الفريق الركن المتقاعد متعب وصيوص فهد طراد القمعان الزبن تتزاحم الكلمات علي بوابة مجد تليد صنعه قادة عظام افذاذ ... وتلوذ بستار الحياء عبارات تروي تاريخ رجال نوابغ، أوفوا بعهودهم، وصدقوا في وعودهم، وأخلصوا في عملهم، وما فارسنا القائد اللامع، المتميز بالاناقة الفكرية والجسدية المهابة المتواضعة..إلا واحد من هذا السرب الجامع من اولئك النجوم المضيئة في سماء الوطن .
من نتل واحدة من قرى بني صخر الشامخة بشموخ رجالاتها النبلاء، صقور الصحراء ، اصحاب النفوس الشماء، ولد فارسنا في العام 1947 ... ولان الكلية العسكرية هي قبلة الطامحين في تلك الفترة فقد التحق فيها عام 1968 عن رغبة وإلحاح، ليتخرج منها برتبة ملازم .
خلال خدمته العسكرية التي تميزت بالانضباطية والمهنية الاخلاقية العالية... والصدق في الانتماء والتميز في العطاء، تقلد مناصب قيادية كان اخرها نائبا لرئيس هيئة الاركان، واحيل على التقاعد برتبة فريق في العام 2007 .
اعتنق الوطنية ورسم خريطة الوطن في قلبه، في عمله الامانة تعانق المهارة والاخلاص، لحضوره هيبة الأبطال، ولنظرته حدة الصقر، لم يكن يحابي على حساب العمل، وكان يقدم الاكفاء ويحفزهم، ويحاسب المقصرين، لم تعرف الاقليمية والجهوية اليه سبيلا، ولم يكن يسعى الى شعبية آنية زائفة، يقف امام الجميع على مسافة واحدة، ولربما لم تكن تلك المواصفات القيادية مستساغة ومحببة لدى الجهلة والضعفاء في مهنهم.
حين ترجل فارسنا عن صهوة القيادة العسكرية لم يخلد إلى الراحة والاستجمام .. بل خاض معترك الحياة المدنية والدبلوماسية ... فقد عيّن مديرا للجمارك، وبعدها سفير لدى سلطنة عمان.... فلم يكن ذاك التكريم إلا عرفانا وتقديرا لجميل صنائعه، وليثبت حقيقة ناصعة ان العسكر هم أهل سيف وكلمة، وعمالقة فكر ويقظة.
الدكتور متعب الزبن، ما اغوته المناصب، ولا اغرته المراتب لأنه أكبر منها جميعا وهي امامه قميئة، له من سمو القدر، واتساع الصدر، ونبل الهمة ورعي الذمة، اتصف بالايثار بما ملك، ووشحه الوقار أينما سلك، له في عيوننا وقار العالم، وفي فكرنا نموذج الرائد القادر، إذ حصل على الدكتوراه في الدراسات والتاريخ الاسلامي ..
صدر له العديد من المؤلفات أهمها كتاب "الإرهاب فكر مذموم وخنجر مسموم، والجهل به لا يعفيك ولا ينجيك ".. وكتاب " البناء الاستراتيجي للدولة الاسلامية "... وكتاب .. " أثر الارهاب على الأمن والسلم العالمي" وكتاب "أمة تستفيق في احضان المحن" وآخرها.. " العلاقات السرية بين أمريكا وإسرائيل وإيران وانعكاسها على الوطن العربي" ..
تحية إجلال واكبار لهذا الفارس الوطني الصخري النبيل المعتق كماء زمزم، الباشا أبا رعد، والدعاء للعلي القدير أن يمتعه بموفور الصحة والعافية .