يعلو الغراب فوق النسر لازعاجه فيقوم النسر بالطيران الى مسافات اعلى للتخلص من قرف الغراب وزنه فوق راسه فالنسر يعلم ان لا طال للغراب بمكانته والغراب يدرى ان رئته لا تتسع كالنسر فى قمته لكنه يريد ان يرى النسر عاليا فيمضى به حيث يجب ان يكون تلك هى معادلة حب الغراب للنسر فان فهمها النسر فلن يحلق وان عرف خطوره ما يفعله الغراب فلن يفعل وهى معادلة تعرف بمعادلة الاستفزاز لغايه الابداع .
وهى ذات المعادلة التحفيزية التى قد يستخدمها القائد فى التحفيز على الابداع والابتكار وفى اخراج مكنون جنوده فى العمل الابداعى حتى تصبح بالتدريب الضمني اداة قياس يقاس معها مقدار التحمل وكيفية التصرف فى الصعاب وكيفية الجرى فى المضمار فمن يريد منهم العلا لا بد ان يطير كالنسر ويتصرف كالصقر ويمضى كالحصان حتى لو كان غراب ورئته ضيقه او غزال لا بوصلة له .
فان الواقعية الوصفية لا تفيد لاطلاق مكنون الابداع وان كانت تفيد الاستقرار بالتوظيف كما ان الاستراتيجية الاحترازية لاتخدم التطور وان كانت تحقق ابجديات المعيشة والسكينة فالتطوير والتحفيز هى متلازمه الابداع كما التوظيف والاحتراز هما عنوان الاستقرار فالعمل الوظيفى لن يخرج عن اطاره المبين فى الوصف الا اذا ما تلازم ذلك عبر معادله استفزازية اختباريه تجعله يطلق عنان الابتكار فى متلازمة العمل الوظيفى والهيكلى الاداري .
وهو المدخل الاستراتيجي الذى ان تم اسقاطه على واقع بعض المؤسسات سيجعل منها تتقدم بخطوات كبيره فى زمن قياسي قصير فلقد تم تجريب هذه المعادلة فى بعض الدول النامية فكانت النتيجه مبهرة فى سنغافوره وماليزيا وتركيا فان واقع العمل فى المؤسسات ان اصبح يدخل فى اتون الاجواء المستقرة والامنه معيشيا يصبح اداء العاملين عادى وسرعان ما يبدا قوس الانجاز بالانحناء بسبب غياب ادوات التحفيز التى تساعد على الابتكار.
ولان مساقات التحفيز الطبيعية اما ان تعمل وفق مساقات إيجابية فيتم استخدام سياسية الرتبة التقديرية فى الانجاز او العوائد المادية فى العمل او انها تعمل ضمن مساقات سلبيه يتم استخدام فيها نظم العقوبه والحسم فى تحقيق مكانة التزام نوعية الانتاج لكن طريقه التسر والغراب هذه هى طريقة مغايرة باعتبارها تشكل اداه استثنائية وليست طبيعية حيث تقوم على تحفيز الكل لانجاح الجميع فيستخدم فيها ادوات محفزه وليس نظم او انظمة ثابتة فتكون النتيجه تحقيق انجاز اكبر واختيار قاده يحملون نوعية خاصه فى القياده والابداع مع اجتيازهم مرحلة الغراب والنسر فى التطور وحسن الاداء .
فهل نحن بحاجه الى اتباع نظرية النسر والغراب فى مؤسساتنا للتحفيز واختيار القادة القادرين على قيادة العمل وبعث روح جديده فى المؤسسات العامة فان النظرية التقليدية فى مسارات العمل وان كانت موجوده فى الهيكلية لكنها غير مفعلة فى جوانب عدة فالكل يعد نفسه انه منتمى للمؤسسه ومبدع والمؤسسات متخمه بالعقول لكنها بحاجة الى مناهج اخرى فى العمل لتحسين الصوره والارتقاء بسلم الانجاز من خلال اختيار قيادات تجعلها تعمل برتم افضل ومسؤولية اعلى ففى فريق كرة القدم الحارس المبدع هو قائد والمدافع الصنديد هو قائد الموزع فى الوسط هو قائد وليس القائد من يسجل الهدف وحده ، فان عنوان المؤسسه هو العمل الجماعى وعنوان الانجاز هو ان ترى كل وظيفة من وظائف العمل نفسها عنوانه وقيادته وهنا يكمن بيت القصيد وعنوانه فالولاء للمؤسسة هو اساس الحل ومدخل الاصلاح فى ظل الترهل الادارى السائد فهل يمكن استخدام نظرية الاستفزاز لغايات الابداع لتقديم الصورة المراد ترسيمها وذلك باتباع نظرية الغراب والنسر ؟!