العشائر الأردنية هي الرابط المتين في تحقيق اللحمه الوطنية وذات دور هام في الحفاظ على الوطن والدفاع عنه وهي تحظى في جوارح وجوانح سيدنا بمحبة كبيرة سائراً في هذا النهج على خطى الصيد من ملوك بني هاشم الغر الميامين وهذه المحبة يجسدها القائد من خلال مستشارية شؤون العشائر بالدعم والرعاية الملكية الهاشمية لتطور دورها وزيادة فاعليتها لأبناء العشائر الأردنية لخلق أجواء من المحبة معهم وبينهم وتوحيد نسج العشائر الأردنية وتعظيم المواطنة الصالحة وتعزيز دورهم ليكونوا شركاء البناء والانجاز، ويقف على المستشارية التي تأسست مع عمر الدولة الباشا عاطف ابن هداية الحجايا بدوراً مهماً واساسياً في بلورة العمل مع تلك العشائر وبمأسسة الأداء واحتياجاتهم وهو ملم بمعرفة ابرز الهموم والمشاكل وهو من جعل منها ملتقى لأبناء العشائر الذي يجدون فيه كل التقدير والدعم والاحترام والحلول لمشاكلهم .
وأبن هداية الحجايا فارساً أردنياً من مواليد البادية الجنوبية في ستينيات القرن المنصرم رضع حب وخدمة الهاشميين منذ كان يافعاً في ميادين الشرف والبطولة وقبل أن يكون فارساً مغواراً في ميادين مؤته حينما صاح الكبرياء الجنوبي أن هبوا يا احفاد جعفر الطيار الى ميادين العز مؤته الفخار والسؤدد تناديكم عندها تصدعت الجبال ، وكانت صيحات الرد من المرحوم الحاج عودة بن هداية ان لبى نداء الوطن ابشري مؤته .. أحفاد الثورة العربية الكبرى أولى بمؤته سأرسل لك فلذة الكبد ورمش العين وهو يحمل مشعلاً اردنياً وهو من مشاعل الثورة العربية الكبرى وكان هذا المشعل قبل أن يغادر البادية الجنوبية مرتدياً الفوتيك الكحلي وقد خدم في ذاك السلك وقد حفيت قدماه من حر قيظها وتيمم بطهر ترابها وقد تزود بالتربية الحسنة واخلاق الفرسان وديدنهم وحمل معه أطباع الفراسة وسوادي البداوة وعنفوان اهله وقد استلهم الخطى على الطريق الصحراوي حيث الجدائل المعانية التي لا زال ملح بارود الثورة العربية الكبرى بين ثناياهن ، واول دروس الحب والولاء عند أضرحة شهداء مؤته توقف والده وهو يشم عبق الشهادة لأبي عبيده ويرمقه وقد اغرورقت عينية بالدموع تالياً أية من الذكر الحكيم ( واطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الامر منكم ) وكان للوالد وله ما أراد وتمر الأيام ويأتي موعد الحفل الأول من سنوات التأسيس الاكاديمية للهوى العسكري الجنوبي لمؤته الكرك وما ان أعلنت عن خريجيها بالعلوم العسكرية حتى زغرد البارود جنوبياً وكان البدوي الذي لوحته شمس الحصاد وميادينها في الطليعة يحمل علمها والوطن على اكتافه بكبرياء ويردد عاش الوطن عاش الملك .
واليوم ونحن نرى هذا الفارس وهو كحامل المسك ينثر عبقه في كل مكان ويترك رائحة زكية أينما حل وهو بمحبة اهله واخلاقه وصل الى الديوان الملكي فكان خيار صاحب القرار الأول والحكيم مولاي المعظم وتلبية للواجب الوطني فهو الاقدر على ترطيب الأجواء الضبابية ما بين المستشارية والعشائر وفتح أبوابها أمام أبناء الوطن التي كانت على الدوام محجاً لأبناء العشائر الأردنية من شتى الأصول والمنابت فأستمع لهم بروية لبث همومهم وتلبية مطالبهم والولوج أليهم وهو يحافظ على هذا النسق بالتواصل معهم وهو شخصية حداثية بدوية عصرية فهو يحمل الدرجات العليا في علم البداوة والأصول الأردنية في مجالسة الكبار والتعلم في مدارسهم ويحمل الدكتوراه في إدارة الاعمال ويجمع ما بين الاثنتين في باشوية الضبط العسكري وهو خياراً صائباً وصاحب رؤية فالرجل يعشق الأردن والقيادة حد الثمالة فلا زال في سني العطاء فارساً اردنياً متيقظاً يخدم الوطن ومرابطاً على خدمة العشائر وابناؤها وأثبت قدرات عالية في التعامل مع التنوع الاجتماعي وله ثقله ووزنه في الصحراء الأردنية بوسطها وشمالها وجنوبها ولا زال محافظاً على الوفاء للوطن وللعشيرة الأردنية بحجم جبال رم ومرتفعاتها .
وبالرغم من بعض الظروف السياسية التي عصفت بالمنطقة العربية والإقليمية من حولنا وحيث لا زالت وظروف جائحة كورونا التي القت بظلالها على الوطن اجتماعياً واقتصادياً وبالرغم من الحمل الثقيل على جلالة مولاي المعظم الذي يجوب البلاد شرقاً وغرباً لتأمين العيش الكريم للمواطن الأردني وضيوف الأردن وكذلك مصالح الدولة العليا إلا ان جلالة سيدنا يتابع شخصياً مهمة المستشارية وجهود الباشا الحجايا فهذا الإرث هو إرث تاريخي تأسس مع عمر الدولة وموغلاً في الشرف والرفعة ونسال الله أن يمد المستشارية بثقة سيد البلاد الدائمة والدعم المستمر من الخير أجزله ومن العطاء اوفره لكل العشائر الأردنية .
سيدي الباشا أبن هداية يا حفيد الطيبين أنت لست مجرد فتى جنوبي المولد والهوى واردني الانتماء وهاشمي الولاء بل وازيد ايضاً للعشائر الأردنية الحق أن تتيه فخراً اليوم بكم وأنتم على يمين مولاي المعظم حينما اكرمنا الله بأن أستخلفكم خياراً عشائرياً اردنياً وأنت اللواء الدكتور حفيد غيث بن هداية الذي هب مع عبدالله الأول منافحاً ومدافعاً عن القدس والعروبة وانت من واصل هذا الإرث بأن قضى ثلاثة وثلاثون عاماً في خدمة الوطن والمليك جندياً من جنود أبو الحسين خدمةً في حماية الامن الداخلي وفي الدرك أيضاً ، خياراً يليق بكم لقيادة دفة هذه المستشارية لتضطلع بمهامها ولتكن حلقة الوصل ما بين القبائل والعشائر وقد تساميتم بأخلاقكم لتكونوا على قدر المسؤولية فوجودكم ليس طارئاً فربعك أرتبطوا منذ القدم بتاريخ ثري وعلاقات طيبة مع كل القبائل العربية وعشائر الأردن وبروابط إنسانية من جوار ومصاهرة وصداقة وهكذا أنت كيف لا ؟ ومحبة الوطن والقائد لديكم فوق كل إعتبار وانتم إرث جليل من عز اصيل ومجد أثيل وعلى الدرب الواصل بالمحبة والكرم والجود ما بين الحجاز ومعان والكرك ، معان اللبنة الأولى في مدماك التأسيس للمئوية الأولى والكرك التي ما كنت يوماً ما ولا زالت إلا محط ركائب الحجيج ، وبيوتكم العامرة بالدفئ تسقي وتطعم وتجود بما تملك بلا منه ، ويحق لنا في لحظة الوجد الوطنية ان نقول سلام عليك وانت تحمل كل الاوسمة والشارات وتفيض حباً للوطن ونحن نقرأ له شعراً ومحبةً فنحن نريد المستشارية بحجم وطن وبحجم ما تمتلك وما ترك لديك وفي قلبك سيدنا أبا الحسين من محبة له وللوطن ونريدك على يمينه يشد بك الساعد ويشحذ بكم العزم والعزيمة ، حفظ الله وطننا حصناً منيعاً ووافياً وآمناً مهاباً.