ستظهر نتائج الثانوية العامة صبيحة هذا الْيَوْمَ تزامناً مع المؤتمر الصحفي لمعالي وزير التربية والتعليم، الوزارة التي رسمت بإبداع منظومة وسمفونية بإيقاع إبداعي متوازن ولا أحلى للثانوية العامة لهذا العام والتي تشكّل مصدر إعتزاز بمنظومتنا التعليمية؛ وإن شكى كثير من الطلبة وأهليهم من صعوبة أسئلة بعض المواد؛ فالإمتحان السنوي بالرغم من كورونا وهمّها حدا بالوزارة لوضع أسئلة موضوعية لإختيار من متعدد لثاني مرة بتاريخ الوزارة، ونحن إذ نهُمّ لإستقبال النتائج فالمطلوب ثقافة القبول والرضا بالنتيجة أنّى كانت وتعزيز لثقة الجميع بالطلبة وثقتهم بأنفسهم، فالتوجيهي محطة مصيرية مهمة لكنه ليس نهاية الدنيا:
١. أبارك من القلب لكل المبدعين الأوائل الذين سيحصدون ثمرة تعبهم وكدّهم وسهرهم، والناجحين الذين بذلوا جهوداً تتواءم مع تحصيلهم، وأبارك للأهل جميعاً والمعلمين والإدارات التربوية والميدان والوزارة وكل الجهات التي ساهمت في إستكمال الإمتحانات والجميع، وأرجو الله مخلصاً لمن لم يحالفهم الحظ التوفيق في المرات القادمة بحول الله تعالى لتعويض ما فاته من تحصيل.
٢. ربما هذا العام يستطيع كل طالب التنبؤ لأقرب عُشر بمعدله بسبب أن الأسئلة معظمها جاءت على صيغة إختيار من متعدد وموضوعية وجزء يسير منها مقالية؛ولذلك كل ما نحتاجه الصدق مع النفس والأهل لغايات الحصول على الممكن.
٣. ليعلم الجميع أن النتائج ليست وليدة مرحلة الثانوية العامة فحسب بل هي نتاج تراكمي للعملية التدريسية برمتها منذ نعومة أظفار الطلبة، أي أن التوجيهي نتيجة لدراسة 12 سنة دراسية لا سنة واحدة فقط، وهو مؤشر لمخرجات العملية التدريسية وجودتها التي نعتز بها.
٤. من البديهي أن النتيجة مرهونه بالجهد والطموح والقدرة وليس باﻷمل أو سقف عالي للتوقعات غير الواقعية، والكل شركاء بها طلبة وأهالي ومعلمين وإدارات تربوية وغيرهم.
٥. الفرح والإبتهاج بالناجحين مطلوب دون مبالغة ولكن بإعتدال، ومظاهرإغلاقات الطرق والإزعاج وغير ذلك من التصرفات السلبية مرفوض وممنوع وفق قانون الدفاع وقراراته، بالمقابل الحزن الشديد عند المخفقين مرفوض، لكن المطلوب أن تُستغل هذه الحالة للنهوض من جديد.
٦. مطلوب الوقوف لجانب أبناءنا الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ، لتكون نتائجهم في الدورات والفصول القادمة أفضل وأجود، وخصوصاً أن الوزارة سمحت بتكرار الإعادة بالدورة القادمة وبمرونة دون تعقيدات.
٧. مطلوب إستقبال النتيجة أنّى كانت برضا وإعتدال، فبالمحصلة قل لن يصيبكم إلّا ما كتب الله لكم، ولذلك فحالة الرضا والقناعة والتصالح مع الذات مطلوبة في هكذا ظروف.
٨. مطلوب الفرح بإعتدال والإبتعاد عن مظاهر الفوضى وإطلاق الأعيرة النارية والفاردات التي تُغلق الطرقات والإزعاج وحالة الإرباك وكل ما هو سلبي، وفعلاً هنا قانون الدفاع يحظر التجمعات؛ فسلوك الناس الحقيقي يظهر في حالات الفرح والإمتحانات التي تتطلب الصبر.
8. فرصة لنزجي من القلب الشكر الجزيل لوزارة التربية والتعليم لما بذلته من جهد كبير لتطوير إمتحان الثانوية العامة واللجنة التي تم تشكيلها لهذه الغاية في زمن جائحة كورونا وإن لم يلاقي إرتياحاً عاماً عند البعض، وشكراً كذلك للقائمين على ذلك بدءاً من معالي الوزير ومروراً بإدارة الإمتحانات الأنموذج وصانعة الإبداع وإدارات الميدان المتميزة ووصولاً للمعلمين والعاملين بالوزارة في كل مكان والمتعاونين معهم من الجهات المختلفة.
9. النجاح والتميز له لون وطعم ورائحة مُثلى، كيف وإن كان لفلذات أكبادنا! فتحية إجلال وإكبار لكل من ساهم في وصولهم لهذا المستوى الرفيع، وأرجو الله مخلصاً للجميع قبولات جامعية موفقة وحسب الطلب.
بصراحة: مبارك من سويداء قلوبنا لكل المبدعين والناجحين وحظاً أوفر لمن لم يحالفهم النجاح، فالتميز في التوجيهي بزمن كورونا مطلوب لبناء مستقبل الشباب، لكنه ليس نهاية المطاف، فاﻷخذ بأيدي الطلبة للمستقبل وقادم الأيام ضرورة لتحسين مستويات تحصيلهم الدراسي ليختاروا تخصصاتهم الجامعية التي سيبدعون بها، وشكراً من القلب لوزارة التربية والتعليم وإدارتها وجيشها التربوي المبدع وكل مَنْ ساهم في تميز وإبداع ونجاح أبناءنا الطلبة الأعزاء.