كانت مبادرة من جلالة الملك عبدالله الثاني بتخصيص يوم الشهداء السبعة يوما للمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين ،وقد كانت معركة الشهداء السبعة في يوم 15 شباط 1968م ، وحدث هجوم شامل بالمدفعية والطائرات على الواجهة الشمالية لحوالي ثمانية ساعات ، وتصدت قواتنا للهجوم ببسالة وصمود ، ويحق لنا ان نسمي هذا اليوم بالكرامة الصغرى ، وكان يوم 21 آذار 1968 هو يوم تأبين الشهداء السبعة لمرور اربعين يوما على استشهادهم ، فكان الهجوم الشامل الجديد بالطائرات والمدفعية والمظلليين والدروع على جبهة امتدت لمائة كيلومترمن جسر الامير محمد وحتى غور الصافي جنوبا . فكان التأبين متوجا بنصر الكرامة
الكرامة معركة النصر المبين لجيشنا العربي الاردني ، مثل كل معارك جيشنا منذ تأسيسه عام 1921والى اليوم ،فهو جيش الوطن الذي يسيج الاردن بالنار وبالعين الساهرة لمنع اي اختراق لامنه أو سيادته .
وتكريم المتقاعدين والمحاربين العسكريين هو استذكار للانجاز بسواعد هؤلاء الرجال من شهيد وجريح ومحارب وبان ومدافع ، والوطن الاردني هو وطن الانسان والقيادة ،الذي يتطلع للمستقبل الافضل ويعتني بالانسان الاردني وخاصة تلك العناية بقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية التي تتصل بالعناية بالاسرة وبتعليم الابناء وبالسكن وغير ذلك .
المتقاعدون والمحاربون هم ذاكرة وطنية وشهود على العديد من الاحداث ، ونحتاج الى توظيف الذاكرة الوطنية هذه في إثراء السجل التاريخي للوطن بالمعلومات المؤكدة ، وان نكسب الوقت في التدوين والوصول الى كل الرجال طالما اننا في كل حين نفقد ذاكرة وطنية .
وكان منهج الاحتفال بيوم المتقاعدين والمحاربين العسكريين في بدايته هو انه في كل عام يخصص الاحتفال للتركيز على جزئية من تاريخنا العسكري ، نجمع المعلومات ، والتاريخ الشفوي ، والوثائق والصور، ونشجع الكتابة بالمناسبة ونبني مخزونا معرفيا ، كان اول احتفال برعاية جلالة الملك المعظم هو لاستذكار حرب فلسطين عام 1948 ، واقيم معرض كبير وثائقي بالمناسبة في مركز الاحتفال في قصر المؤتمرات في البحر الميت ،(مرفقا صور منه ) وان يخصص العام التالي لحرب حزيران وما بعده لمعركة الكرامة .. وهكذا ، وتم تنفيذ الاحتفال الاول في يوم 15 شباط من عام 2013 ، ثم انتهى الامر عند هذا الحد ، واستمر الاحتفال فيما بعد بصور مختلفة .
ونحن نحتفل بمئوية الدولة الاردنية هذه دعوة للعودة الى منهج توظيف يوم المحاربين القدامى لاثراء الذاكرة العسكرية وان يكون التكريم لتاريخ الوطن من خلال رجال الوطن ، وان نبني منظومة معرفية ثقافية تاريخية من خلال مؤسسة المتقاعدين العسكريين التي هي في دول عدة هي التي تدير المتاحف ومراكز الدراسات العسكرية .
وهذه مناسبة وطنية نهنئ فيها كل متقاعد عسكري ومحارب قديم ، تهنئة تصل للشخص ذاته او لابنائه واحفاده وكل ذويه ، وهذا هو الاردن دائما بلد الرجال والمآثر النبيلة وبلد القيادة الهاشمية الرائدة والانسان الاردني المعطاء