هي بداية الحكاية , مقدمتها ومتنها واسطرها الرئيسة وافرعها , حبكتها وعناوينها , حكاية الشهادة التي ابت الا ان تكون في اول السطر وفي مقدمة قصة وطن اردني وامة عربية , اسماء ابت الا ان تكون في نهاية كل نصر , صنع بدم رجال ارخصوا الروح وانتظروا احدى الحسنيين , وكان لهم ما تمنوا . هي قصة مجد وبطولة واستبسال , ابطالها رجالات ارخصوا الروح وايقنوا بان الدم الطاهر ونجيعه هو الرواء الحقيقي للارض , وبان الشهادة والموت في سبيل الوطن هي الطريق لحياة الاخرين بمختصر الكلام والقول هم الشهداء , ايقونات الوطن ,وانجمه التي تتلالا في سماءه وعناوين كتاب مجده .
في القدس, لا زالت ثنايا المكانات ارضها وسمائها , شواهد على حقيقة الجيش العربي, وحكايات بطولاته ونصر جيشه المظفر, وقصص بطولات شهدائه الذين تابى ارواحهم في كل حين الا ان تطل علينا وهي تروى للزمان واحدة من سير نصر هذا الجيش الذي تعطش للشهادة كل من انتسب اليه , وداست اقدامه قدس الاقداس وتجولت اعينهم في ثنايا حارتها القديمة, وشمخت جباههم شموخ اسوارها العتيقة .
ليس بعيدا عن يومنا هذا ,وشهرنا هذا وعامنا هذا , انه السادس من ايلول من عام 2021 , الذي ابى الا ان يودعنا وهو يحمل في ثنايا ايامه حدث جلل ليظل هذا اليوم الحاضر في ايامه الماجدة التي ستظل تذكرها الاجيال وتدونها اجندة الوطن , في هذا اليوم خرجت الارض من صمتها وعلا صوت من رحمها شهد ولادة حدث جلل , انبعاث روح شهيد من رجالات الجيش العربي , في جنبات المسجد الأقصى هناك في القدس وفي مقبرة اليوسيفية حيث جرت مراسم عسكرية لدفن رفات جندي أردني عثر عليها في موقع تلة الذخيرة قرب حي الشيخ جراح في القدس خلال المعارك التي خاضها نشامى الجيش العربي في حرب عام 1967.فكان لها هذا التكريم من اخوة السلاح في الجيش العربي هناك في قدس الاقداس, صدحت موسيقات القوات المسلحة , وجرت مراسم مهيبة من لدن كوكبة من رجالات الجيش العربي الذين ابوا الا ان يبقوا الحاضرين على الدوام فوق ارض فلسطين توأمة الاردن , نعم هو الزمان الحاضر اعني , هي الالفية الثالثة التي لا زالت تذكر العالم باننا الرجال الذين كنا وسنبقى المدافعين عن ثرى القدس ليكون هذا اليوم شهادة حق , للزمان والمكان والانسان , على استبسال نشامى الجيش العربي , في هذا اليوم تابى رائحة الدم الطاهر , وبطولة فرسان الجيش العربي , الا ان تتسلل من بين ذرات التراب, لتذكر العالم باننا هنا, نعم هنا , وستبقى فلسطين في قلوبنا وقدس الاقداس امانة في اعناقنا
هي حاجيات احتفظ بها الزمان ورعت الارض خصوصيتها , وابت ذرات التراب الا ان تهديها للوطن وللعالم , لتثبت على الدوام بان الشهداء هم ملح الارض ومواسم خيرها الذين خاضوا معارك الشرف والرجولة على ارض فلسطين, حيث اهدوا الارض حياتهم وتطلعوا نحو السموات العلا بوعد الله عز وجل بان اجسادنا وريت الارض الا اننا الاحياء في السموات العلا , هي سكين وخاتم وخوذة وقناع غاز تابعة للجيش الأردني حفظت ارض القدس تلك الامانة لعقود مرت لتثبت في كل زمان بان الجيش الاردني هو جيش العروبة والعرب جمعاء.الحاضر هنا في القدس
هم عناوين انجاز وكواكب المجد وصور البطولة والنصر استحقوا التكريم ليس الان فقط وانما على الدوام فهم صناع مجد العروبة وانتصارات وقائعها وعنفوان ماضيها وانجاز حاضرها هم الشهداء .
يا الله ما اعظمك من جيش , في كل مفصل تابى بطولة رجالك الا ان تطفوا على سطح الزمن , تابى بطولات رجالاتك الا ان تظل السطر الجميل الذي يعنون صفحات مجد الاوطان , تابى صورة جيشك العربي وشهدائه الابرار الا ان تذكر في كل حين وتروى لاجيال تعاقبت تذكرهم وتذكر العالم باننا هنا , نعم هنا بجنبات المسجد الاقصى وبجوار قبتها نعيش بارواحنا الى ان يرث الله الارض ومن عليها وما نحن الا نماذج اقسمت الارض الا ان تخرج من لدنها في كل حين اسم منا وجسد اخر منا , لتعلق في ذاكرتنا, شيوخاً كنا أم شباباً وأطفال تزرع في داخلنا حب التضحية والفداء فالتحية لكل اسم منهم نودعهم نستودعهم الله الذي لا تضيع ودائعه لتلتقي ارواحهم في عليين مع الشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا وهي غاية المنى.