أنجزت جامعة البلقاء التطبيقية، تصميم وبناء منبر المسجد الحسيني، الذي يحاكي منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى المبارك الذي جاء بتوجيهات ملكية سامية، عقب تعرض المسجد للحريق عام 2019.
وكان سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، زار المسجد الحسيني الاسبوع الماضي، حيث ثمن سموه جهود الفريق المنفذ لتصميم وبناء المنبر وزخرفة المحراب والمسجد، التي تكللت بإنجاز هذه التحفة الفنية الإسلامية في وقت قياسي وبدقة عالية.
وقال رئيس الجامعة الدكتور عبدالله سرور الزعبي خلال حفل تكريم لكافة كوادر الجامعة التي أنجزت تصميم وتنفيذ وتركيب المنبر وزخرفة المحراب والجدران والاعمدة في المسجد الحسيني ، إن إنجاز هذا المنبر جاء بتوجيهات ملكية، لتقوم سواعد كوادر الجامعة بتنفيذ المهمة ، خلال فترة زمنية قياسية، حيث وصل عدد ساعات العمل المتواصل للفريق المنفذ ما مجموعه 5620 ساعة عمل لجميع أعضاء الفريق، ليتم العمل على درجة عالية من الدقة وجمال الزخرفة والهندسة الإسلامية الفراغية، وليتزامن هذا الإنجاز مع احتفالات المملكة بمئوية الدولة الأردنية.
وأوضح أن الجامعة قامت بإعادة زخرفة المحراب والواجهات الداخلية للمسجد والأعمدة السبعة التي تتوسطه وطلاء السطح والواجهة الخلفية، وذلك بهدف إعادة تأهيل المسجد من الداخل بالكامل.
وحول طبيعة ومراحل العمل في شقيه التصميم والتنفيذ، بين الزعبي أن العمل في المنبر بدأ بإجراء المسح الميداني وأخذ القياسات مع المحافظة على الأبعاد الموجودة أصلاً، ثم وضع التصاميم الهندسية ليشكل هذا المنبر الجيل الثالث من المنابر ذات الطراز الإسلامي والتي صممت في جامعة البلقاء التطبيقية، مع الحرص على المحافظة على محاكاته لمنبر صلاح الدين الأيوبي في المسجد الأقصى المبارك ومنبر مسجد الملك الحسين طيب الله ثراه.
وأشار إلى أن اختيار خشب الجوز والبلوط الطبيعي بالإضافة إلى خشب السويد وخشب الوينجا جاء لتنفيذ العمل على أتم وجه لإبراز جماليته، مبينا أنه تم استخدام 3 الاف قطعة خشبية بتصميم هندسي (جيوميتري) مع إدخال رموز هندسية تعكس رمزيات دينية ووطنية، حيث جرى اختيار نجمة اثنى عشرية تعكس عدد حروف "لا إله إلا الله" وعدد حروف "محمد رسول الله" وتشير في ذات الوقت إلى عدد محافظات المملكة، واختيار نجمة ثمانية مستوحاة من الآية الكريمة (ويحملُ عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية)، إضافة الى اختيار شكل النجمة السباعية وهي نجمة العلم الأردني وتشكل السبع المثاني (سورة الفاتحة) وترمز كذلك إلى عدد جبال عمان، ومكررة خمس مرات على جانبي المنبر بشكل متناسق مع حجم المنبر، لتمثل بذلك عدد الصلوات اليومية.
وفيما يتعلق بمراحل العمل في محراب المسجد، بين الدكتور الزعبي، أنه تم تصفيح المحراب بقطع خشبية بلغ عددها ألف قطعة مزخرفة بالأشكال الهندسية، مع الحرص على أن تكون متناسبة مع لون الحجر الأصفر الموجود أصلاً والأعمدة المجدولة المقامة منذ 100عام للحفاظ على عراقة المكان.
كما جرى وضع تصميم هندسي مفرغ للإنارة على جانبي المحراب، واستخدم لذلك 450 قطعة خشبية مزخرفة بالهندسة الفراغية، لتعكس جمال الإنارة، بالإضافة إلى تركيب 240 قطعة خشبية مزخرفة ومغطاة بقشرة خشب الجوز لزخرفة الواجهات الثلاث الرئيسية (واجهة المنبر والمحراب، وواجهتي يمين ويسار المنبر)، وبمساحة إجمالية بلغت 384 متراً مربعاً للواجهات الثلاث، وبزخرفة إسلامية أدخلت فيها النجمة الثمانية.
وحول أعمال الزخرفة للأعمدة السبعة التي تتوسط المسجد، بين رئيس الجامعة، أنه تم تصميم وتنفيذ الأعمال الفنية المطلوبة لهذه الأعمدة الموجودة في المسجد لتعكس الهندسة الجمالية.