الاستقلال مطلب كل إنسان حر ، وهو الهدف الأسمى والمعنى الذي لا يضاهيه شيء في كيان الدولة ودورها و حضورها و رسالتها ، وأي استقلال بلا جيش يحميه وشعب يفهم ويدرك معانيه، وقيادة تعمل وتدافع بكل ما اوتيت من قوة وحنكة وحكمة لا يمكن أن يكون استقلالا تاما ناجزا مفعما بالمعاني والقيم والروحانيات التي يستحقها .
لقد شهدت القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي خلال مسيرة الدولة الأردنية منذ تأسيسها عام 1921 مراحل مفصلية في تشكيلها وتطويرها وبناء قدراتها العملياتية والبشرية واللوجستية والفنية والتدريبية ، وبمتابعة وإشراف مباشر من قيادتها الهاشمية المباركة منذ عهد الملك المؤسس والملك طلال والملك الحسين رحمهم الله جميعا ، ومازالت تحضى بكل الرعاية والإهتمام من جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ، فقد كانت منذ البداية القوة الفاعلة في حفظ الأمن و توطيد النظام مع أجهزة الشرطة والأجهزة الأمنية وخاضت الحروب والمعارك على ثرى فلسطين والبلاد العربية و دفاعا عن ارض الوطن ، ووقفت في وجه كل أشكال الإرهاب الذي حاول مرات ومرات النيل من صمود الأردن ومنعته وقوته، وشهدت مسيرة الجيش العربي مع بناء مؤسسات الدولة روحا من التضحية والإيثار والعزيمة والتصميم والصبر والتحدي حتى أنجزت الكثير في شتى المجالات العسكرية والتنموية، و ما اكتمل الاستقلال في الوطن إلا بتعريب قيادة الجيش ، وما استمر الاستقلال بمعانيه وقيمه السامية إلا بإخلاص الجيش و تضحياته وتقديمه لأرواح الشهداء و دمائهم ومواصلة العمل والتدريب و التسليح وبناء القدرات البشرية والمادية والمعنوية التي تمكنه ومكنته بأن يكون من أفضل الجيوش في العالم والإقليم إنضباطا واحترافا وتميزا وخلقا وإنسانية اشاعها في شتى ربوع العالم وهو يرفع علم الأردن واسمه من خلال حضوره الفاعل في قوات حفظ السلام الدولية و تعامله الفريد مع موجات اللجوء وهو يقدم الانموذج الذي يليق بالأردن ورسالته ودوره وحضوره في مختلف المحافل الدولية.
ولحماة الاستقلال في هذه المناسبة الخالدة نقول والدولة الأردنية تحتفي بدخولها المئوية الثانية نقول لهم يأبى الشموخ أن يفارقكم وتأبى الشهامة الا أن ترافقكم ،فأنتم الشموخ والشهامة، أنتم سيوف الحق التي قصمت غرور وغطرسة الحقد وخضبت سهول الوطن وهضابه والقدس واسوارها وارض فلسطين بدم الشهداء حتى أصبح الموت في سبيله أطيب من طعم الشهد ، لأنكم الجيش الذي حفظ العهد ووفى بالوعد ،يا حماة الاستقلال ومعانيه ويا أمل القائد ورفاق الدرب يا صناع المجد وبناة الغد لكم التهاني والمباركةولكل أبناء الوطن ولكم العرفان بالجميل في كل يوم وكل لحظة وأنتم تعطرون الوطن بخصالكم وسجاياكم وطيب أخلاقكم وافعالكم ،فلا معنى للاستقلال دونكم ولا طعم للفرح إلا بوجودكم لأنكم الاستقلال بعينه والوطن بهيبته وكرامته وكبريائه ورسالته، وأنتم بتاريخكم وفروسيتكم وفعالكم أنتم روح الفرح والعيد والبهجة والاستقلال ، فسلام على كل من زين شعار الجيش العربي جبينه سلام على من باتت عيونهم تحرس الحدود وهم يرابطون في سبيل الله سلام على كل الجنود سلام على الشهداء ودمائهم فوق أسوار القدس وهضابها وفي الكرامة وشعابها سلام على كل قطرة دم وعرق سالت في سبيل أن يبقى رمز الحريةوالاستقلال علم الروح والقلب عاليا شامخا من شموخ قيادة الوطن وجيشه واهله، وكل عام وقائد الوطن واهله وجيشه بالف خير.