتقى مؤسسة انا ليند تحت عنوان «شباب من أجل الحوار» جمعهم بشباب واعلاميين مثلوا ٣٠ دولة عربية وأوروبية.
تم اختيار الخوالدة من قبل منظمة اليونسكو عام 2014 ممثلا عن راديو النجاح للمشاركة في المنتدى العالمي للإعلام والتكنولوجيا والذي أقيم في جزيرة بالي الإندونيسية حضرته هيئات إعلامية دولية ومحلية من 30 دولة حول العالم.
اختير الخوالدة و ١٠ آخرين من بين ٢٠٠٠ طالب عربي تقدموا بطلبات للمشاركة في زمالة تدريب في أميركا عام 2015 في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفاد.
ولم يغفل الخوالدة مع دخوله الجامعة العمل التطوعي والشبابي، حيث أسس عدداً من المبادرات الشبابية من أبرزها مبادرة Beyond Borders والتي كانت تنظم أنشطة مختلفة لكل من الشباب الأردني والطلاب الأجانب في الاردن للتبادل اللغوي والثقافي، بالإضافة الى تطوعه مع العديد من المؤسسات والهيئات الشبابية الأردنية.
ومنذ سنة بدأ مبادرة فردية لتوعية الشباب الاردني والعربي بالمنح والزمالات وفرص التدريب في الدول المتقدمة ودعمهم لتحصيل هذه المنح، حيث قام بعمل فيديوهات لشرح هذه الامو، هادفاً من وراء ذلك إلى أن «يكون لدينا أكبر عدد من الباحثين العرب مستقبلا».
الرأي.