كلما هل شهر آذار من كل عام تقفز إلى أذهان الأردني ذكرى معركة الكرامة الخالدة بكل معاني الشرف والبطولة التي سجلها أبطال القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي في الدفاع المستميت عن ثرى الوطن الأغلى ، كيف لا وقد كانت معركة الكرامة محطة هامة في الصراع العربي الإسرائيلي ؛ فقد وضعت حدا للطموحات العدوانية بالأرض الأردنية وأجبرت الجيش الذي لا يقهر من وجهة النظر الإسرائيلية على طلب وقف إطلاق النار ثم الانسحاب مخلفا وراءه عددا كبيرا من الخسائر في الأرواح والمعدات ، وما كان ذلك ليتم إلا بالبطولات الكبيرة التي سطرها نشامى القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي والتضحيات التي قدمها شهداء الجيش العربي وفوق ذلك القيادة الشجاعة التي مارسها جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه بتواجده بين جنوده في أرض المعركة طيلة اليوم ثم بتلاحم الشعب والقيادة القوات المسلحة ، فكانت النتيجة نصرا مؤزرا شهد له القادة والساسة العسكريون.
وفي آذار أيضا نتذكر الخطوة الشجاعة التي أقدم عليها الملك الراحل حين اتخذ قراره الشجاع بتعريب قيادة الجيش العربي من القيادة الأجنبية فكان قراره التاريخي في الأول من آذار عام ١٩٥٦ بإعفاء الفريق كلوب رئيس أركان الجيش العربي في ذلك الوقت وعدد من الضباط الإنجليز من مناصبهم و تسليم القياده للضباط الأردنيين فكانت معركة الكرامة ثمرة طيبة لهذا القرار الشجاع ومنذ ذلك الوقت والقوات المسلحة تخطو خطوات واسعة في كافة المجالات .
ونحن في القوات المسلحة إذ تحتفل بالذكرى الثالثة والخمسون لمعركة الكرامة نسجل وبكل الفخر والاعتزاز حرص جلالة قائدنا الأعلى ورعايته واهتمامه بالمواطن الأردني وسعيه الدائم لتحسين سبل العيش الكريم له وهمته المتمثلة بالحركة الدائبة داخلية وخارجية لتحقيق هذا الهدف .
وإننا لندرك أيضا أن القوات المسلحة الأردنية تأتي دائما في مقدمة اهتمام ورعاية جلالته حتى غدت قرة عين القائد تنظيما وتسليحا وتدريبا ، تحفظ الأرض في ربوع الوطن كما تنشر السلام و تضمد الجراح في الكثير من مناطق العالم .
نبارك للوطن وقائد الوطن والقوات المسلحة الاحتفال بذكرى الكرامة معاهدين الله و القائد الأعلى أن تكون دائما الجند الأوفياء حملة رسالة الثورة العربية الكبرى داعين الله أن يحفظ الأردن وطنا آمنا عزيزا مستقرا مزدهرا بقيادة جلالة قائدنا الأعلى عبد الله الثاني ابن الحسين أدامه الله و أعز ملکه .