الشهداء أنبل بني البشر ... الشهداء انشودة الوطن وقلادة مجد ووسام عز على جبينه، الشهداء ملح الارض وعبير الجنة ومسكها، فقد سطروا أسماءهم بأحرف من نور في صفحات المجد والتاريخ، رحم الله شهداء الوطن ... وسلام على ارواحهم الزكية وقد افلح من زكاها ..
من يرقا "قرية الأوائل" كانت الولادة عام 1949 وقد عانى كأبناء جيله من قسوة الحياة ، ومسه شظف العيش، ولطالما تبدى عليه النبوغ منذ نعومة أظفاره، ولاح له عقل يسابق عناد الحياة، فقد كان أول الملتحقين بمدرسة المرشحين ..من ابناء تلك القرية الوادعة ..
لقد تمكن من ملء مكانه عن جدارة واقتدار، حتى غدا واحد من القادة النوابغ والدرر اللوامع ، الذين جسدوا الوطنية بأسمى معانيها فكان مثالا يحتذى في الإخلاص والانتماء ... والاستعداد للتضحية والفداء، وتحمل المسؤولية بكل شجاعة واقتدار، والالتزام بروح الجندية ونواميسها، وهو من الذين ارخصوا أرواحهم للذب عن حياض الوطن يوم لحق أمنه كريهة وجفيلا.
في الثاني من تشرين ثاني 1989 فيما كان الشهيد البطل محمد العبادي يتهاوى في غور الصافي، حين تحطمت الطائرة العمودية التي اقلته .. وكوكبة من نجوم الجيش العربي، كانت يرقا التي استمد منها شموخا وكبرياء، على موعد مع غمامة تفوج عطرا ومجدا، وحين غادر ذاك السيف قرابه لم تبك يرقا وحدها ... بل بكاه الوطن من طرته إلى درته ومن غوره إلى اجفوره ..
يا أبا فراس ..
سلام على الراحلين جسدا، الحاضرين روحا، سلام لروحك الزكية واياديك النقية، بعدد ما بكتك الأعين ودعت لك الألسن، فلا تظن أنك تنسى، فطيفك لم يزل يوخز ذاكرة اهلك وقبيلتك ورفاقك .... كلما نسنست نسائم الذكرى، ووقع خطاك لا زال يسمع.
والله نسأل لك الرحمة والمغفرة، وأن يجمعك مع الانبياء والصديقين في مقعد صدق عند مليك مقتدر ..