الإنسان بطبعه مفطور على الخير، ميال لصنعه، ويتمايز الناس الى صنائع المعروف، فتجد البعض حريص على الخير والإحسان، دائم العمل به أو عليه أو داعيا إليه، كما تجد أن هناك من يحتاج للذكرى وشحذ الهمة.
وفي مواسم الخيرات، يتسابق أهل الكيس والفطنة ويسارعون، ومن مواسم الخير، شهر رمضان الذي نعيش في ظلاله، وفي ثلثه الأخير، ثلث العتق من النيران والفوز بالجنان.
ففي رمضان ترق القلوب، ويزداد الشعور بمعاناة الغير من أهل الاحتياجات بكل المسميات.
المسابقة للخير في رمضان سنة نبوية، فقد "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس، وكان أجودُ ما يكونُ في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريلُ يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيُدارسه القرآن، فلَرسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريلُ أجودُ بالخير مِن الريحِ المُرسَلة"؛ متفق عليه.
ومع أنه صلى الله عليه وسلم مَعْدِن الجود والكرم وجميع المحاسن في كل وقت، إلا أن جوده يتضاعف في رمضان، ومحاسنه تزدادُ فيه.
ونحن في العشرة الأخيرة من رمضان الخير، أذكر نفسي وكل إخواني وأخواتي، بالمسارعة والمسابقة للفضائل والصالحات.
فمن كان مفرطا او متكاسلا، فلينتبه من غفلته ولينشط عن تكاسله، فميدان السباق شارف على النهاية، وإنما الاعمال بالخواتم، كما صح بذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام عند احمد في المسند وابن حبان في صحيحه وغيرهم.
ومن وجوه الخير في رمضان وغيره ، المداومة على تلاوة القرآن الكريم وتدبره والوقوف على أحكامه والتزين بآدابه وأخلاقه، والحرص على على الصلوات المفروضة في أوقاتها، والاستكثار من السنن والنوافل، وخاصة قيام الليل فإنه شرف المؤمن، وكثرة الذكر وخاصة الإستغفار، وكثرة التضرع والدعاء.
ومن وجوه الخير أيضا في رمضان، إداء الزكاة وإخراج الصدقات ، وبذل المعروف والإحسان الى الناس جميعا ، ومساعدة وإعانة كل محتاج، والمسارعة إلى الظفر بالأجر، لقوله عليه الصلاة والسلام '' مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا '' رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
وهنا اشير الى أن هناك العديد من الجمعيات، التي تنشط في كل العام ، ولكنها في رمضان انشط وأقوى، وكلها نحسبها على الخير، وارجوا الله أن يجزي كل القائمين عليها خير الجزاء.
ولكني أعرف بعضا منها، مثل جمعية سنحيا كراما، وجمعية فرسان الخير للإغاثة والتنمية، والتي قام على تأسيسهما ثلة من النشامى، المؤمنين بأهمية العمل الخيري وصنع المعروف، وضرورة التكافل الاجتماعي.
وللجمعيتان أهداف وبرامج خيرية راقية ورائعة ومدروسة بعناية، مثل إعانة الفقراء والمحتاجين والمساكين والأيتام، والغارمين وابناء السبيل وطلاب العلم، وكل وجوه البر التي جاءت في نصوص القرآن والسنة.
وقد تحقق عبر السنوات الماضية الكثير من الإنجازات، التي ما تحققت بعد توفيق الله سبحانه، إلا بتظافر الجهود ما بين الجمعيات وأهل الجود والخير والإحسان.
وهنا أذكر إخواني وأخواتي، ممن تعودوا على أداء العمرة في رمضان، ونتيجة لجائحة كورونا وتأثيراتها على الإقتصاد والعمل، وقد تأثر بذلك الكثيرون ممن تأثرت اعمالهم بسبب الغلق، فإني أقول لكل اخ وأخت.. إجعلوا عمرتكم لهذا العام، في أحياءكم ومناطقكم او مدنكم وقراكم، فهناك... من يتنطرون فبادروا.