التلفزيون الاردني يستمد تعاليم رسالته من بيئة اعلامية وطنية تعكس قيم المجتمع وعاداته وتقاليده وهويته وثقافته وخصوصيته .
وبنفس الوقت فان معايير البعض في الحكم على شاشتنا الاردنية تتناقض مع تربيتنا وعاداتنا وتقاليدنا ولا تتناسب ومنظومتنا القيمية والاخلاقية والدينية . فنحن مثلا نرفض الظهور الذي يغلف اداء بعض الاعلامييين ( والاعلاميات تحديدا ) على بعض الفضائيات الخارجية والعربية تحديدا ، واللغة ( المكسرة والمائعة ) التي يستخدمونها. ونرفض ان تتحول المنابر الاعلامية الى فضاءات للردح والقدح والشتم والتجريح والتطاول على الاخرين واثارة الفتن والاخلاق الهابطة .
ان هذا البعض الذي اعتاد ان ينتقد الشاشة الاردنية ويصدر الاحكام والقرارات المسبقة على برامجها لمجرد انها شاشة اردنية ليس اكثر ، شأنه شأن غيره من الذين امتهنوا حرفة التصدي للنجاحات والانجازات الاردنية وعلى مختلف الصعد ، مطالب بالوقوف بموضوعية وتجرد عند الحكم على التلفزيون الاردني .
وعندما اذهب للقاءات اعلامية .. دائما ما تستوقفني محطة الاذاعة والتلفزيون ، بطريقة تجعلني انتقي كلماتي وعباراتي ، وذلك رغم مساحة الحرية المعطاة .. لشعوري اني اتعامل مع وسيلة اعلامية لها خصوصيتها .. واسعى جاهدا الى ان اتماهى مع رسالتها ومع هذه الخصوصية .. وكأني اريد ان اقول .. بانني اضع لنفسي سقفا .. محاولا عدم تجاوزه احتراما لهذه الخصوصية .
من جهة اخرى ، فلا احد ينكر دور الخصوصية الوطنية واهميتها ، والتي تعمل بشكل تلقائي على احتواء وامتصاص اي مخاطر او تحديات ، وجعلها تسير في مسار الصالح العام ، بحيث لا تسمح للخروج على الثوابت والمصالح الوطنية ، وسرعان ما تتدخل لمعالجة اي فوضى او انفلات لصالح الامن والنظام . الامر الذي تجلت في كثير من المواقف والحالات . فهذه الخصوصية انما تمثل الهوية او الشخصية الاردنية ، مجسدة في العادات والتقاليد والقيم والعلاقات والروابط الاجتماعية بين المكونات المجتمعية ، والرابطة المقدسة بين القيادة الهاشمية والشعب والتناغم والتلاحم بينهما ، والاحترام الكبير الذي يكنه المواطن للاجهزة العسكرية والامنية ، ورسالة مدرسة اصلاح ذات البين النبيلة التي يحرص شخوصها ورموزها على حملها ونشرها ، حفاظا على النسيج الوطني والوحدة الوطنية وروح المحبة والتأخي والتواد والتسامح والعيش المشترك وحقن الدماء وحل المشاكل والخلافات بين الناس ، والتفاعل والتعاطف مع الحالات الانسانية والاجتماعية ، وغير ذلك من الصفات والخصال الطيبة التي تميز مجتمعنا الاردني من نخوة وشهامة واصالة وكرم وعزة نفس .
دون ان نغفل ان الخصوصية الاردنية مراعية لمنظومتنا القيمية والاخلاقية والدينية والحضارية والثقافية والتراثية والتاريخية ، التي علينا اخذها بالاعتبار قبل الانجرار خلف افكار ومفاهيم وحالات واوضاع ( ومصطلحات ) غريبة ودخيلة ، لا تمت لواقعنا وثقافتنا وحضارتنا بصلة . ما يجعل من الخصوصية الاردنية اكبر ضمانة لتعزيز امن بلدنا الطيب واستقراره ، وطرح البركة فيه ..
فلا تخربوه .. ولا تلوثوه .. ولا تفسدوه .. يا من تجاهرون بالبرادة وقلة الحياء .