لم يعد امر التعديل الوزراي يهم المواطنين ولا تغير الرئيس وطاقمه لانه بغيابهم وحضورهم المؤسسات تسير فلديها قوانينها وانظمتها وتعليماتها ويمكن ان يوقع الأمين العام على الورق المروس .
إذا ما حاجتنا إلى حكومة في الدوار الرابع مع عدد وزراء اكبر من الدول العظمى في ظل غياب الرؤية.
الجواب بسيط وساعطي امثلة على اهمية رئيس الوزراء وأهمية الوزراء وأهمية الرؤية التي هي أهم من كل أصحاب الدولة والمعالي.
المثال الأول هو ميركل المستشارة الالمانية التي جائت من المانيا الشرقية الشيوعية لتقود المانيا ضمن رؤية واضحة لتكون المانيا القوة الاقتصادية في اوروبا... ميركل على بساطة لباسها وبيتها وحياتها جعلت المانيا تعود بعد الحرب إلى الواجهة الاقتصادية والسياسية.
وميركل اليوم لم تطلب وسام بل تقاعدت ليجلس مكانها رجل او امرأة ينفذ رؤية وليس مزاجيته او مزاج اجهزة تابعة له او مزاجية حزب بل انجاز تلو انجاز مراقب من المعارضة والشعب والاعلام والديمقراطية حيث ان المال العام محرم كحرمة الدم.
والمثال الثاني هو وصفي التل الذي كان يملك رؤية واضحة إلى جانب الملك الانسان الحسين رحمهما الله
حين زار وصفي الجنوب لم يجد ما يقدمه لهم لتحسين حياتهم سوي الرؤية والافكار واستغلال المتاح من البيئة التي يعيشون فيها.
فقدم وصفي بمباركة من الملك الراحل الحسين الارض والماء ليعتاش منها ابناء الجنوب واليوم وبعد 60عاما لا تزال هذه المشاريع تدر عليهم لبنا وعسلا بسبب الرؤية
حين قدم لمناطق القطرانة والحسينية والجفر 2000 دنم لكل منطقة مع ابار المياه لتعود الحياة مع الارض والماء تدب في الصحراء ولم يكفل ذلك الحكومة شيء .
وكذا فعل وصفي مع اهل الديسة في وادي رم حين جلب لهم شركة زراعية من إيطاليا لتعمل معهم 30عاما عاشوا معها ومن خلالها.
هذه هي الرؤية قد لا تكلفك لا مال ولا كوادر ولا جهد من قبل الحكومة ومؤسساتها.
واليوم هذه الرؤية غائبة نهائيا عن الدوار الرابع ووزارة الداخلية التي تشرف على التنمية في المحافظات.
ومثال على غياب الرؤية هو ذيبان التي ترزح تحت الفقر والبطالة والجوع بسبب انعدام الرؤية في عمان فكيف لهذا اللواء الذي يقع بين نهري الموجب والوالة ان يجوع مع وجود الارض الصالحة للزراعة وتربية الماشية ولكن اذا غابت الرؤية واصبح المسؤول موظفا فلن يقدم اي انجاز لماذا لأن وزيره ورئيس وزرائه لا يملكون الرؤية لحل مشاكل المحافظات وقد تكون غابت عنهم الرؤية بسبب تخمة بطونهم وحساباتهم وسياراتهم الفارهة او منازلهم وقصورهم او ملابسهم التي لم تمرغ بأرض الوطن او عطرهم الذي لا يسمح لهم ان يسيروا في مسار الجوع الذي ياخذ الناس الى الحاويات التي تفيض بخيارات المترفين وهي ملاذ اخير للباحثين عن لقمة العيش.