من اصعب المهام الاعلامية او التقارير الصحفية ان تتحدث او تكتب عمن يتقنون مهنتهم لدرجة الاحتراف , محاولا ان تبحث عن الكلمات التي توفيهم حقهم ولكنك لا تجدها ، هذا بالضبط ما حدث لي عندما فكرت في ان اكتب عن الزميل المستشار الاعلامي المخضرم الاستاذ شفيق احمد سطعان عبيدات عملاق من عمالقة الصحفيين في الاردن ، فقد وجدت نفسي رغم ممارستي للمهنة منذ فترة زمنية لا تتجاوز السبع سنين اكتب بكل جوارحي لكلماته ، وأعترف أن هدفي الحقيقي ليس هو تسليط الضوء عليه بقدر ما هو محاولة للتقرب منه والاستفادة من خبراته الكبيرة في مسيرته العلمية والعملية المفعمة بالإنجازات والموثقة بالمؤلفات العديدة التي ستبقى بصمة في صفحات التاريخ يستنير منها الزملاء الصحفيين وطلبة الصحافة الجامعيين والدراسين والباحثين وكل من لديه اهتمام بقراءة فنون الصحافة في مسيرتهم العلمية والعملية في مجال الصحافة والاعلام .
الزميل شفيق احمد سطعان عبيدات " ابو شادي " من مواليد 1949 بلدة كفرسوم التابعة لبلدية الكفارات في لواء بني كنانة , ويحمل درجة الماجستير في الصحافة , وتقلد العديد من المناصب خلال مسيرته العملية في وكالة الانباء الاردنية , حيث عمل بالوكالة بالمناصب التالية : مندوبا صحفيا , محررا مسؤولا , مديرا لمكتب الوكالة في بيروت , مسؤولا عن تدريب الصحفيين في الوكالة , مديرا لمديرية الانترنت والمعلومات , مديرا للأخبار , مستشارا صحفيا .
اما مسيرته العملية خارج وكالة الانباء الاردنية فكانت على النحو التالي : مندوبا في صحيفة الدستور , مراسلا صحفيا لصحيفة الفجر في ابوظبي , مراسلا صحفيا لمجلة البيان اللبنانية , رئيسا لتحرير مجلة التنمية التي اصدرتها وزارة الاعلام , كاتب مقالات في صحيفة الفجر الاقتصادي , كاتب مقالات في صحيفة صوت الشعب لمدة اربع سنوات , مسؤولا اعلاميا في صندوق الملكة علياء , مديرا للأعلام في وزارة النقل , مستشارا اعلاميا في شركة البوتاس العربية , محاضرا في العديد من الدورات الصحفية , عضوا في نقابة الصحفيين الاردنيين واتحاد الصحفيين العرب , عضوا في مجلس نقابة الصحفيين , مدرسا لمدة خمس سنوات لمادة الصحافة في كليات المجتمع .
زميل عبيدات انعم عليه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين , بوسام " الحسين للعطاء المميز" من الدرجة الاولى في يوم عيد الاستقلال 25 ايار 2011 , و ان هذا الوسام الرفيع الذي حاز عليه جاء بعد ان نقش بإرادة فولاذية في سـجل التاريخ الكثير من محطات الجد والاجتهاد المكللة بالنجاح والموشحة بأجمل وارق المشاعر والاخلاق السامية والتي ستبقى خالدة في سجله الحافل بالإنجازات .
اما عن مؤلفاته التي هي مراجع علمية لطلبة وخريجي كليات الاعلام وكذلك العاملين بوسائل الاعلام المختلفة , فلديه العديد من المؤلفات المطبوعة والمسجلة في دائرة المكتبات العامة وهي : صحافة شرقي الاردن , مسيرة الصحافة الاردنية , وكالة الانباء الاردنية في اربعين عاما , الانجازات والصعوبات , كتب التكليف السامي لحكومات المغفور له الحسين بن طلال , واخيرا كتاب وجهات نظر في فن الكتابة الصحفية .
الزميل عبيدات قال في مقدمة كتابه الاخير " وجهات نظر في فن الكتابة الصحفية البحث والدراسة " : املى علي واجب المهنة الصحفية , وبعد ان امضيت اكثر من (35) عاما في العمل الصحفي مندوبا صحفيا , ومحررا , ومحررا مسؤولا , ومديرا لإدارات عديدة في العمل الصحفي والاعلامي . املى علي هذا الواجب ان اضع بين ايدي الزملاء الصحفيين وطلبة الصحافة الجامعيين والدراسين والباحثين وكل من لديه اهتمام بقراءة فنون الصحافة , هذا الكتاب الشامل لكل ما يتعلق بالفن الصحفي , على الرغم من ان العديد من الزملاء واساتذة الجامعات الصحفيين والاعلاميين , تناولوا بعض هذه الفنون بالبحث والدراسة والتأليف لكل فن على حدة وقد استفدت استفادة كبيرة من المؤلفات وساعدتني على انجاز هذا البحث المهني الصحفي .
والزميل عبيدات هو شخصية اعلامية بارزة واكاديمية وثقافية و اجتماعية هامة جدا على مستوى الوطن , آثر العمل بكل جدية ومصداقية , يؤمن بأن رسالته في الحياة هي خدمة الوطن والمواطن والارتقاء بمستوى حياته كما هي دون مزايدة وشعارات براقة و يؤمن بأهمية وضرورة التواصل المستمر مع الاهل والاقارب والزملاء في كافة ارجاء الوطن الحبيب من خلال المشاركة الفعالة في كافة المناسبات الاجتماعية والدينية والوطنية ويسعى بكل جهده لتقديم المساعدة لكل محتاج متدثرا بإرث كبير من الرجولة والاقتدار , متزملا بوقار ورثه عن الاباء والاجداد.
شارك في العديد من المؤتمرات الدولية والمحلية وورش العمل المتعلقة بالكثير من جوانب الحياة العملية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية , ومن هواياته المطالعة والرياضة والاطلاع والمتابعة لكافة المستجدات على الساحة الوطنية والخارجية من كافة الامور السياسية والاجتماعية والاقتصادية .
عمل الكثير لخدمة الوطن وابناء الوطن ومن كافة مناطق المملكة , كان وما زال , وهو مثال يحتذى به في العمل الصحفي والاعلامي والعام والخيري و التطوعي وهو معروف للجميع بانه صاحب الابتسامة الجميلة و صاحب النخوة والعزة والشهامة , لم نجد به الا الحب الحقيقي , رجل مريح مخلص صادق تشعر بالارتياح له من اول لقاء يحاول بكل الوسائل ان يقدم كل ما يستطيع خدمة لمراجعيه , يتواصل مع الجميع دون استثناء له طريقة تعامل مع مراجعيه تميزه عن الاخرين .
واسرة نيروز الاخبارية تحرص كل الحرص على دعم اولئك الاشخاص وتسليط الضوء عليهم وذلك تكريما للجهد العظيم الذي يقومون به وتشجيعا لهم على مواصلة مسيرتهم الحافلة بالإنجازات لخدمة الوطن والمواطن . ومثل هؤلاء نرفع قبعاتنا تقديرا لهم وتنحني هاماتنا احتراما لجهودهم , ونتضرع لله بأن يديم عليهم وأسرهم الكريمة الصحة و العافية ما أبقاهم ,ويمتعهم بأسبابها , إنه نعم المولى ونعم المجيب .