نظم نادي خريجي الجامعات والمعاهد الفرنسية ندوة بعنوان المهددات الإنسانية والحروب المناخية من خلال نافذة زووم قدمها الأستاذ الدكتور حسن الدعجه أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحسين بن طلال ، فكانت محاضرة علمية عالية المستوى والقدر ، والذي أبهر الحضور بأسلوب علمي فائق الدقة يُعبر عن ثقافة سياسية ناضجة وبلاغة وفصاحة في التعبير والأحاطة في مضمون المحاضرة وعناوينها مما أذهل الحضور ممن شاركوا وحضروا وستمعوا لمحاور المحاضرة التي ركزت في محاورها الرئيسية على الأمن الإنساني بجميع جوانبه والمهددات الإنسانية والحروب المناخية..
ما دفعني أن أكتب عن هذه المحاضرة بأنني كنت أحد المحظوظين المدعوين للاستماع لتلك المحاضرة القيمة الموسوعة ب المهددات الإنسانية والحروب المناخية. فكانت محاضرة غنيه وكافيه وتعتبر إضافة قيمة لطلاب العلم والمعرفة لأنها سلطت الضوء على جوانب معرفية دقيقة نحن بحاجة إليها لتعزيز إمكانياتنا المعرفية...
نقول بأن هذه المحاضرة غير تقليدية وأنما محاضرة جديده بمضمونها تعتبر إضافة تنويرية جديدة في توضيح وتفسير وتحليل معاني الأمن الإنساني بجميع جوانبه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحيه، بالاضافة إلى الأمن الفكري الذي يعتبر التحصين الكافي والوافي إذا تواجد للأمن الإنساني لأن الإنسان لا يحقق الرفاه بدون الأمن والأمان، فالامن ضروري لتحقيق الكرامة الإنسانية التي دعت إليها كل الشرائع السماوية...لكن هذا الأمن الإنساني يواجه مهددات انسانيه من قبل الإنسان وتصرفاته وسلوكياته ما يقع تحت عنوان الإرهاب الفكري ، وكذلك بسبب علاقات الدول فيما يتعلق بالتنافس على إمتلاك أسرار الفضاء الخارجي لامتلاك النفوذ الذي يمكنها من إدارة العالم والتحكم فيه بما يخدم مصالحها الاستراتيجية ...
لقد دعم المحاضر محاضرته بكثير من الإضافات والأضاءات الفكرية من خلال الإشارة إلى كثرت الأبحاث العلمية التي عملتها مراكز الأبحاث والدراسات في الدول المتقدمة لتحكم في الفضاء ليكون مجال للحروب الإشعاعية والكيماويه التي تعتبر شكل من أشكال الحروب التي تتضمن حدوث تلوث أو تسمم إشعاعي مُتعمَّد لمنطقة ما بمصادر إشعاعية بهدف النيل من قدرات العدو أو الأضرار بأي دولة لتحجيمها....بما يسمى إرهاب المعرفة القاتلة" عن طريق نشر وباء جرثومي مثلاً وهذا يعد من ضمن الحروب الصامته التي تستخدمها الدول بهدف استنزاف مقدرات العدو وإعاقة حركته من خلال تدمير البيئة والتلوث الإشعاعي المدمر للأرواح... هذه المعرفة القاتله إذا وقعت بين أيدي القادة السياسين أصبحت سلاح استراتيجي تقدر الدولة أن تناور به وتستخدمة كنفوذ لتحقيق مصالحها الحيوية..... وتضمنت المحاضرة الدعوة إلى الدول العربية بأن نخرج من محطات القطارات القديمة إلى الفضاء المعرفي من خلال التركيز على الأبحاث العلمية والأخذ بنتائج الدراسات.. كذلك توفير الدعم المالي للقيام بالابحاث العلمية ونقدر ننافس الدول المتقدمة ليكون لنا أثر حضاري وسياسي وتاريخي مؤثر في الحضارة الإنسانية.... وعلينا أن نعتمد على أبحاثنا ومفكرينا لأن دول الغرب والشرق لن يعطونا نتائج أبحاثهم ودراساتهم وامكانياتهم التكنولوجية الحديثة لمنافستهم في فضاء المعرفة والفكر والإبداع....
المحاضرة قيمة جداً وما زادها جمالاً وعلما هو إدارة عطوفة الأستاذ الدكتور نجيب أبو كركي لها الذي أثراها بمداخلاته بالشرح والتحليل والتفسير لبعض المضامين الغامضة الخاصة بالكوارث سواء أكانت بفعل البشر أو من الطبيعة...
نقول محاضرة تستحق أن تقرأ وتوزع على أصحاب القرار وطلاب الدراسات العليا أصحاب الاختصاص وذلك لأهميتها العلمية والمعرفية باعتبارها إضافة تنويرية جديدة من وجهة نظري..
لقد أجاد المحاضر الدكتور حسن الدعجه وأبدع وأنشد فأطرب بمحاضرته أسماعنا ونادى فأسمع ووصف فأنصف وسدد فقاربت سهام محاضرته الاهداف المرجوة منها ، وحسبي بأنها أصبت هدفها وأضافت ما هو جديد في عالم الفكر السياسي.. وما زاد المحاضرة أهميّة ورونقا جميلاً همُ النخبة من العلماء الكبار المشاركين في فعاليات هذه المحاضرة، فقد أغنوا وثروا المحاضرة بمداخلاتهم الثريه مما زادها مكانه علمية مرموقة تستحق أن تُذكر ويشار إليها بالبنان...
نشكر رئيس نادي خريجي الجامعات والمعاهد الفرنسية على تنظيم هذه الندوة الفريدة من نوعها في بيان أهمية الأمن الإنساني والمخاطر التي يتعرض لها بفعل سلوك بعض البشر نتيجة الانحرافات السلوكية الناتجة عن غياب الفكر السليم والضوابط الأخلاقية والأدبية..
نعم نكرر الشكر وعظيم الامتنان على هذه الندوة التي تعتبر أضاءة فريدة من نوعها في عالم السياسة والفكر والثقافة..
مع خالص مودتي ومحبتي وتقديري لكم.
الدكتور محمد سلمان المعايعة.
هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر نيروز الاخباربة...