النرجسية والانا تقتل المسؤول، وتبقي المؤسسة،تماما كما هي حال الدكتاتوريات،تذهب وتبقى الاوطان، حيث يعاني معظم المسؤولين، وأصحاب القرار، في العالم الثالث بشكل عام والوطن العربي بشكل خاص، من عقدة الأنا وحب الذات،والنرجسية، معتقدين انهم هم الصواب،وغيرهم الخطأ، وعلى المرؤوسين ان ينفذوا تعليمات المسؤول الملهم، ولا يقبلون النصيحة من حريص على مؤسسته،و محب صادق يريد للمسؤول، و مؤسسته الخير، بظنهم ان الكل ادوات لتحقيق غرورهم الشخصي،ثم ياخذهم الغرور الى ابعد من ذلك، فتصفيق المتنفعين من حولهم ، والذين سرعان ما ينعقوا فرحًا لحظة سقوطهم، تماما كما رفعوا اشارات النصر ،وهزوا الرؤوس بالموافقة على كل ما يقولون وهم على كرسي المسؤولية ، وهذا ما يجر الكثير من البلاد ومؤسساتها الى الهاوية - فكم من حاشية اودوا بدولة وحاكم حينما حجبوا الحقيقة عنه ؟ .
ان قبول النقد هوعلامة القوة للشخص المسؤول - لا بل يعزز موقعه ومكانته بين مرؤسيه ، ويعزز الثقة المبنية على المودة والاحترام والعمل بروح الفريق الواحد وإسقاط نظرية العمل بالمراقبة ويصبح الدافع الذاتي هو المحرك للعمل ولا يزال البعض وهم على سلّم المسؤولية مدير فقط وليس قائداً ، ولا يدرك الفرق بين ان يكون قائداً وبين ان يكون مديراً وهذا ما يجرنا من فشل الى فشل وقد حثَّ ديننا الحنيف على النصيحة " فرحم الله من اهدى الينا عيوبَنا الا وان الكثيرَ من المسؤولين اتخذ اداء الفرائض غطاءً أمام الناس وتصرفاته تنافي قلب الدين وروحه وكما قيل ان اردت ان تكسب عاطفة الناس ارتدي رداءَ الدين ,
علينا جميعا إن اردنا النهوض ان نبدأَ من أسَرِنا وبيوتِنا بقبول النقد والحوار ولا نهدد ابناءَنا إن خاالفونا بالحرمان والعقاب فينشأ جيل يعبد المسؤول نفسه ما يخالف الطبيعة البشرية التي آمنت بالحرية دون المس بالآخرين ، وهنا نكرس وتكرَّس العبودية من البيت الى المدرسة ثم الجامعة فالوظيفة ولذل إن صدقنا القول وعزمنا على التغيير للافضل يجب أن نحرص على ألا نكون منظرين بل نطبق تلك الاقول والشعارات الحميدة والتي يجب ان نتحلّى بها امام المسؤول فلا نقلب الصفحة فور مغادرة المسؤول ونعود الى زيف السلوك و الانتهازية وهذا يثبِت مدى التناقض الذي تمنعه وتجرِّمه الصحة البدنية والنفسية لتكوين الآدميين
ولما سبق فإن ما أسهبت’ به سالفاً لا يعطي بمكان حجة لمتقاعس او متخاذل في اداء واجبه وان يتخذ من نرجسية المسؤول ذريعة في التقصير في اداء واجبه ولكي نكون صادقين مع انفسنا ؛ علينا ان نقوم بواجبنا على اكمل وجه فما بين ايدينا من عمل هو امانة ’نسأل عنها أمام الله عزَّ وجل والامانة عرضت على السموات والارض واستثقلتهما فكيف بنا نحن البشر !
علينا جميعا ان نساهم في النقد الايجابي الهادف لتحسين الاداء ، وتعزيز الجبهة الداخلية في الاسرة - في المؤسسة ، ما يعزز بقاء الوطن عالياً منيعاً ويشعر أي مسؤول في ان هناك من يقول له كلمة الحق مقتديا بنهج ديننا الحنيف وهو من اعظم انواع الجهاد بكلمة حق في وجه سلطان جائر وكل من تولى أي مسؤولية ينطبق عليه هذا ولا يقتصر على الحكام .
هذه ظاهرة ادارية نحتاج الوقوف عندها ، ومراجعة انفسنا من اجل اوطاننا ان كنّا بحق ننتمي إليها ولسنا متكسبين ومتنفعين ,,,, فنسير في دوامة إن تعرضت عجلة الحياة الى أي هزة كانت .