قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، اليوم الأربعاء، إن الأردن وبتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني يضع كافة امكانياته وقدراته في خدمة العراق من أجل عودة الأمن والاستقرار له، مؤكدًا "أننا في المملكة نثمن مواقف العراق الشقيق تجاه بلدنا، ونقف إلى جانبكم في الحرب على قوى الإرهاب والتطرف".
جاء ذلك خلال مباحثات أجراها بدار مجلس الأعيان، مع النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي حسن كريم الكعبي والوفد البرلماني المرافق له، بحضور مساعد رئيس مجلس الأعيان الدكتورة علياء بوران، ورئيس لجنة الشؤون العربية والدولية والمغتربين في المجلس المهندس ناصر اللوزي، إلى جانب نائب رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي، والسفير العراقي في عمّان حيدر العذاري.
وأضاف الفايز "أننا في الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، نؤمن بأن أمن العراق واستقراره مصلحة أردنية، ونرفض التدخل في شؤونه، ونقف على مسافة واحدة من مختلف مكونات الشعب العراقي الدينية والعرقية والاجتماعية، ونحرص على وحدة أراضيه".
ونوه إلى "أننا في الأردن نعتز بالمستوى الرفيع، الذي وصلت إليه العلاقات الاخوية بين بلدينا الشقيقين، وهي علاقات عميقة وتاريخية واستراتيجية تقوم على الاحترام المتبادل، وبما يخدم مصالح بلدينا".
وأوضح الفايز أن الأردن بقيادة جلالته يحرص على تطوير العلاقات الثنائية والبناء عليها، لتكون علاقات استراتيجية تنطلق من ثوابت تخدم المصالح المشتركة، مؤكدًا أهمية زيادة التعاون المشترك، وخاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية، وتفعيل الاتفاقيات الثنائية، وتسهيل حركة التجارة البينية بين البلدين.
وبين "أن الظروف الدقيقة التي تمر بها أمتنا والمنطقة، تحتم علينا تعزيز وحدتنا، لمواجهة التحديات والأخطار، التي تحيط بنا"، مؤكدًا أن "الوحدة والتلاحم العربي هو السبيل الوحيد لحل مختلف الصعاب الراهنة".
وأعتبر الفايز أن "القمة الثلاثية الأردنية العراقية المصرية الرابعة، التي استضافتها بغداد مؤخراً، وشارك بها جلالة الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، خطوة متقدمة في اطار تعزيز العمل العربي المشترك".
وذكر أن "هذه القمة وما سبقها، تشكل عنواناً للتقارب، وخطوة إيجابية على طريق التعاون، وتعزيز علاقات الشراكة بمختلف المجالات، بما يمكن من التغلب على مختلف التحديات، وتؤكد على الرغبة الاكيدة لدّى الدول الشقيقة الثلاث، في العمل على زيادة آليات التنسيق والارتقاء بالجهود المشتركة، سعيا لتحقيق التكامل الاستراتيجي فيما بينهم".
وبخصوص ما يجري في المنطقة من صراعات وأزمات، وانتشار قوى الارهاب والتطرف، جدد الفايز دعوة الأردن للمجتمع الدولي، إلى تحمل مسؤولياته الاخلاقية والإنسانية، بالعمل على إنهاء الازمة السورية، وحل القضية الفلسطينية، من أجل تمكين شعوب المنطقة، العيش بأمن واستقرار وسلام.
وأكد الفايز أن حل كافة الصراعات في المنطقة، أساسه حل القضية الفلسطينية حلا عادلا وشاملا، ووفق قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، وبما يمكن الشعب الفلسطيني من حقوقه، بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ومضى الفايز قائلًا: "إننا في مجلس الأعيان، نؤكد على ضرورة إدامة التنسيق والتشاور بين بلدينا ومجلسينا، وخاصة في الحرب على قوى الارهاب، وفي كل ما من شأنه أن يحقق الامن والاستقرار للعراق، ويحفظ وحدة شعبه واراضيه، ويمكنه من التغلب على تحدياته، ونؤكد أيضًا على أهمية البناء تعزيز علاقاتنا البرلمانية، بما يخدم مصالحنا المشتركة، ويوحد مواقفنا حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، والقضايا التي تطرح في مختلف المحافل البرلمانية الدولية".
ودعا الفايز الاتحاد البرلماني العربي إلى تبني الدعوة لعقد قمة اقتصادية بالتزامن مع القمة السياسية، التي تعقد بشكل مستمر، بحيث تكون بمشاركة رجال الأعمال في مختلف أقطار العالم العربي، وممثلين على مختلف القطاعات الانتاجية والصناعية والزراعية والتكنولوجية، لبحث التكامل الاقتصادي العربي بمعزل عن القمة السياسية.
كما أكد أهمية أن تتخذ البرلمانات العربية خطوات مدروسة وسريعة نحو تحقيق وحدة اقتصادية عربية، ولا سيما في ظل الروابط المشتركة بين الشعوب العربية، لافتًا إلى أن القوة الاقتصادية ترفع من مستوى السياسي والأمني والاجتماعي والثقافي للدول.
بدوره قال النائب الكعبي إن بلاده تثمن وقوف قيادة الأردن وحكومتها وشعبها إلى جانب العراق في سبيل تحقيق أمنه واستقراره ووحدة أراضه، لافتًا إلى الروابط الكبيرة المشتركة، التي تجمع بين الشعبين الشقيقين.
وذكر أهمية القمة الثلاثة بين بغداد والقاهرة وعمّان، على مستوى القادة، حيثُ كان لها بعد وأثر كبيرين في المحيطين الإقليمي والدولي، داعًا إلى أهمية العمل على ترجمة مخرجات القمم الثلاثية بما يخدم مصالح شعوب الدول الثلاث، وتوسيع الإطار لاحقًا لشميل جميع الدول العربية.
وأضاف الكعبي أن العراق يُؤمن أن الموارد وحدها لا يكمن أن تحقق التنمية المستدامة الشاملة المنشودة، إن لم يكن هناك شركاء تجمعه معهم روابط متعددة وأهادف مشتركة واحدة تعمل جنبنًا إلى جنب وتسخر مختلف الإمكانيات لتخدم مصالح الشعوب العربية.
ولفت إلى أن وجود وحدة اقتصادية عربية يعتبر محورًا أساسيًا للبناء على العلاقات القائمة على الصعيد السياسي والأمني والاجتماعي والثقافي، مؤكدًا أن ما لدّى الدول الثلاث من إمكانيات وقدرات يؤهلها إلى تكوين نواة اقتصادية عربية موحدة.
وتناول اللقاء أهمية البناء على العلاقات العربية وتعزيزها في مختلف المجالات والقطاعات، على رأسها المجالات الاقتصادية والاستثمارية، التي من شأنها أن تعالج التحديات الاقتصادية والتنموية في البدين الشقيقين.
وأكد الحضور أهمية التوسع في أدوار البرلمانات العربية من أجل ترسيخ جذور التعاون العربي، وتقديم مقترحات وبرامج ومبادرات من شأنها أن تعالج التحديات، التي تواجه الشعوب العربية.