" واقبض خطوي عن حظوظ كثيرة اذا لم انلها وافرض العرض مكرما " .
مشفوعا بالمحبة والدعوات الطيبات في حلك وترحالك ؛ لانك جئت من اجلنا وغادرت من اجلنا .
لان ليس كل الناس اقدام كاذبة للطاولة المستديرة وليس كل الناس احلاس وظائف غادرت :
" اذ قيل هذا منهلٌ قلت قد أرى ولكن نفس الحر تحتمل الظّما
أُنزِّهها عن بعض ما لايشينُها مخافةَ أقوال العدا فيم أو لما
فأصبح في عيب اللئيم مسلَّما وقد رحتُ في نفس الكريم معظّما " .
نعلم بأنك لم تأتي حبواً ؛ وجئت ضمن شروطك التي تسعف نجاح مشروعك ، مشروع جائحة الفقر والجوع والبطالة ، وحين عجزوا وارادوك ضمادة ومُسكناً مؤقتا للالم غادرت رغم الالحاف .
لكم عتبت على اقلام الزور الى نفثت سمومها بلا رويّة او دراية بالهمز واللمز والسخافات ، وما دروا انك من بيئة مرويّة بالايثار والعطاء ونكران الذات ، انتم من بيت من اطهر البيوت ، من ابوين حميديين ، معرب الجدين ، الام رسمية الضروس والاب مرضي القطامين ، وما ادراكم من مرضي القطامين ، اسمعوا ماذا قال دولة الدكتور عبد السلام المجالي عن مرضي القطامين :
" خرج من رحم الحصاد وشظف العيش ومن بيوت القهوة وميادين الخيل ، فهو معلما حين تلفظ المدارس ابناءها نحو الحقول ، وثائرا حين يعلو على هتاف القومية نداء الخبز والعيش " ، " في دمشق والقاهرة والكويت تأصلت تجربته الحزبية ، ولم تمنعه ضوابط وثوابت العمل الحكومي من ان يرفع صوته بالحق والعدل على الدوام " ، " كان معلما ومدير تربية ومستشارا ثقافيا وعضوا في المجلس الوطني الاستشاري وموظفا من الدرجة الأولى وأبا ومزارعا ومواطنا في قمة الصفات التي يمكنك ان تصف فيها كل هؤلاء وبقي في كل مواقعه واينما القت به عصا الوظيفة فهو يتمتع بخلق الفرسان وشيمتهم الحازمة " " قدم للوطن ابناء مخلصين وحنودا يحفرون خنادقه " .
واسمعوا ماذا قال عنه ابنه البكر معالي الدكتور نضال القطامين : " فتى نشأ بين صنفحة " ولّادة القرى وحاضرة مملكة الصهوة " والنمتة والطفيلة وبين القاهرة ودمشق والكويت فأمتطى فيها صهوات العمل الاجتماعي والقومي والتربوي ليؤسس مبكراً ثقوباً في قلبه الكبير " ، " جنوبي استمرأ في الخمسينات العمل القومي ومناكفة الزعامات التقليدية وترشح للانتخابات وهو فتى لم يتجاوز الخامسة والعشرين " .
مرضي الرجل العصامي الذي حصل على الثانوية العامة من قاهرة المعز ، ودرس في جامعة فؤاد الاول سابقا القاهرة لاحقا ، خرح يوما في مظاهرة بالكرك خرج معه خمسون الف متظاهر اغلقوا الكرك لمدة ثلاثة أيام .
مرضي القطامين " المُجد دون تحميل حمايل ولا زهو ، المتواضع دون ضعف " ، قال عن نفسه في مذكرات بعض ما علق في الذاكرة :
" انها تجربة السنين القاسية بين حياة الفلاحة والمشي على الاقدام للمدرسة وعلى الخيل للامتحان في مدينة بعيدة ؛ بين حاضرة طاغية في القاهرة وسجن بعيد في الجفر ، بين تربص بالطيور في الاودية السحيقة وقيادة المظاهرات في الشوارع ، بين مراكز متقدمة في الدولة ومزارع بسيطة في الطفيلة ، بين كل هذا وذاك عشت الحياة وعركتني صروفها " .
معن القطامين امتداد لقبيلة مروية بالايثار تشرب من ارومة جذام واحفاد أميرها فروة بن عمرو الجذامي الامير الزاهد بالمناصب وشهيد عفرا القائل:
" صد الخيال وساءه ما قد رأى وهممت ان أغفي وقد ابكاني
فلئن هلكت لتفقدن أخاكم ولئن بقيت لتعرفن مكاني
ولقد جمعت أجّل ما جمع الفتى من جودة وشجاعة وبيانِ " .
معالي الدكتور معن لكم من اسمكم الحظ الوفير ، فالمعن في اللغة كل ما ينتفع به قليلا او كثير ، يقال رجل معنيّ اي ينتفع بما لديه قل او كثر ، والمعن ايضا الماء الحاري الصافي الذي ينتفع بقليله وكثيرة .
يا ابن مرضي يا ابن الطفيلة العذية بالرجال والفرسان ؛ شكرا جزيلا لكم لانك بقيت كما انت لم تتبدل ولم تتغير ولم تأخذك الكراسي الوثيرة ، ديدنكم " والله لو علمت ان شرب الماء يثلم مروءتي ما شربته طول حياتي " .