اتيحت لي الفرصة ان ازور مستشفانا في غزة لاكثر من مرة ، ويصل عدد مراجعيه يوميا الى حوالي 500 مراجع ، ويُجري عمليات جراحية يوميا من الدرجة البسيطة والمتوسطة ، اما العمليات الكبرى فيتم نقلها الى عمان لاتمام علاجها وعلى نفقة جيشنا .
المستشفى هو سفارة اردنية حقيقية ، وهو نموذج في الجهاد اليومي لتعزيز صمود اهلنا ، والتخفيف عليهم في قلب الميدان الملتهب ، فقد كانت هناك اكثر من موجة هجوم وقصف لغزة هاشم عبر سنوات خلت ، والمستشفى بجنوده وضباطه وكافة كادره الطبي يواصل العمل باستمرار وتقديم كل اشكال المعالجات وصرف الادوية .
ليس بعيدا عن المستشفى ضريح جد الهاشميين عمرو بن عبد مناف المعروف باسم هاشم صاحب الايلاف بقافله في التجارة لتأمين مستلزمات العيش في ذلك الزمان لاهل قريش ، وليس بعيدا ايضا مقام الامام الشافعي في حي الشجاعية.
جيشنا يتمثل الاخلاق الهاشمية منذ هاشم في خدمة المجتمع والتواصل مع فئاته ، والاهتمام الاكبر حين يتعرض الاهل لمحنة ما .
قافلة طبية كل شهرين تتجه الى غزة لتبديل النشامى باخوة لهم يحلون مكانهم ، وحتى اثناء عملية التبديل فخطة الجيش ان لا يتوقف عن تقديم الخدمة العلاجية لمن يريد .
المستشفى الموجود الان في غزة الان رقمه " 66 " اي ان جيشنا في غزة منذ 132 شهرا ، يقدم الخدمة الكاملة دون اي اعتبار او سؤال سوى انك انت اخ فلسطيني ، ولا ننسى قوافل الاغاثة التي تسيرها بين الفينة والاخرى الهيئة الخيرية الهاشمية الاردنية .
مستشفانا في غزة صورة من التلاحم الوطني الحقيقي ، وسط مجتمع يحمل كل التقدير لقيادتنا الهاشمية وللاردن ولجيشنا العربي الاردني ، هو سفارة حقيقية مهتمها الاعلى في توطيد اواصر المحبة والاخاء بصورة عملية واقعية لا تنتظر التطبيل والتزمير ، نشامى اردنيون وكل جندي منهم هو سفير اردني يمثل بلده باخلاقياته واتقانه لواجبه ومن منطلق ادراكه لحجم المعاناة وللاخطار التي تحيط بنا .
في غزة هاشم وفي جنين ورام الله لا زال جيشنا العربي بكوادره الطبية يخدم الاهل ، ويوظف كل الامكانيات ،ليكون عمل مستشفياتنا هو عمل جهادي داعم لصمود اهلنا ، مثلما ما يقوم به الاردن ازاء القدس العربية ومقدساتها في الدفاع عنها بجهود دؤوبة من جلالة قائدنا الملك عبدالله الثاني .
التحية والتقدير باكبار واعتزاز لكوادر مستشفانا في غزة وفي جنين ورام الله ،