مخاض تشكيلات رؤساء الجامعات يشغل الأوساط الجامعية هذه الأيام، كما لم يشغلها من قبل، والشاهد تراجع غير مسبوق في نظامنا التعليمي العام والعالي، يعترف فيه الجميع في حين يغمض صاحب القرار عينيه عن كل شيء( وكأن العرس عند الجيران)، جامعات تغلي من الداخل نتيجة ممارسات رؤساء تخالف كل القيم والنظم الأكاديمية، حيث أصبح الموضوع اكبر من قضية إدارية ليصل لممارسات ممنهجة وموجهة لتفريع الجامعات من الكفاءات الأكاديمية من خلال ممارسات حاقدة ومقيته وأنتقامية، يتم إلباسها ثوب تطبيق التشريعات والهدف النهائي تصفية التعليم العالي والجامعات من كثير من الأدمغة الأكاديمية، خريجة أرقى الجامعات العالمية، ومن أعرفهم شخصيا بالعشرات عادوا لأمريكا أو الدول الغربية التي درسوا فيها لتحتضنهم وترعاهم ويخسرهم الوطن..!، وغيرهم قدموا استقالاتهم نتيجة للضغوطات والعبث بترقياتهم أو صناعة المكائد للأكاديمين أو عدم وجود أجواء أكاديمية شفافة ونظيفة، وذهبوا لجامعات الخليج وغيره مكرهين نتيجة عنجهية ممنهجة وغير ممنهجة من بعض الإدارات الجامعية وبالذات الرؤساء، وهؤلاء الرؤساء يسوقون أنفسهم بسيل من الإنجازات الوهمية الكاذبة، وشبكة مصالح وتنفيعات لكل المؤثرين في بقائهم من خلال التوسط في الترقيات أو التعيينات من غير إعلان أو بطرق ملتوية أو تعيينات عمداء ومدراء في جامعاتهم والأمثلة معروفة للجميع، مما أفقد الجامعة والعاملين فيها روح الإنتماء للعمل، وسيادة الواسطة و وإنعدام الشفافية وسيادة عقلية المزرعة لمن يدعي أنه مدعوم من كل الجهات..! وساد سلوك التنحي لكل متميز ومخلص لكي لا يكون الهدف القادم لإنتقام الرئيس وحقده..!، مع علم الوزير والمجلس بالكثير من الممارسات إلا أن الفعل والمسؤولية وإتخاذ القرار (خرج ولم يعد) وسياسة الطبطبة والتسويف هي السائدة ربما لامتداد تبادل المصالح أو الضغوطات من المتنفذين وزراء ونواب وجهات أخرى واقربائهم وأنسبائهم وزوجاتهم والقائمة تطول….
وتطالعنا إحدى الإلكترونيات كل فترة بتسريبات من داخل التعليم العالي، وتحيرك تفصيلاتها، ومعروف انه يتم تمريرها أما كبالونات إختبار للوسط الأكاديمي أو امتداد للتسويف والمماطلة للمحافظة على رؤساء بعينهم، يلبون لهم كل ما يريدون من مصالح أو تعيينات أو غيره، والحقائق لدينا نستطيع إعلانها ولكننا ما زلنا نحافظ على شعرة معاوية من أجل سمعة التعليم العالي والبلد، واللذان كما يبدو آخر إهتماماتهم مقابل تبادل مصالحهم وتغليب الخاص على العام… !.
ننتظر أن يتدخل عقل الدولة وأن لا يتأثر أبدا بالعلاقات والمصالح التي شكلت لوبيات مؤثرة على رئيس الوزراء وصانع القرار، كيف يقبل في هذا التردي الذي يعانيه قطاع التعليم العالي تمرير كل هذا الإفك، هذا وطن إن أصلحت التعليم فيه صلح كل شيء، من وراء بعض الرؤساء الذين أمعنوا في تدمير كل جميل في جامعاتهم ودمروا نفسيات العاملين والأكاديميين، ويتصرفون ببلطجه وعقلية مزرعة، وكأنهم فوق المسؤولية، ففي بلد يحترم نفسه ويحاسب فعلاً… ! وجب على هؤلاء تقديم استقالاتهم والوقوف أمام العدالة إن وجدت..! ليدفعوا الثمن، الأردن أكبر من تنفيعات آنية تنتهك فيها كل القوانين والأعراف لجلب مصالح غير محقة لهؤلاء المتنفذين، ولا ننسى الولائم (المنسفية) المصطنعة التي يأمر بها أحدهم عمدائه لتسويق نفسه وتلاوة كلاشيهات الإنجازات الوهمية وأرقام الميزانيات الكاذبة، والشواهد موجودة.
الأردن أكبر من كل هذا، يستحق أن يمتشق عقل الدولة سيف التغيير وأن يجتث من جامعاتنا الضعف والهوان والتخريب الذي أحدثه بعض الرؤساء بقصد أو غير قصد ففي الأوطان تتساوى الخيانة بالخطأ، مطلوب أن لا يتأثر عقل الدولة بكل الضغوطات للوبيات المصالح والتنفيعات الرخيصة التي استبدلت الوطن بالتنفيعات الشخصية، لإبقاء أي رئيس لا يستحق أن يكون رئيساً، جامعاتنا بحاجة اليوم قبل غدٍ للتغيير الشامل وبحاجة لثورة بيضاء، لا رؤساء آخر همهم كرسي الرئاسة والأمتيازات.
التعليم العالي أنتظر كثيراً … من يعلق الجرس..! ونخشى أن نصل أو نكون وصلنا لنقطة الا عودة، مجلس التعليم العالي ووزيره ورئيس الوزراء تحت أعين كل العاملين في التعليم العالي وكذلك الشعب والوطن بأنتظار قرار التغيير وصناعة الثورة في التعليم العالي… حمى الله الأردن.