أليك أيها البدوي الذي ما هزته جنح الليل المعتم ولا كونات الحياة وأنت الذي جرع المواقف صلابة ...
أليك أيها الراحل إلى السماء يا نوراً يتسلل إلى شرفات البيت وأنت البدر الذي يرسم طيفه كل فجر مع تراتيل المسحرين وسحور الصائمين وأنت فقيد المائدة والدمع قد ملأ العيون ويلجم الكون السكون ما بين همسة صوته ودفء محبته ...
نعم ستبكون عليه وهو من كثر ما حملكم أطفالا وكثر النجوم وكثر الاسامي وكثر من يرعاكم وهو الكريم الذي لا يغمض له جفن حتى يبادلكم السؤال وهو الذي ما بخل بحبه عليكم ومعذرة أيتها الدموع فالوداع في بدايات الصيف وفي منتصف شهر الله ومع بدايات اخضرار العود وأوراق الشجر وهو الذي ملأ الأرض محبةً يتبادلها معكم وأنتم ضي العين .
وتمضي الأيام والحاج سعود قد أعياه المرض والتعب ويدعوا للأبناء بحسرة الأب ومراقبة العمر وهو كذلك تعب على تعب ومشقة تزيد مشقه وعشق للروح الجميلة لا ينضب وضحكات باكية يلامسها ويغلفها الحزن أحيانا – بودي أن أبوح لك بسر عزيزي سلطان هل تعلم ما هي الابوه أن والدك رحمه الله ما كنت لاستطيع أن انظر إلى محياه خجلاً لا ولكن هي الدمعة التي تقف على جفنه وهي التي فرحت لفرحكم وحزنت لحزنكم – يا الله كم هو عاجل ذاك الحق وأسموه الموت وهو يناديه وهو لا زال كعود ندي ينثر العبق بكل مكان لا زالت قادراً على العطاء كشجرة مباركة يا ابا سلطان وتركت لنا ثمار من الشباب كالورد وفتاة كلنا لها إخوة .
أبو سلطان يا هبة فرح وزغرودة نشمية صخرية حينما تبكي الزبن أعز أرجالها يا أبو اليتامى والسائلين عن الكرام والله خبرناك بذاكرتنا المعهودة التي عرفناها فيك شاباً يافعاً انطلق لخدمة الوطن والمليك ضابطاً مرموقاً في العمليات الخاصة خيرةً انضباطاً وخلقاً وذو باس وعزم شديدين ، ورجل من رجالات سيدنا ممن يشار لهم بالبنان ورجل من رجالات وطني الأردن بجهوده الدؤوبة وتضحياته المخلصة في سبيل خدمة المواطنين وحماية وصون منجزاته وعرفناك في ميادين أصلاح ذات البين فارساً أردنيا ما تخاذل عن قول حق أو إحقاق حق وإنصاف مظلوم .
أما أنت يا أبا سلطان يا من لم تغيره شمس الحصاد وأنتم كرام أبن كرام يا رفيق العمر والشقاء والخطى المتعبة من والى بلاد الحرمين يا أبن نتل والزعفران والجيزة وأم الوليد التي ما جاعت يوماً حينما شهد لك عيسى الطيب وأنت بالأمس في جائحة كورونا كنت الفران وأبن القبيلة الذي يطعم أهله الخبز دون منه ، وأبن مأدبا وخليلها حارسة المعمدان والفسيفساء الجميلة والكنائس البيزنطية والمساجد المؤابية التي حزنت مآذنها بالأمس لفراقك يا رذاذ المساء ونسمة كل صباح .. يا أبن سهول التبغ والقمح وجارة العنب والزيتون وشهقة الغيم ، يا ابن الخبز الأردني وآنية النحاس وسعن اللبن والخير كله أنت يا صاحب الأيادي البيضاء والخير بوجهك يا أبا سلطان ... أطمئن فموازين رب العالمين هي ألأكثر أنصافاً حينما نتلو الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ومن بعدك أيضاً أطمئن فأبناؤك كلهم بخير والمهندسة أخلاص ابنة الزبن وبني صخر أيضاً تبكيك وتنحب الفراق بأن عضيدها عند الله بخير ورحمه وأنت من حسنت التربية ، والوطن فيك وفينا خيرين وباق ، وكلنا خلفك زائلون راحلون أو تعلم لما ؟؟ لأن يداك وعيونك لن تمسهما النار بأذن الله وأنت رحيم الشهر الفضيل عينك الأولى على الفقراء والمعوزين و يداك التي امتدت تدافع عن الوطن حيناً وأنت تخدم العرش والوطن ويدك التي باتت تقدم وعينك التي تحرس في سبيل الله وممدوه بالخير على كل مساحات البادية الوسطى ..