المرحوم العميد ذياب الشوابكة آمر كلية القيادة والأركان الأردنية
الفايروس اللعين لا يطيح إلا بالفرسان وكأنه يقتدي بالنحل الذي لا يتغذى إلا من أجمل الورود والزهور ليحولها إلى شهد العسل ويزهو منتصراً بما حقق. وها نحن نفقد فرسان وفارسات الوطن بسبب هذه الجائحة والوباء الذي يضرب بقوه واليوم نقف حائرين مستسلمين أمام قضاء الله بفقدان زميل وصديق وأخ عرفناه في خدمة الوطن والجيش ولا يزال يعطي دون كلل أو ملل لا يعرف المستحيل والمعيقات في عمله فعندما كان يتعرض لمعضلة في العمل يأتي بالحلول المنطقيه والممكنة كان قائداً وشجاعاً وصاحب قرار في كل المواقع والمناصب التي عمل فيها داخل الوطن وخارجه فعندما كان ملحق عسكري في الصين وكنت على تواصل يومي معه وكان القرار السياسي بإعادة الأردنيين من الصين بسبب جائحة كورونا وكان هناك العديد من التلاميذ العسكريين والضباط هناك مشتركين بدورات تدريبية فقام بإعادتهم إلى بكين وتأمين عودتهم إلى الوطن وإلى ذويهم مخاطراً بحياته ومتحدياً هذا الفايروس في وكره، وكان لا يعلم أنه سيعود للوطن ويتسنم كلية القياده والأركان الأردنية آمراً ويصاب بهذا الوباء الذي تمكن منه في مقتل ورمى سهمٌ أصابْ كلُّ محبيه من الأهل والأصدقاء والزملاء ورفاق السلاح وعندما جاء خبر وفاته كان رد الفعل من أبناء الوطن من الشمال للجنوب ومن الشرق والغرب شاهداً على محبة الجميع لهذا الرجل الفارس والقائد العسكري والوطني فكل مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عنه وعن معرفتهم به والأثر الطيب الذي تركه في نفوسهم، كيف لا (وهو لا يعرف الا كلمة أبشر ،أعتبر الموضوع تم، لعيناك أنتم راعيين الأوله،أنتم تأمروني أمر، أصلاً إحنا موجودين لخدمتكم) فكنتُ عندما أصطدم بعراقيل ومعيقات البعض من المسؤولين، وعندما نتعرض لطلبٍ ما من أحد الأصدقاء أو الأقارب أعود للفارس النشمي الباشا ابو عبدالله فالجواب أبشر أمهلني بعطوه ثلاثين دقيقه، الغانمين كثار، وأنا على يقين أنه سيد الغانمين وكبيرهم، عزائي الحار لأبنائك وأشقائك ووالدتك وزوجتك وأقاربك وعشيرة الشوابكة والبلقاء والوطن والجيش، بفقدانك الذي أوجع قلوبنا، اللهم آجرنا وآجرهم بهذا المصاب الجلل.